المدرسة الفنية لغنائية عزالدين الأمير حوارية نقدية وتناغم معرفي

المدرسة الفنية لغنائية عزالدين الأمير حوارية نقدية وتناغم معرفي

ثقافة

الاثنين، ١٧ سبتمبر ٢٠١٨

أ.رضوان هلال فلاحة

الغنائية بثلاثيتها الإرسالية والرسالية الجمالية وبتفرد التجربة وخصوصية علائقيتها بالكلمة المنتشة ابداعيا بمحمولها الثقافي واللحن وتماهيه الحسي اللوني بمناخ العبارة الشعرية والأداء الصوتي المشبع بالمنطوق الحسي الدلالي الموشوري ثلاثي الأبعاد إشاريا اضطلع به نقدا أدبيا وموسيقيا وفنيا كوكبة من النقاد في منحنى بياني معرفي تقييمي تباين في المنظور وتناغم في مساحة موفورة تواشجت في حواريتها المعارفية حول المنجز الإبداعي للفنان عز الدين الأمير

وقد عَبر الأديب والناقد أحمد علي هلال في مستهل مقولته النقدية عن مفهوم الإلتزام  ذو الانفتاح المعارفي غير القابل للتقييد والتقيد وما يشاكله في غير مسلك وفي هذا الاستقراء الجدلي لمفهوم الالتزام وبخصوص الأغنية الملتزمة التي تتمحور حول ثلاثية جمالية الكلمة واللحن والصوت والجمال في منطوق هلال النقدي الحذق لكينونة المنجزالذي يتناوله هو بناء قيمي الغائية ببعده الإنساني الأسمى ديدن المنجز الحسي السمعي لعز الدين الأمير  المتجذر بانتماء المنجز إلى ثابته المقاوم فالجمال لحظة مقاومة ويقف هنا عند أغنية يا مأمرك التي تعري التبعية والانسلاخ .. ويلج بحس تلاقحي للإنسانية كخطاب جمالي عند عز الدين الأمير وأغنية أنا اللهيب للشاعر الجبران ليبني من خلالها عضوية التكامل بين النص الشعري للجبران واللحن المنتمي لدائرة الإدراك ذاتها في اتحاد البوصلة وهي وعي الإنسان لذاته والآخر كوجود

أما الناقد الموسيقي يوسف الجادر في استبصاره الحسي وتوأميته مع لغته النقدية الموسيقية التي استوبعت الجملة الموسيقية للفنان عز الدين الأمير بأدائها الصوتي المتواءم مع البعد الإشاري للعبارة الشعرية لتشكل صورة سمعية وبصرية في آن تتنقل مع ذبذات الحس في توازن لحظي في تمرأي لمشهدية سمعية وبصرية مشبعة حسيا فأغنية بنعمرها التي استحضرها الجادر في محاكته النقدية يدلل على الإمكانية العالية في مساحة الصوت المتشربة للمعنى الحسي للمفردة ودلالتها لتشع حزمتها الضوئية كصورة سمعية أي أن الحرف المنطوق غناءا استقى الحس ودلالته ليأخذ الحرف ذروته الدالة حسا ومعنى

وقد لفت الكاتب الصحفي من جمهورية مصر العربية نبيل مصيلحي عضو اتحاد الكتاب في (مصر ) إلى أهمية المدرسة الفنية الإنسانية لعز الدين الأمير فيما تحمله من قيمة انسانية في مسعى دؤوب لإرساء القيم العليا في المجتمع وتكريس انسانية الإنسان فتجربة عز الدين الأمير التي أدهشت الكاتب ميصلحي بجماليتها الثلاثية المغايرة للمشهد الغنائي على الساحة العربية والمضادة لمفهوم الاستهلاك في مسعاها القيمي

وفي محوره يزواج الأديب والصحفي معين العمطوري بين الحالة الإبداعية للفنان عز الدين الأمير وعمله الوظيفي  في تلازمهما من حيث الدافع والأثر والغاية ..الأغنية التي يقدمها الأمير بما تحدثه من استواء نفسي لانكسارات الوجدان الإنساني وطبابة اليد الممرضة .. وفي استقصائه البحثي الموسيقي الذي شكل منظور قراءته لتجربة الفنان عز الدين الأمير المغايرة للنمط ليس بكونها مقطوعة الإرتباط مع منهجية البناء لجملة لحنية أسس لها موسيقين أعلام انما بما تأتي عليه تجربته وخصوصية المنجز الذي يبدعه هو الذي يشكل التفرد والتمرد الواعي لقيمة مضافة يؤسس من خلالها مدرسة فنية لها خصوصيتها

كما شكلت الدهشة مساحة للمخرج المسرحي والملحن العراقي وعد سالم استحضرت لديه اسماء وقامات عربية فنية وشعرية لها أثرها القيمي فالفنان العربي السوري عز الدين الأمير كما أكد المخرج والملحن المسرحي وعد سالم بأقنوم إبداعه الكلمة واللحن والصوت مدرسة فنية لها أثرها المرتقب فهما وتفهما ووعيا على مستوى العالم العربي حيث تتكامل في منجزه الابداعي الأنا الشاعر والملحن والمغني

وبدوره ألقى الباحث الموسيقي والمللحن رياض سراي الدين الضوء على تجربة الفنان عز الدين الأمير الغنّاء مستشهدا بغير مقولة لرائدي التلحين في التراث العربي القديم والمعاصر تمكنت من خلالها المادة الابداعية من تحقيق ذروة ما ارتكزت عليه مقومات التقييم التي دلل عليها كما أشاد بتوظيف الجملة اللحنية مع الجملة الشعرية التي تلج إلى النفس البشرية بانسيابية لتكون المعبر عن نوازعها ومعاناتها والصادحة بالنحن إلى أسمى معاني القيمة ..

إن المنجز الإبداعي الجمالي للفنان عز الدين الأمير بسيرورة أثره الذي نستبصره يفتح سواقي ابداع على الإبداع لمدرسة فنية تنتج القيمة بإرساليتها السمعية البصرية الواعية لثقافة المفاهيم الجمالية كخطاب ومفهوم خطاب وإن الفنان عز الدين الأمير الملتزم جينيا وعضويا بالأم وهي مجاز كلمته وموسيقاه الأسمى بماء عطائها وحسها الإنساني وطنا وترابا لصيرورة الحلم النشيط لأفق لا يري الغد إلا بصورته المثلى