المرأة السورية بوعيها ومعاناتها في رواية (تيا يا أنت)

المرأة السورية بوعيها ومعاناتها في رواية (تيا يا أنت)

ثقافة

الاثنين، ٤ سبتمبر ٢٠١٧


(تيا يا أنت) رواية للأديبة أماني المانع صدرت عن مؤسسة سوريانا للإنتاج الإعلامي معبرة عن وعي المرأة السورية تجاه مصيرها وقضايا وطنها مستخدمة دلالات ورموزا استعارتها من البيئة التي عاشت فيها وتأثرت بجمالها وبهائها.

ورغم ظروف الحرب التي دفعت بالروائية المانع الى الهجران من ضفة الفرات إلى ربوع “دمر” ظل الفرات متشبثا بذاكرتها ومشكلا ثقافتها ليظهر محاطا بالغرب وعبقه بين أحرف العطف.. وتنهدات الكاتبة التي حملت في أعماقها كثيرا من القهر المتدافع ليخيم على مناخ الرواية وبيئتها .

الرواية ساخطة على الغربة التي سببتها الحرب وناقمة على السفهاء الأدعياء الذين يشكلون ركنا من أركان الحرب الغاشمة التي شنها الارهاب على أجمل وطن في الكون.

ويعكس الحب في الرواية تربية عفيفة وناضجة نظرا للأحداث التي يحركها ضمير تنامى على المروءة والنخوة والشرف فترفض المرأة أن تبيع أو تنسى شريك حياتها رغم بعده وقسوة جفاه.. متشبثة بالعهد الأول الذي شهدته احدى الصديقات وعرفت كثيرا من تداعياته.

أما تيا اسم البطلة الثانية للرواية والتي جاءت لتكون في ذروة الحدث رابطا عاطفيا بين الحبيبين ورمز انتماء للتكافل الوطني والاجتماعي الذي كان ويجب أن يبقى في الجزيرة الممتدة على ضفاف الفرات وقوامه العرب والآشوريون والأكراد وسواهم بلغاتهم ولهجاتهم وعاداتهم دون أن يفرق بينهم متآمر.. وهذا ما تجلى في نمط الحب عبر أحداث الرواية.

تتنامى العواطف إلى الأعلى مشكلة خطا بيانيا متصاعدا تذهب به الكاتبة لبقاء البطلة على عهدها رغم ذعرها من الحبيب الزوج الذي ظل غائبا تاركا حبيبته تقاسي ظلم البعد .

تبدو الرواية بما فيها من حذر لغوي وفني وما فيها من ارتقاء في الهندسة المعمارية..نزعة ذاتية مغموسة بالوجع تعبر عما تقاسيه الكاتبة جراء ويلات الحرب وتعكس آلام وأوجاع نساء كثيرات يعانين ظلم هذه الحرب الآثمة.

محمد خالد الخضر