مها محمد: علم طاقة الألوان يدخل في مجال العلاج النفسي وفي التسويق والإعلام

مها محمد: علم طاقة الألوان يدخل في مجال العلاج النفسي وفي التسويق والإعلام

ثقافة

الجمعة، ٣٠ ديسمبر ٢٠١٦

بدأت علوم الطاقة في السنوات الأخيرة تجد طريقها إلى أذهان شريحة ,اسعة من الجمهور السوري عبر باحثين ودارسين اطلعوا على أصول هذه العلوم ومنابعها التي تعنى بالطاقة الدفينة الموجودة في الاشياء ثم عملوا على نشرها عبر محاضرات وكتب تسعى لتوضيح وتأكيد دور علوم الطاقة في حياة الإنسان وكيفية الاستفادة منها.

الباحثة مها محمد خصصت دراساتها وقراءاتها في مجال علوم الطاقة على طاقة الألوان ونشرت كتابا في هذا الصدد حيث تقول في حديث لسانا..”الألوان كالهواء تحيط بنا من كل جانب ومن المستحيل الهروب منها فهي جزء لا يتجزأ من المحيط الذي نعيش فيه والذي نؤثر ونتأثر به”.

وتوضح محمد أثر الطاقة الموجودة في الألوان أن مصدرها الشمس وأن لكل لون ذبذباته وتردداته التي تكسبه خصائصه وميزاته التي يتأثر بها الجسم الحي لافتة إلى وجود ألوان تمنح طاقة إيجابية وسلبية.

وتتحدث محمد عن تأثير الالوان على الجسم الحي والتي تقسم الى فئتين الأولى الوان دافئة ” مغناطيسية” وهي الوان محفزة ومنشطة للكائن الحي ولها تأثير منشط وتشمل الاحمر والاصفر والبرتقالي والثانية ألوان باردة “كهربائية” وهي ألوان مثبطة ومهدئة للكائن الحي وتشمل الازرق والنيلي والبنفسجي.

أما اللون الاخضر فهو بحسب محمد يتوسط الفئتين ويعتبر اللون الأكثر اعتدالا وإيجابية يتميز عن غيره من الالوان بأن له قدرة على امتصاص كل الطاقات السلبية من الاجسام كافة.

وتعرج محمد في حديثها عن دور الألوان في التسويق والإعلام حيث يعتبر اللون المادة الاكثر جذبا في المجال التسويقي سواء عبر التلفزيون او الاعلانات الطرقية لأن شعار المنتج ولونه يقدمان فكرة اولية راسخة عن المنتج لذلك من الضروري دراسة لون المنتج وأثره على نفسية الزبون لتحقيق الحد الأقصى لتسويق منتجاتها في الأسواق لافتة في هذا الصدد إلى أن مطاعم المأكولات السريعة تعتمد بشكل اساسي في شعاراتها على الألوان التي تزيد الشهية للطعام وهي الألوان الدافئة كالاحمر والاصفر والبرتقالي.

وتقول محمد ..”تستخدم شركات صناعة المشروبات الغازية على اللون الأسود كلون اساسي في صناعة عبواتها لما يوحي به اللون الأسود من قوة وغموض كما تستخدم اللون النيلي لتسويق مشروبات الطاقة لارتباط هذا اللون بالقدرة العقلية والانفصال عن الواقع بالاضافة لاستخدام اللون الأحمر الذي هو لون الطاقة المتفجرة بامتياز” .

وترفض محمد اعتبار علم طاقة الألوان تخصصا حديثا بل تعتبره موجودا منذ آلاف السنين حيث استخدمه القدماء للعلاج عندما عرفوا خصائص وتأثيرات الألوان وحاولوا الاستفادة منها في مجالات عدة ومنها تحقيق التوازن والانسجام وكعلاج مكمل خاصة في الطب النفسي عند الحضارات القديمة ولا سيما الهند والصين.

وتلفت إلى وجود اهتمام متزايد بهذا العلم بدأ في أوروبا منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر ليشمل العلاج اللوني العالم بأكمله من خلال الانتشار الواسع للمؤءسسات المختصة بالعلاج باللون كونه أثبت نجاعته وسهولة تطبيقه لافتة إلى أننا حتى الساعة لا نزال نسبر اغوار هذا العلم ونتعلم عنه وعن تأثيراته
علينا وما زال العلماء يقدمون اثباتات مذهلة عن اهمية اللون وتأثيراته علينا .
وتشير محمد إلى أن الالوان الاساسية هي الاحمر والاصفر والأزرق فيما تنتج باقي الالوان من المزج بين لونين أو اكثر أما الالوان الخليطة والمزيجة فتأخذ طاقتها من الألوان المشكلة لها كالبرتقالي الذي ينتج عن مزج اللونين الاحمر والاصفر فيأخذ من صفات اللونين وتزيد طاقته كلما زاد تركيز اللون الاحمر فيه.

يشار إلى أن مها محمد خريجة قسم اللغة الانجليزية وآدابها من جامعة دمشق اتبعت العديد من الدورات المتخصصة في علوم الطاقة صدر لها مؤخرا كتاب “طاقة الألوان ..أسرار الطاقة الخفية”.