تفتيق وترقيع .. صفحة نقدية ساخرة..إعداد: نضال خليل

تفتيق وترقيع .. صفحة نقدية ساخرة..إعداد: نضال خليل

الأزمنة

الأحد، ١٧ مايو ٢٠١٥

خطاب إيديولوجي
أصبحت مقتنعاً تماماً أن المنصب أو الموقع يطبع الرجل بطابعه، بل يجعله يتأدلج حتى العظم.. فلا تستغرب أن يتحول اليساري إلى يميني أو العكس.. وذلك حسب الموجة السائدة، لا بل في أحيان كثيرة يلجأ من تبوأ ذلك الموقع إلى استعارة بعض الألفاظ المستمدة من الحزب الذي يمثله للدلالة على الجذور التاريخية العميقة له مع استعارة بعض المصطلحات الحزبية لحشرها بين المفردات ضماناً لتأكيد حصافة رأيه وحتى يرضى عنه من هم (فوقه) بالمسؤولية طبعاً.. وقد حضرت ذات مرة جلسة أحدهم.. وقد تم سؤاله عن رأيه بمستقبل عمل المرأة.. فانتصب عن الأريكة وسيجارته في يده وتحدث عن الليبرالية والديمقراطية والديماغوجية وآفاق الصراع العربي الإسرائيلي ودور الإمبريالية واستراتيجيات البناء العقائدي للفكر التقدمي لما بعد العولمة التي فرضتها عقلية المؤامرة القادمة من بلاد الفرنجة.. حديثه جذب انتباه كل من حوله وظهرت الدهشة والذهول لطريقة الاسترسال كمن يحفظ عن ظهر قلب.. لسبب بسيط هو أن لا أحد استطاع أن يفهم شو علاقة المرأة بهذا الخطاب الإيديولوجي.

نظرية الاجتماعات
على الرغم من اعترافنا بأن عدداً كبيراً من العقليات التي تدير دوائرنا ومؤسساتنا لم تستطع استيعاب أن هناك شيئاً اسمه تطور وآفاق ديناميكية غزت العالم ونقلته نقلات نوعية حتى باتوا يسبقوننا بمسافات ضوئية.. إلا أننا يجب أن نعترف أنهم سبقوا العالم قاطبة بتطويرهم لـ(نظرية الاجتماعات) فالاجتماع في حكومتنا شيء مقدس.. وهو يأخذ أشكالاً متعددة.. اجتماع بحث.. اجتماع تطوير.. اجتماع معالجة.. والمزيد يأتي مع كل اجتماع، لدرجة أننا لا نستطيع الاجتماع بمسؤول لكثرة اجتماعاته..

أخي المواطن
الحكومة وعبر أجهزتها المختلفة كافة تدلل المواطن بشكل منقطع النظير، حتى إنها باتت وخلال الأزمة تحديداً لا تخاطبه إلا بكلمة أخي المواطن.. فأخوها المواطن عليه تسديد فواتير الكهربا.. والمياه.. والهاتف.. إلى جملة من الطلبات، طبعاً مع ترويسة تسبق كل هذه الأمور (ببداية) بكلمة (يرجى) وتذييل (لكيلا نضطر آسفين).. إنه كلام في منتهى الرقة والحلاوة والعذوبة.. ولأن المواطن (درويش) فغالباً ما يطير عقله من الفرح، لدرجة القرابة التي منحت له (ببلاش) ولكن سرعان ما يعود عقله ليطير ع الآخر عندما يكتشف أنه أخ عندما يطلب منه تنفيذ أمر أو تحصيل شيء للحكومة عليه. أما عندما يريد شيئاً منها فعليه أن يدخل في دوامة كونه مواطناً فقط، أما (الآااخ) فلا يطلقها إلا من شدة زعله على كونه مواطناً.

عيرنا سكوتك
تعمد أغلب شركات ومعامل المحارم وضع هدايا داخل علب المحارم كإستراتيجية تطبيق للزبون ونصب طعم لإغرائه بالإدمان على الشراء من ذلك المنتج حين العثور على الهدية أياً كانت.. وهذا يعد نوعاً من الفكر التسويقي المشروع للمنتج، لكن عثورك على قطعة معدنية أو شيء شبيه بذلك داخل كيس بطاطا هو بالتأكيد لا يندرج تحت هذا الفكر وخاصة أن هذا الكيس يحتوي على مادة غذائية محببة لدى الأطفال بما يعني إخضاعها لشروط رقابية إضافية والتشدد في المحاسبة، فصحة البني آدم ليست لعبة كما أن قطعة المعدن أو أي شيء من هذا القبيل ليست هدية.. وهنا المشكلة، ففيما لو تقدمت بشكوى عن عثورك على شيء كهذا فإن الجهات المختصة سوف تطنش ع الموضوع بحجة أن الكيس مفتوح وقد يكون الأمر كيدياً بقصد الإساءة، وبالتالي على المشتكي في حال أراد أن تأخذ شكواه حقها وتتفاعل معها الجهات الرقابية أن يأتي بكيس مغلق وبداخله ما يدّعي أنه مصدر خطر، يعني يجب أن يكون المشتري منجّماً أو عالماً بالغيب أو لديه عينان تعملان بأشعة اكس.. أو فليعيرهم سكوته كون السكوت في حالات كهذه نعمة ومن ذهب.