تفتيق وترقيع .. صفحة نقدية ساخرية ..إعداد: نضال خليل

تفتيق وترقيع .. صفحة نقدية ساخرية ..إعداد: نضال خليل

الأزمنة

الأحد، ٢٦ أبريل ٢٠١٥

مفترق طرق
نحن اليوم كأولاد نجباء لآدم وحواء نقف على مفترق طرق يمكن اعتباره هو الأهم في تاريخ الجنس البشري، الأول طريق يدل على نهاية تؤدي لضياع الأمل واليأس وآخر يؤدي إلى الانقراض.. ورغم أن كلا الطريقين يؤدي لنتيجة واحدة، إلا أننا نتمنى أن يكون لدينا حكمة الاختيار الصائب..

مشفى مجانين
أنواع البشر كثيرة.. ومتعددة الأصناف والمشارب، غير أن هناك نوعاً جديداً جاء كطفرة وسط التجاذبات واحتدام صراع الرأي والرأي الآخر، إنهم فصيل من (مدعي الفصاحة وحصافة الرأي) وكلام هؤلاء يشعرك عندما تستمع إليهم عن قرب أنك في مشفى المجانين حيث كل شخص منهم يظنّ نفسه بأنه الوحيد العاقل والجميع هم المجانين..

العمى شو ابن حرام
داخ أحد الدائنين وهو يلاحق مدينه وأنفق خلال مسيرة الملاحقة مبلغاً يوازي دينه إلى أن تمكن بعد سنين من الاهتداء إليه على أطراف المدينة، ويبدو أن هذا الأخير قد انتبه إلى حاله فبدأ بالوقوف والاقتراب من بعض النباتات الشائكة كمن يتفقدها.. ولدى سؤال دائنه عما يفعل أشار إلى أنه بصدد بناء مشروع تجاري كبير في المكان سوف يمكنه من سداد جميع ديونه، فضحك خصمه لكونه يعرف البير وغطاه، وأنه لا يملك (الوتكة) فأجابه بتأثر: معك حق ألا تصدق.. لكنني وبحكم معرفتي بأن المكان ممر للأغنام باتجاه البادية فقد قررت زراعة تلك النباتات الشوكية حتى تعلق بها الأغنام فتترك أجزاء من صوفها عالقة، عندها آخذ الصوف وأبيعه لجمع المال وهكذا كل يوم حتى أجمع رأس المال المطلوب وأبدأ.. فقهقه الدائن واستلقى على ظهره وهو يضحك من قلبه قائلاً: إي هاي كمان فكرة ممتازة لأطمئن على مستقبل أحفاد أحفادي، فعاد المدين ليقول: معك حق أن تفرح طالما مصرياتك صاروا بجيبتك، أما أنا يا حسرتي فقد كُتب عليّ الشقاء لاستكمال مشروعي..

على ذمة ماركس
خصص ماركس كتاباً يحلل فيه الانقلاب على ثورة 1848 وجمهوريتها، باسم (الثامن عشر من برومير لويس بونابرت). قال فيه: إنها لم تكن ثورة، بل مجرد هزة على السطح.. فما من شيء تغير سوى الحكام. وحينما أراد البؤساء القيام بتغيير حقيقي جذري للنظام، يصب في مصلحتهم فعلاً، في ثورة العامة (كومونة باريس-1871) كان جزاؤهم الذبح على أيدي دعاة الحرية والمساواة والإخاء!

أخوها المواطن
جرت العادة أنه إذا ما أردت إقناع الشخص بمكانته لديك أن تمنحه لقباً مثل (أخي)، وكوننا من المجتمعات العاطفية الحنونة، فهو كفيل ــ أي اللقب ــ بأن يحرض مخيلته (الممنوح) لحجم الأهمية التي يتمتع بها المانح. وإيماناً بذلك فإن الحكومة وعبر أجهزتها المختلفة كافة تدلل المواطن بشكل منقطع النظير، حتى إنها لا تخاطبه إلا بكلمة أخي المواطن.. فأخوها المواطن عليه تسديد فواتير الكهربا.. والمياه.. والهاتف.. إلى جملة من الطلبات، طبعاً مع ترويسة تسبق كل هذه الأمور (ببداية) بكلمة (يرجى) وتذييل (كيلا نضطر آسفين) .. إنه كلام في منتهى الرقة والحلاوة والعذوبة.. ولأن المواطن (درويش) فغالباً ما يطير عقله من الفرح، لدرجة القرابة التي منحت له (ببلاش) ولكن سرعان ما يعود عقله ليطير ع الآخر عندما يكتشف أنه أخ عندما يطلب منه تنفيذ أمر أو تحصيل شيء للحكومة عليه. أما عندما يريد شيئاً منها فعليه أن يدخل في دوامة كونه مواطناً فقط، أما (الآااخ) فلا يطلقها إلا من شدة زعله على كونه مواطناً.