تفتيق وترقيع .. صفحة نقدية ساخرة ..إعداد: نضال خليل

تفتيق وترقيع .. صفحة نقدية ساخرة ..إعداد: نضال خليل

الأزمنة

الأحد، ١٩ أبريل ٢٠١٥

حبينا نسلم
قبل حوالي الأسبوع بدأ رقم غريب يعمل (ميس كول) لرقمي بمعدل 10-20 مرة في اليوم.. لم أعر للأمر بالاً وقدرت أنه ربما يكون قد أخطأ الرقم أو ربما أحد أصدقائي يحاول تخفيف دمه من رقم آخر.. وضعت كل الاحتمالات التي تبرر الاتصال وتصفه بالعفوي والبريء، لكن تكرار الـ (ميس كول) خلال الأيام اللاحقة أثار حفيظتي وأعصابي لكونه كان في أوقات متأخرة من الليل وأحياناً (وجه الصبح).. إلى أن جاء يوم كنت قد غفوت بعدما قاربت الساعة 2.30 صباحاً عندما رن الموبايل أكثر من 5 مرات، بعدها هرش الفضول برأسي وبدني.. كان على الطرف الآخر صوت لم أسمعه قبلاً، أهّل وسهّل وأطنب في المديح والإعجاب بما أكتب وأرسم (الكلام بيناتنا) لاقى ارتياحاً لدي فحاولت أن أعرف صاحبه أو على الأقل أتذكره دون جدوى، وبعد حوالي ربع ساعة من اللعي بادرني بالسؤال تذكرتني مو هيك؟ فاعتذرت منه طالباً منه إسعافي بالذاكرة فأخبرني بعد استحضار للقاء أنه التقاني خلال سفري إلى اللاذقية قبل نحو العامين بالبولمان وأنني أعطيته رقم موبايلي فيما لو حدثت معه قصة أو طارئ.. ولدى سؤاله أي شو فيني أخدمك؟ رد بضحكة خفيفة وكانت الساعة قد وصلت للـ 3 صباحاً: ما في شي وبعرف أنو الوقت متأخر بس حبينا نسلم..

غزل ع الجنط
حتى اليوم فشلت جهة سكان أغلب الحارات خاصة ما يعرف بنهاية (الخط) في إيجاد أسلوب للتعامل مع أغلب سائقي العمومي والسرافيس الموجودين هناك وخاصة ألسنتهم التي تغرد بالعديد من موشحات التلطيش الجريئة زيادة عن اللزوم، ولاسيما عندما يركنون سياراتهم بين الحارات المحيطة في الساحة بانتظار دورهم أو للاحتماء من أشعة الشمس أو المطر وعيون رجال الشرطة الجريئة.. وهي خطة مدروسة وفكرة ذكية نمت بمرور الوقت ومنحتهم هواية إضافية مكنتهم من فرض رقابة على حركة الشارع ورصد صبايا الحي أو الشارع اللواتي اعتدن الخروج بهدف شراء شيء ما أو القيام بزيارة خارج المنزل عندها تبدأ عبارات الغزل ما أن تقترب الصبية أو تمر أو حتى تسمع بطقطقة كعب حذائها (ريتك دبرياج روحي.. تطلع دواليبك ع قبري.. ريتك دركسيون عمري.. جنط فؤادي).. ما يجبر الفتيات على تركيب غيار ع الرابع لقدميها.. وتغيير خط سيرها تفادياً لتطور الغزل الذي غير كونه (ع الجنط) تفوح منه رائحة الشحم والزيت المعدني..

وليمة حضارية
يجب الإقرار بأن الارتفاع الفاحش للأسعار منذ بداية الأزمة في سورية في حلف دائم ووثيق مع جشع التاجر واستغلال السمسار وانعدام الرقابة وفي أحيان كثيرة تواطؤ الجهات الرقابية أو غض الطرف عما يمارسه التاجر(المستغل والمحتكر) من دور لا يقل عن خطورة الإرهابي في تهديد استقرار المجتمع  وإحكام قبضتهم على رقاب العباد...هذه الحالة تتقاطع كثيراً مع قصة مستكشف وقع في أيدي آكلي لحوم البشر الذين تجمهروا حوله استعداداً للوليمة عندما تقدم منه شاب أخبره أنه ابن هذه القبيلة التي توصف بالمتوحشة، لكنه ومجموعة من أبناء جيله درسوا في أرقى الجامعات الغربية.. فارتاح المستكشف وسأله: يعني لن تأكلوني؟ فقال: لا أعلم، لكن الشيء الوحيد الذي أعرفه أننا سابقاً كنا نشعل الحطب لشواء الضحية وبفضل ما تعلمناه أصبح الميكروويف هو الأداة الحضارية المفضلة للقيام بتلك العملية..

بدك مين يفهم
الحوار والنقاش وخاصة وسط ما نعيشه من تطرف وتشبث في الرأي - الذي كثيراً ما يكون لمجرد (اللت والعجن) وكنوع من التأكيد، إنه ليس المهم سوى أن أدلي بدلوي سواء كان بينسمع أو حكي فاضي-فن يحتاج للكثير من الثقافة والخبرة والمران حتى يتمكن المحاور من مجاراة الطرف الآخر أو عبارة تكون بمثابة الطلقة التي أصابت الهدف فسقط متلقيها (لا من تمو ولا من كمو).. فينطبق على الحالة ما قالت امرأة لرجل أعمى تزوجها: لو رأيت بياضي وحسني لعجبت، فرد الأعمى وهو يحمد الله على ما ابتلاه في عينيه: لو كنت كما تقولين لما تركك المبصرون لي.