الغذاء من المزرعة إلى المائدة.. 15 حالة وفاة "بإنفلونزا الخنازير" ..ما المعايير التي يتم تطبيقها في إنتاج المواد الغذائية

الغذاء من المزرعة إلى المائدة.. 15 حالة وفاة "بإنفلونزا الخنازير" ..ما المعايير التي يتم تطبيقها في إنتاج المواد الغذائية

الأزمنة

الأحد، ١٢ أبريل ٢٠١٥

الأزمنة| بسام المصطفى
تزامن الاحتفال بيوم الصحة العالمي في سورية لهذا العام والذي يصادف (7 نيسان من كل عام) تحت شعار "الحفاظ على مأمونية الغذاء من المزرعة إلى المائدة" مع انتشار العديد من الأمراض الوبائية والمعدية نتيجة عوامل عدة منها تلوث الغذاء والماء، بالتزامن مع حملات رقابية صحية غير مسبوقة، نتيجة الأحداث الجارية حيث تعرض قطاعنا الصحي ومنشآتنا الصيدلانية والدوائية إلى التخريب على مدى أربع سنوات من الأزمة وخرجت العديد من مشافينا ومراكزنا الصحية عن الخدمة، وقد شكلت هذه الظروف عودة لأمراض "انفلونزا الطيور والخنازير" والتهاب الكبد الوبائي باعتراف مديرية صحة دمشق ما يتطلب من الجهات المعنية زيادة الحرص على نظافة الغذاء والصحة العامة وتأمين اللقاحات المناسبة لكل وباء.
حملة صحية غير مسبوقة
 وبمناسبة الاحتفال بيوم الصحة العالمي أكد نزار يازجي وزير الصحة السوري أن وزارة الصحة مصممة على بذل أقصى الجهود واتخاذ كل الإجراءات لتوفير الظروف لاتباع إجراءات الصحة العامة عند تحضير الطعام وإيصالها للمواطنين بشكل آمن سواء للأسر المتضررة المقيمة في مراكز الإيواء المؤقت أو في المطاعم العامة. ولفت وزير الصحة إلى أن وزارة الصحة بالتعاون مع بقية الجهات العامة المختصة كانت قد بدأت ومنذ عدة أسابيع بحملة غير مسبوقة بهدف تتبع المعايير التي يتم تطبيقها في إنتاج المواد الغذائية وتحضير مختلف الأطعمة سواء في أماكن تصنيع وإنتاج الغذاء أو المطاعم وتم نتيجة هذه الحملات المشددة ضبط العديد من المخالفات بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة، وقد وصل بعضها إلى مستوى الإغلاق آخذين بعين الاعتبار أنه وحسب دراسات منظمة الصحة العالمية، فإن الأغذية غير المأمونة يمكن أن تحتوي على بكتيريا أو فيروسات أو طفيليات أو مواد كيميائية ضارة وتسبب الإصابة بأكثر من 200 مرض تتراوح بين الإسهال وأنواع السرطان، ومن أمثلة تلك الأغذية الأطعمة الحيوانية غير المطهوة جيداً، والفواكه والخضراوات الملوثة، وقد تؤدي الإصابة ببعض هذه الأمراض المعوية إلى الوفاة أحياناً.
 
التهاب الكبد "ضجة إعلامية لا غير"
وقال وزير الصحة: “إن مرض التهاب الكبد الوبائي في سورية عبارة عن ضجة إعلامية، ولا داعي للقلق لوجود بعض الإصابات في عدد من المناطق ”لافتاً إلى أن اللقاح المضاد للمرض لا يمنع الإصابة به مجدداً، وأن الوقاية تتم من خلال الاهتمام بالنظافة الشخصية وسلامة المياه، علماً أن الوزارة قامت بنشر الإرشادات والتعليمات الخاصة بذلك في وسائل الإعلام. وأشار يازجي إلى وجود بعض الصعوبات في تأمين أدوية الأمراض المزمنة والسرطانية نتيجة العقوبات الاقتصادية، علماً أنه تم حصر استيراد هذه الأدوية بالمؤسسة العامة للتجارة الخارجية “فارمكس”، التابعة لـ”وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية”، مشيراً إلى توجه الوزارة لاستيرادها من دول كالصين والهند وإيران، إضافة إلى “منظمة الصحة العالمية” التي تؤمن عدداً قليلاً من هذه الأدوية.
  خطة طوارئ إستراتيجية
وبيّن وزير الصحة أن الوزارة لا تزال تقدم الأدوية الخاصة لمرضى الكلى الذين تتم معالجتهم في المشافي التابعة لها، وبشكل مقتضب ووفق خطة طوارئ استراتيجية، تم وضعها لهذه الغاية، وقد تم طلب كميات من هذه الأدوية، عن طريق “منظمة الصحة العالمية”، وغيرها من المنظمات الدولية التي تعمل على تأمينها وفق شروط معينة وتابع وزير الصحة: لقد تم منح موافقات لإنشاء معامل دوائية جديدة، وحققنا نسبة تغطية بين 80  إلى 85% من الصناعات الدوائية المحلية، وباقي النسبة هي للأدوية السرطانية وأدوية التقانة الحيوية والبيولوجية، ولقد استطعنا إيصال العديد من الشحنات الدوائية إلى جميع المحافظات السورية وإلى المناطق الساخنة، فقد بلغ عدد الشحنات المرسلة إلى المحافظات في عام 2014 أكثر من 600 شحنة من الأدوية والتجهيزات والمستلزمات الطبية.
15 وفيةً " بإنفلونزا الخنازير"
في حين كشفت مديرية صحة دمشق، أن عدد الإصابات بإنفلونزا الخنازير شهد ازدياداً خلال شباط من العام الحالي مشيرة إلى أنه في دمشق ومع بداية هذا العام تم أخذ 105 مسحات من مرضى مشكوك بإصابتهم، في حين تمّ التثبّت من 41 إصابةً، وسجلت 15 وفيةً بالفيروس مشيرة إلى أن الوزارة أمّنت الدواء العلاجي ووزّعته على مديريات الصحة، وبدورها، أمّنت مديرية الصحة العلاج للمراكز الطبية، ويُصرَف فوراً لمن لديهم إصابة، موضحة أن الإبلاغ جاء أولاً في منطقة جرمانا، ومن ثم في قدسيا، وأخذ عدد من المشافي يحدّد أقساماً خاصةً لاستقبال المشكوك بإصابتهم بالفيروس. وبيّن معاون مدير الأمراض السارية والمزمنة، هاني اللحام، أن الوزارة تعمل على زيادة المواقع الطبية المتعاونة مع برنامج الترصّد لسريان الأمراض المزمنة والمُعدية، والتي تشهد ازدياداً.
وصايا لغذاء آمن
وضعت منظمة الصحة العالمية لهذا العام خمس وصايا للبائعين والمستهلكين لضمان مأمونية الغذاء: الأولى حافظ على نظافتك والثانية افصل بين الطعام النيء والطعام المطهو والثالثة اطه الطعام جيداً والرابعة :احتفظ بالطعام في درجة حرارة مأمونة أما الخامسة: استخدام المياه والموارد الخام المأمونة. وتساعد المنظمة البلدان على الوقاية من الأمراض المنقولة بالأغذية والكشف عنها بما يتماشى مع الدستور الغذائي الذي يحدد المعايير والمبادئ ومدونات قواعد الممارسات الدولية المتعلقة بسلامة الأغذية ويتم كل عام اختيار موضوع ليوم الصحة العالمي للتركيز على ما يثير القلق ويحتاج لتوعية البلدان به والتركيز على القضايا الصحية التي تؤثر في المجتمع الدولي.
 
 
  أرقام ونتائج
وأشارت الأرقام التي توصلت إليها منظمة الصحة العالمية إلى وجود 582 مليون حالة إصابة بنحو 22 مرضاً مختلفاً من الأمراض المعوية المنقولة بالأغذية والتي تسببت في 000 351 وفاة تمثلت العوامل المسببة للأمراض المعوية التي نجمت عنها معظم الوفيات في السالمونيلا التيفية (000 52 وفاة) واستأثر الإقليم الإفريقي بأثقل أعباء الأمراض المعوية المنقولة بالأغذية، تلاه إقليم جنوب شرق آسيا؛ كما زادت نسبة المصابين بالأمراض المعوية الناجمة عن الأغذية الملوثة والذين هم من الأطفال دون سن الخامسة على 40٪ وتشكّل أيضاً الأغذية غير المأمونة مخاطر اقتصادية كبرى، وخاصة في عالم اليوم الذي يغلب عليه طابع العولمة.
وأنه لا يمكن تعزيز الجهود الرامية إلى الحيلولة من دون وقوع هذه الحالات الطارئة إلا من خلال إقامة نظم متينة تصون مأمونية الأغذية وتحفز العمل الجماعي للحكومات والجمهور من أجل صون الأغذية من التلوّث بالمواد الكيميائية أو بالميكروبات، لكنه يمكن اتخاذ تدابير على المستويين العالمي والوطني، بوسائل منها الاستعانة بالمنابر الدولية، مثل الشبكة الدولية للسلطات المعنية بالسلامة الغذائية المشتركة بين المنظمة ومنظمة الأغذية والزراعة (إنفوسان)، لضمان التواصل الفعال والسريع أثناء وقوع حالات الطوارئ المتعلقة بمأمونية الأغذية وبالنسبة إلى المستهلك الذي يمثل طرفاً في سلسلة الإمداد بالأغذية، فإن الجمهور يؤدي دوراً مهماً في تعزيز مأمونية الأغذية، ابتداءً بتطبيق ممارسات النظافة الشخصية بشأن مأمونية الأغذية ومروراً بتعلم السبل الكفيلة بتوخي الحيطة والحذر عند طهي أطعمة معيّنة قد تكون خطرة (مثل لحم الدجاج النيء) وانتهاءً بقراءة بطاقات وسم الأغذية عند شرائها وإعدادها. وتبيّن وصايا المنظمة الخمس بشأن مأمونية الغذاء المبادئ الأساسية التي ينبغي أن يعرفها الجميع في أنحاء العالم كافة للوقاية من الأمراض المنقولة بالأغذية.
وتقول المديرة العامة للمنظمة الدكتورة مارغريت تشان: إن "طابع التصنيع أُضفِي على إنتاج الأغذية وطابع العولمة على الاتجار بها وتوزيعها، وهي تغييرات تتيح عدة فرص جديدة لتعريض الأغذية للتلوّث بأنواع البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات أو المواد الكيميائية الضارة " وتضيف: "مشكلة مأمونية الأغذية المحلية يمكن أن تصبح من الطوارئ الدولية بسرعة، وينطوي التحقيق في إحدى فاشيات الأمراض المنقولة بالأغذية على تعقيد كبير واسع النطاق عندما تحتوي إحدى موائد الأغذية أو مجموعاتها على مكونات غذائية متأتية من عدة بلدان." ويمكن أن تحتوي الأغذية غير المأمونة على بكتيريا أو فيروسات أو طفيليات أو مواد كيميائية ضارة وتسبب الإصابة بأكثر من 200 مرض تتراوح بين الإسهال وأنواع السرطان، ومن أمثلة تلك الأغذية الأطعمة الحيوانية المنشأ غير المطهية جيداً، والفواكه والخضراوات الملوثة بالبراز، وحيوانات المحار الحاوية على سموم بيولوجية بحرية.
إتاحة أغذية مأمونة للجميع
ويقول الدكتور كازواكي ميياغيشيما "مدير إدارة مأمونية الأغذية والأمراض الحيوانية": إن "حفز الوعي الجماعي بمأمونية الأغذية واتخاذ تدابير جادة في مجال الاستجابة لها لا يتم في الأغلب إلا بعد وقوع أزمة، ويمكن أن يخلّف ذلك آثاراً جسيمة على الصحة العمومية والاقتصاد، لذا يلزم اتخاذ تدابير استجابة مستدامة تكفل وضع المعايير والضوابط والشبكات اللازمة لتأمين الحماية ضد المخاطر المحيقة بمأمونية الأغذية موضع التنفيذ." وتعمل المنظمة على ضمان إتاحة أغذية كافية ومأمونة ومغذية للجميع، وهي تزوّد البلدان بالدعم اللازم للوقاية من فاشيات الأمراض المنقولة بالأغذية والكشف عن تلك الأمراض والتصدي لها، وذلك بما يتماشى مع أحكام الدستور الغذائي الذي هو عبارة عن مجموعة من المعايير والمبادئ التوجيهية ومدونات الممارسات الدولية المتعلقة بالأغذية التي تتناول جميع الأغذية الرئيسية. ومأمونية الأغذية هي مسألة شاملة ومسؤولية مشتركة تستدعي مشاركة قطاعات أخرى غير قطاع الصحة العمومية (أي قطاعات كل من الزراعة والتجارة والاتجار والبيئة والسياحة) ودعم كبرى الوكالات والمنظمات الدولية والإقليمية العاملة بنشاط في مجالات كل من الأغذية، والمساعدات في حالات الطوارئ، والتعليم.