"الماء والتنمية المستدامة" حجم التحديات المائية التي تواجهها سورية كبير ..أضرار كبيرة لحقت بقطاعاتنا المائية المختلفة

"الماء والتنمية المستدامة" حجم التحديات المائية التي تواجهها سورية كبير ..أضرار كبيرة لحقت بقطاعاتنا المائية المختلفة

الأزمنة

الجمعة، ١٠ أبريل ٢٠١٥

تحيي دول العالم في 22 آذار من كل عام اليوم العالمي للمياه بوصفه وسيلة لجذب الانتباه إلى أهمية المياه العذبة والدعوة إلى الإدارة المستدامة لمواردها وجاء تعيينه بناء على توصية قدمت في مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بالبيئة والتنمية الذي عقد بريو دي جانيرو عام 1992 ويحمل احتفال هذا العام شعار “الماء والتنمية المستدامة” للتأكيد على الترابط الوثيق بين الماء والتنمية المستدامة في مختلف القطاعات وتسليط الضوء على قدرة المياه على الربط بين جميع المجالات الضرورية لبناء المستقبل الذي تتطلع إليه البشرية.
نشر الوعي البيئي
وقد نظمت وزارة الدولة لشؤون البيئة بالتعاون مع منظمات شعبية وجمعيات أهلية بالتزامن مع اليوم العالمي للمياه نشاطاً توعوياً حول ضرورة نشر التوعية بترشيد استهلاك المياه المنزلية والحفاظ عليها وسبل مكافحة الهدر، ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة اللقاءات الدورية التي تنظمها الوزارة مع المنظمات الشعبية والجمعيات الأهلية لنشر الوعي البيئي بمشاركة من وزارتي الدولة لشؤون البيئة والموارد المائية والاتحاد النسائي واتحاد الفلاحين وشبيبة الثورة وطلائع البعث وكشاف سورية وعدد من الجمعيات البيئية لاتخاذ إجراءات فعالة من مختلف الجهات المعنية للحد من استنزاف وتلوث الموارد المائية وتأمين احتياجات الأنشطة الحياتية المختلفة من المياه وضرورة تحمل الجميع مسؤوليتهم في نشر الوعي لترشيد الاستهلاك والحفاظ على هذه الثروة الوطنية.
  إجراءات لمنع التلوث
وأشارت الوزيرة سركيس إلى “الاهتمام الكبير” الذي توليه الحكومة لموضوع المياه والحفاظ عليها وحمايتها من التلوث والاستنزاف الجائر وتأمين المياه النظيفة الآمنة للمواطنين والتأكيد على تعزيز التعاون والمشاركة الفعالة لجميع جهات وفعاليات المجتمع شعبية أم حكومية في وضع الحلول والتصورات التي من شأنها تعزيز الوعي في هذا المجال وتقليل الفجوة بين الموارد المتاحة والطلب عليها انطلاقا من أن كل فرد قادر على إيجاد التغيير الايجابي في محيطه في هذا الموضوع، وأكدت وزيرة الدولة لشؤون البيئة الدكتورة نظيرة سركيس أهمية الإدارة المثلى للموارد المائية وترشيد استهلاكها وحمايتها من التلوث للحفاظ على استدامتها باعتبارها من أهم عناصر البيئة والموارد الطبيعية الضرورية لاستمرار الحياة والتي ترتكز عليها جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية ونظم الحياة والأنشطة المختلفة.
أثر الأرهاب على مصادر المياه
واستعرضت وزيرة الدولة لشؤون البيئة الآثار السلبية التي تركتها الأزمة والأعمال الإرهابية والتخريبية على موارد ومصادر المياه العذبة في سورية فضلاً عن تأثير الأنشطة الصناعية والزراعية غير المراقبة عليها لافتة إلى جهود الوزارة وسعيها للتعاون مع مختلف الجهات والوزارات المعنية لتفتيش ومراقبة المنشآت ولاسيما الصناعية للتخفيف من التلوث الناجم عنها والعمل على إعداد دليل لمواصفات المياه المسموح بصرفها إلى الصرف الصحي أو مجرى الأنهار.
  تحديات كبيرة قادمة
إن حجم التحديات التي تواجهها سورية في إدارة مواردها المائية في المرحلة القادمة كبير جداً، وخاصة بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بقطاعاتنا المائية المختلفة، إضافة إلى التحديات التقليدية الإضافية الناتجة عن الزيادة الكبيرة في الطلب على المياه من مختلف القطاعات الخدمية والاقتصادية، والذي أدى إلى تنافس واضح من هذه القطاعات على استخدام مصادر المياه المحدودة المتاحة، وخاصة في مواسم الشح وسنوات الجفاف. وكل ذلك يتطلب منا أن نكون على أهبة الاستعداد، وحشد كل الطاقات الممكنة لمواجهة هذه التحديات لضمان مستقبل مائي آمن ومستدام لنا جميعاً.
 محدودية المياه العذبة
من جهتها أشارت مديرة سلامة المياه بوزارة الدولة لشؤون البيئة المهندسة ريم عبد ربه إلى أبرز أساليب توفير المياه وترشيد استهلاكها في ظل محدودية المياه العذبة المتجددة والصعوبة الوصول إلى بعض مصادرها نتيجة الظروف الراهنة “وتدهور نوعية تلك الموارد بسبب طرح المخلفات السائلة الصناعية والمنزلية التي ينبغي التصدي لها من خلال رفع كفاءة إدارتها معتبرة أن قضية المياه في سورية أصبحت تمس كل بيت ومناسبة يوم المياه العالمي فرصة لنشر رسائل توعوية لكل أفراد المجتمع حول هذا الموضوع.
 يوم المياه العالمي تاريخياً
منذ عام 1993، تحتفل منظمة الأمم المتحدة في 22 آذار من كل عام «باليوم العالمي للمياه»، للتوعية بأهمية المياه والمحافظة عليها والسعي لإيجاد مصادر جديدة لمياه الشرب.
وفي عام 2005 صادف هذا اليوم بداية «العقد الدولي للمياه» الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2003 تحت شعار «الماء من أجل الحياة» والذي يستمر حتى العام 2015. ويهدف العقد إلى تعزيز الجهود الرامية إلى الوفاء بالالتزامات الدولية المعلنة بشأن المياه والقضايا المتصلة بالمياه بحلول عام 2015.
في عام 2006 اختيرت «المياه والثقافة» عنواناً لليوم العالمي للمياه بإشراف منظمة اليونسكو، للفت الانتباه إلى حقيقة أن هناك طرقاً عديدة للنظر إلى المياه واستخدامها والاحتفال بها تبعاً لتنوع تقاليد الشعوب وثقافاتها في جميع أنحاء العالم. فالمياه مقدسة في العديد من الأديان، وتستخدم في مختلف الطقوس والاحتفالات. وقد برزت المياه لقرون عديدة في الأعمال الفنية وفي الموسيقا والكتب والأعمال السينمائية، كما كانت عنصراً أساسياً في العديد من الجهود العلمية.
في عام 2007، كانت «مواجهة ندرة المياه» الموضوع الرئيسي ليوم المياه العالمي بهدف إبراز الخطورة المتزايدة لندرة المياه في جميع أنحاء العالم وآثارها. ثم أطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على عام 2008 «السنة الدولية للصرف الصحي» لتسليط الضوء على العدد الكبير من سكان العالم الذين لا يحصلون على خدمات الصرف الصحي الأساسية. أما في عام 2009، فقد ركزّ شعار اليوم العالمي للمياه على «المياه العابرة للحدود: المشاركة بالمياه، المشاركة بالفرص»، فهناك في العالم 263 بحيرة وحوض نهر عابر للحدود تمتد على مناطق في 145 بلداً وتغطي نصف مساحة اليابسة على الأرض، الأمر الذي ينبغي أن يحفّز على التعاون في الإدارة المشتركة لهذه المياه الدولية بدلاً من أن تكون سبباً للتنازع عليها.
وفي عام 2010، كان شعار يوم المياه العالمي «مياه نظيفة لعالم سليم صحياً» للتأكيد على أن المياه النظيفة هي الحياة، وأن بقاءنا جميعاً يعتمد على الطريقة التي نحمي فيها جودة مياهنا. فقد أصبحت نوعية المصادر المائية أكثر عرضةً للتلوث من النشاطات البشرية، وهناك 2.5 مليار شخص في العالم محرومون اليوم من خدمات الصرف الصحي الأساسية. وفي كل يوم يطرح عبر العالم مليونا طن من مياه الصرف الصحي والمخلفات السائلة الأخرى ضمن المياه.
وفي عام 2011، أصبح شعار يوم المياه العالمي «المياه للمدن... الاستجابة للتحدي الحضري»، بقصد تركيز الاهتمام الدولي على الآثار المترتبة على أنظمة المياه في المدن والناتجة عن النمو السكاني السريع، والتحول السريع نحو التصنيع، والتغيرات المناخية، والنزاعات والكوارث الطبيعية.
 وفي العام 2012 أصبح شعار يوم المياه العالمي: « المياه من أجل الأمن الغذائي» انطلاقاً من أن العلاقة بين المياه والأمن الغذائي مفتاح أساسي للتنمية. فالأمن الغذائي يتحقق عندما يتمكن البشر كافة وفي جميع الأوقات من الحصول على أغذية كافية وسليمة ومغذية تلبي احتياجاتهم الغذائية من أجل حياة نشطة وصحية وبأسعار مناسبة. ويجب أن تدعم مشاريع إدارة المياه خلال الفترة المقبلة ولغاية عام 2050 النظم الزراعية التي ستتولى مهمة توفير الغذاء وسبل المعيشة لـ2.7 مليار نسمة إضافية.
وفي العام 2013 اختير شعار اليوم العالمي للمياه: «التعاون في مجال المياه» وذلك تماشيا مع اختيار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2013 «السنة الدولية للتعاون في مجال المياه» بناءً على اقتراح طاجكستان ودول أخرى. ذلك أن تلبية احتياجات الناس الأساسية، ومتطلبات البيئة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الفقر كلها تعتمد اعتماداً كبيراً على المياه. والإدارة الجيدة للمياه تفرض تحديات خاصة نظراً لخصائصها الفريدة: فالمياه تتوزع بشكل غير متساوٍ في المكان والزمان، والدورة الهيدرولوجية معقدة جداً، والاضطرابات التي تحدث فيها لها آثار متعددة الجوانب. والنمو السريع للمناطق الحضرية، والتلوث، والتغيرات المناخية كلها تهدد مصادر المياه. في حين أن الطلب على المياه يزداد باستمرار لتلبية احتياجات سكان العالم لإنتاج الغذاء والطاقة ولاستخدامات المياه الصناعية والمنزلية. لذا فالتعاون في مجال المياه أساسي لتحقيق التوازن ما بين مختلف الاحتياجات والأولويات، والمشاركة المنصفة والعادلة في هذا المصدر الثمين، واستخدام المياه كأداة للسلام.
وفي العام الماضي 2014 اختير شعار «المياه والطاقة» شعاراً لليوم العالمي للمياه نظراً للعلاقة الوثيقة التي تربط المياه بالطاقة، واعتماد كل منهما على الآخر. فتوليد الطاقة ونقلها يتطلبان استخدام الموارد المائية، ولاسيما في مجال الطاقة الكهرومائية، والطاقة النووية، والحرارية. ومن جهة أخرى، يتم استخدام نحو 8% من الطاقة المولدة في العالم من أجل ضخ ومعالجة ونقل المياه إلى مستهلكيها.