المصارف العامة والخاصة تمتنع عن تمويل المشروعات وخدمات داعمة لرواد الأعمال في الهيئة العامة للتشغيل

المصارف العامة والخاصة تمتنع عن تمويل المشروعات وخدمات داعمة لرواد الأعمال في الهيئة العامة للتشغيل

الأزمنة

السبت، ٢٨ مارس ٢٠١٥

كان سوق العمل أول المتضررين بسبب الأزمة والحرب الكونية المعلنة على سورية، وكان نتيجتها أن تأثر الاقتصاد الوطني سلباً بشكل عام، وعلى المشروعات الصغيرة والمتوسطة وبالغة الصغر بشكل خاص، وعلى طلب اليد العاملة من قبل أصحاب العمل والشركات ومؤسسات القطاع الخاص، في المناطق التي لم تطلها يد الإرهاب.
ولأن الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات تقدم كافة الخدمات الداعمة غير التمويلية لرواد الأعمال وتشجعهم على الدخول إلى عالم الأعمال بإقامة مشروع صغير ومتوسط وبالغ الصغر، بهدف توليد فرص عمل جديدة والمساهمة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فإن صعوبة الحصول على التمويل هي أول العوائق التي تعترض أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة وعدداً من الراغبين في الدخول إلى عالم المشروعات الصغيرة والأعمال القابلة للتنمية.
ترفض المصارف الخاصة والعامة هذه الأيام تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة لأسباب تتعلق بالمخاطر ولامتناع المصارف بشكل عام عن الإقراض باستثناء المصرف الزراعي الذي يقدم قروضه للزراعات الاستراتيجية فقط، وهذا يجعل من إقامة مشروعات جديدة حلما بعيد المنال، وتبقى الهيئة العامة للتشغيل تقدم خدماتها وتطرح برامجها كبرنامج تنمية المشروعات بالغة الصغر وبرنامج حاضنات الأعمال. وهي لا تقدم التمويل المباشر لرواد الأعمال ولا تملك الأموال اللازمة، وكانت سابقاً تقوم بربط رائد العمل مع إحدى المؤسسات التمويلية القائمة المتعاونة مع الهيئة.
إكساب المهارات لطالبي العمل

تقوم الهيئة بتفعيل مناخ التشغيل وتنشيطه من خلال إكساب طالبي العمل بعض المهارات والخبرات التي يحتاجها سوق العمل وتلقى طلباً واسعاً فيه، من خلال العديد من البرامج التي تعمل عليها الهيئة ولاسيما برنامج التدريب من أجل التشغيل المضمون وبرنامج تدريب طالبي العمل.
عن أهداف البرنامج يقول أحمد خليل مدير تنمية المشروعات في الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات: يهدف البرنامج إلى نشر ثقافة المبادرة والعمل الحر، وريادة الأعمال، وتمكين رائد العمل من إنشاء وإدارة مشروعه الخاص وزيادة القدرة التنافسية لهذه المشروعات. يتم من خلال هذا البرنامج اختبار المتدربين وفق منهج علمي للتعرف على مدى رغبة وقدرة وجدية الشخص في إنشاء مشروع أو تطويره، وعلى كيفية إعداد خطة العمل الخاص بمشروعه ثم ربطه مع أحد المؤسسات المالية المتعاونة مع الهيئة.
وأضاف خليل: تم خلال عام 2014 إقامة /12/ دورة تدريبية لريادة الأعمال، استفاد منها /121/ رائد عمل من ذوي الشهداء وتم تدريبهم وإكسابهم المهارات اللازمة وتمكينهم من إنشاء مشروعات بالغة الصغر خاصة بهم، وإحالة هؤلاء إلى مؤسسة الوطنية للتمويل الصغير وبالغ الصغر.
دعم التشغيل في القطاع الخاص

يقول خليل: يتم من خلال هذا البرنامج الاتفاق مع شركات ومنشآت القطاع الخاص لتأمين اليد العاملة المطلوبة لملء الشواغر في هذه الشركات والمنشآت، عن طريق تدريبهم وتأهيلهم بما يتوافق مع متطلبات الشركة أو المنشأة الخاصة، وتشغيل المتدربين ضمن الشركة بعقد عمل والاشتراك عنهم لدى مؤسسة التأمينات الاجتماعية ومنحهم مكافأة مالية من الهيئة مقدارها /9/ آلاف ل.س شهرياً خلال فترة التدريب.
تقوية المهارات الشخصية
يهدف المشروع إلى تقديم خدمات التدريب الإرادي وتقوية المهارات الشخصية بالتركيز على الباحثين عن العمل وخاصة الشباب والشابات في مراحل الدراسة المختلفة بما يمكنهم من اختيار مجال عملهم على أسس مدروسة، ويؤدي إلى رفع إنتاجيتهم واكتفائهم الذاتي، ويحسن من ربط قدراتهم ومهاراتهم مع احتياجات سوق العمل. وهنا يقول خليل: تم خلال عام 2014 إبرام اتفاق مع وزارة التعليم العالي – كلية السياحة ليستفيد طلاب وخريجو كلية السياحة من برامج الهيئة لاسيما برنامج تدريب ريادة الأعمال بالإضافة إلى دورات تقوية المهارات الشخصية وكيفية التقدم إلى فرصة عمل وكتابة السيرة الذاتية. كما تم الاتفاق على إنشاء حاضنة أعمال ضمن كلية السياحة خاصة بطلابها وخريجيها، وتم التعاون مع كلية الزراعة في جامعة دمشق وتدريب /200/ طالب على تنمية المهارات الشخصية وأخرى بالتعاون مع إحدى شركات القطاع الخاص لربط الجانب النظري للتعليم مع الجانب العملي، وتم الاتفاق مع كلية الاقتصاد في جامعة دمشق وسوق دمشق للأوراق المالية لإطلاق برنامج لتدريب طلاب وخريجي كلية الاقتصاد على الخدمات التي يقدمها السوق وآليات الاستثمار في الأوراق المالية من خلال السوق، وتم تنظيم أول دورة تدريبية استفادة منها /48/ طالباً وخريجاً، كما تم التعاون مع شركة جوي بكس لتدريب طلاب وخريجي كلية العمارة وكلية الفنون الجميلة على التصميم الإعلاني والتلفزيوني والتصميم ثلاثي الأبعاد وتم التدريب في مقر الشركة للتعرف على بيئة العمل عن قرب، واستفاد من التدريب /30/ طالباً وخريجاً، ويتم حاليا التحضير لإطلاق مبادرة بالتعاون مع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية لتدريب طالبي العمل مجاناَ وإكسابهم المهارات والخبرات التي يحتاجها سوق العمل لزيادة فرص تشغيلهم. وتم اختبار المبادرة وتنفيذ عدد من الدورات التدريبية المتعلقة بإدارة شبكات أسواق المال، وتطوير الويب، وفني شبكات, والتصوير، والسكرتارية التنفيذية، وإدارة المباني.
برنامج تدريب طالبي العمل

يقوم هذا البرنامج على تدريب طالبي العمل (مع التركيز على الخريجين الجدد) لإكسابهم المهارات والخبرات على المهن الأكثر طلباً في سوق العمل لزيادة فرص تشغيلهم، وتكييف قدراتهم مع متطلبات سوق العمل. وتم خلال العام 2014 الانتهاء من وضع مذكرة تفاهم مع وزارة الأشغال العامة للتعاون في مجال تدريب طالبي العمل في مراكز التدريب العائدة لوزارة الأشغال، على مهن في قطاع التشييد والبناء تلقى رواجاً في سوق العمل، تمهيداً لمرحلة إعادة الإعمار.
برنامج تمكين اليد العاملة في المهن المنزلية

بعد صدور القانون رقم /10/ لعام 2014 الخاص بالعمالة السورية المنزلية، تم التحضير لإطلاق برنامج تمكين اليد العاملة في المهن المنزلية وقامت كل من وزارة العمل والهيئة بتصميم البرنامج بالتعاون مع الجهات المعنية.
المساهمة في إحداث مؤسسات تمويل صغير

نظراً لأهمية دور المؤسسات التمويلية في خدمة أهداف الهيئة، قامت الهيئة بالمساهمة في رأس مال مؤسستين للتمويل الصغير والمتناهي الصغر هما مصرف الإبداع للتمويل الصغير والمتناهي الصغ وأحدث عام 2010، ويهدف إلى المساهمة في الحد من البطالة والفقر في سورية، ولاسيما بين النساء والشباب، وتمكينهم من البدء بمشروعاتهم الخاصة، لتحسين مستوى معيشتهم وخلق فرص عمل جديدة لهم ولغيرهم، قام المصرف بمنح /6797/ قرضاً بقيمة /580/ مليون ليرة سورية، والمؤسسة الوطنية للتمويل الصغير والمتناهي الصغر وتأسست عام 2012 وتهدف إلى تقديم التمويل الصغير والتناهي الصغر، بالإضافة إلى خدمات مالية ومصرفية وأخرى لشرائح معينة من السكان. قامت المؤسسة بمنح /7878/ قرضاً بقيمة /579/ مليون ليرة سورية.

إسماعيل عبد الحي
Esmaeel67@live.com