اعترافات رجل إغاثة (3/3)..بدوي : أخطاء قاتلة.. جعلتني أنسحب من قافلة الوفاء

اعترافات رجل إغاثة (3/3)..بدوي : أخطاء قاتلة.. جعلتني أنسحب من قافلة الوفاء

الأزمنة

السبت، ١٤ مارس ٢٠١٥

مقدمة لابد منها : أعترف أولاً أن االتصريحات التي أدلى بها السيد ممدوح بدوي نائب رئيس حملة الوفاء الأوروبية في قوافلها جميعها تقريباً ما كانت لترى النور لولا الجرأة التي تحلت بها إدارة مجلة الأزمنة، وهذه سمة تميزها في زمن لا يزال فيه إعلامنا يحسب ألف حساب لمقص الرقيب الذي يطالب (القائمون عليه) بالمزيد من الجرأة، وفي اعترافات رجل الإغاثة اليوم يتحدث بدوي عن الأحداث التي تلت ظروف اعتقاله وفيها يقول :
ذهبنا للخارج برفقة مجموعة كبيرة من رجال الأمن وتم إيصالي إلى فندق الشيراتون بسلام أنا وزوجتي وأخبروني بأن المسؤول في القصر عندما علم باختفائي غضب غضباً شديداً دخل على أثره إلى المشفى فذهبت في اليوم التالي لزيارة مسؤول القصر في المستشفى فقام بالاعتذار لي عما حصل وأخبرني أنه سوف يتم التحقيق في ما جرى لي وأننا عندما لم نجدك بالفندق غضبنا. وقمنا بإيصال ما حدث..........وأنه يوجد تكليف رسمي لمتابعة وضعي والتحقيق في ذلك وطلبوا مني أن أزور وزير القصر ووزير الداخلية للاعتذار لي عما حصل لي، فاتصلت بأمين أبو راشد وأخبرته بأنني خرجت من المشكلة وبأنه تم ترتيب لقاء لي مع وزير القصر ووزير الداخلية فطلبت منه الحضور حتى نقوم بزيارة وزير القصر ووزير الداخلية وأن أعرفه على المسؤولين الذين ساعدوني ووقفوا بجانبي في المشكلة. فرفض خوفا ولم يصدقني وطلب مني أن أثبت صحة كلامي له بأن يقابل أصدقاء لي في بيروت وإذا ثبتت صحة كلامي فإنه سوف يدخل إلى دمشق ويزور معي وزير القصر ووزير الداخلية. قمت بسؤال أصدقائي فوافقوا على مقابلته في بيروت وتم الاجتماع معهم في بيروت.
اجتماع مع المسلحين
 وافق أمين أبو راشد على الدخول إلى دمشق واطمأن لذلك فدخلنا إلى دمشق مع أصدقائنا، وقمنا بعدة زيارات تعرف خلالها أمين على معارفي وقام أمين بطلب توزيع المعونات الإغاثية وتحديد أماكن التوزيع وكانت أماكن يصعب الوصول إليها. فوافق المعنيون على كل ما طلبه، فكان مخيم اليرموك أحد الأماكن التي طلبنا التوزيع فيها. ومخيم اليرموك تم طردنا منه سابقاً ومخيم درعا في الكرك ومزيريب التي كانت تحت سيطرة المسلحين وجبهة النصرة وتنظيمات المعارضة الأخرى وتم التنسيق من قبل الحكومة السورية والأجهزة الأمنية والارتباط مع الأمانة السورية للتنمية، حيث تولوا هم موضوع التنسيق مع المسؤولين والأجهزة الأمنية للتوزيع في مخيم اليرموك ودرعا الكرك والمزيريب حتى نتمكن من الدخول بالقافلة الإغاثية بأمان، وقد قمنا بالتوزيع في مخيم اليرموك ثم توجهنا في اليوم التالي إلى درعا الكرك ومزيريب، حيث كان يرافقنا وفد من الأمانة السورية للتنمية في درعا الكرك ومزيريب وتم الدخول واستقبالنا في مجلس مع جهات معارضة للدولة السورية، جاءت مجموعة من المسلحين، وكانت معنا فتاة من الأمانة السورية وفي حديث أمين أبو راشد مع المسلحين وقع أمين بعدة أخطاء فادحة أولها عندما ذكر لهم أن هذه الفتاة (ليست مسلمة!) والخطأ الثاني كان عندما ذهبنا من الكرك درعا إلى مزيريب حيث استقبلتنا مجموعة من المعارضة السورية، وجلسنا في أحد المنازل وحضر شخص ينتمي إلى حركة حماس قام بالسلام على أمين أبو راشد بحرارة وذكر بأن هذه المواد الإغاثية لنا وأنه قد قام بالتنسيق مع أمين أبو راشد وأنهم اختلفوا حول توزيع الحصص فقام أمين أبو راشد والفتاة التي كانت معنا من الأمانة السورية بالاجتماع مع الأطراف المتصارعة على المواد الغذائية وحددوا النسب دون الرجوع إلي، وكان هذا الخطأ بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير فرفع تقرير بأن أمين أبو راشد على اتصال بالمسلحين وأنه تم كشف الفتاه التي كانت معنا بأنها غير مسلمة أمام الجماعات المسلحة ما أثار غضب جهات أخرى.
العمل منفرداً
 قررت الانفصال عن قافلة الوفاء الأوروبية، وأن أعمل منفرداً فقمت بتأسيس هيئة الإغاثة العالمية وللأسباب التالية وهي أنني عندما كنت في مأزق تخلى عني رئيس قافلة الوفاء ولم يعطني الخطاب يؤكد استمرار صلاحياتي في عملي الإغاثي حتى أن في قرار إقالتي المفبرك وكذلك بسبب أخطاء غيري كفقدان الثقة وعدم الوثوق بأمين لتخليه عني عند وقوعي في المشكلة.
وكوني رجلاً مستقلاً أعمل لأهداف إنسانية بحتة ولا أنتمي لأي منظمة ولا تيارات سياسية.
وأنا مؤمن بأن العمل الإغاثي هو عمل إنساني بحت بغض النظر عن الجنسيات والمعتقدات الدينية والانتماءات السياسية، وحتى أتمكن من العمل كرئيس منفذ وأتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تصرف خاطئ أقوم به وحتى لا أقع تحت طائلة المسؤولية.
إسماعيل عبد الحي
Esmaeel67@live.com