قصّة رجل إغاثة (2)...الأسباب الكامنة وراء إخفاق حملة الوفاء الأوروبية من الوصول إلى أهدافها.. خذلان البعض ومساعدات لم تصل في وقتها!!

قصّة رجل إغاثة (2)...الأسباب الكامنة وراء إخفاق حملة الوفاء الأوروبية من الوصول إلى أهدافها.. خذلان البعض ومساعدات لم تصل في وقتها!!

الأزمنة

السبت، ٧ مارس ٢٠١٥

الأزمنة| اسماعيل عبد الحي

قرر الوفد برئاسة أمين أبو راشد مغادرة دمشق مرة أخرى.
 قررت البقاء وعدم الخروج من دمشق حتى يتم توزيع جميع المواد الإغاثية الموجودة في المستودع وإيصالها إلى مستحقيها وكان أحمد فرحات يرافق الوفد لمغادرة دمشق في طريقه إلى بيروت.
كنت أنوي في الصباح الباكر مباشرة التوزيع حسب الخطة المتفق عليها وبالتنسيق مع مؤسسة اللاجئين الفلسطينيين في خربة الشياب والمطلة والعادلية لتوزيع مواد إغاثية. قام أحمد فرحات بالاتصال بي بينما أنا في طريقي لتوزيع المواد الإغاثية وطلب مني ارجاع جميع المواد الغذائية إلى المستودع وعدم توزيع شيء منها وقام بتهديدي فقلت له: بصفتي نائب رئيس حملة الوفاء الأوروبية أقيلك من منصبك كمنسق للقافلة وسأقوم بإرسال خطاب بقرار إقالتك وسيتم توزيع المواد الغذائية التي معي إلى خربة الشياب والمطلة والعادلية حسب الخطة رغماً عنك فهددني بأنه سيتم اعتقالي وأنني لا أستطيع إقالته من منصبه كمنسق لقافلة الوفاء الأوروبية وأنني لن أستطيع التوزيع.
يتابع بدوي: أكملت عملية التوزيع في خربة الشياب والمطلة والعادلية متجاهلاً تهديدات أحمد فرحات مع أنه قام في نفس اللحظة بالاتصال بالمرافقين وسحب السيارات ومنعهم من العمل معي فتجاهلته وقمت بركوب سيارة أجرة تاكسي وتوجهت بها نحو خربة الشياب والمطلة والعادلية وقمت بالتوزيع وبعدها قمت بالعودة إلى المستودع وفي اليوم الثاني قام المدعو أحمد فرحات بإحضار خطاب يتضمن ما مفاده أن أمين أبو راشد قد قام بإقالتي من منصبي كنائب لرئيس قافلة الوفاء الأوروبية وجاء بخطاب من وزارة الشؤون الاجتماعية. وقام بوضع يده على مستودع قافلة الوفاء الأوروبية ووضع المستودع تحت حراسة ثلاثة مسلحين لمنعي من الدخول إلى المستودع وطلب مني عدم دخول المستودع نهائيا بأمر من وزارة الشؤون الاجتماعية وهدد كل من يعمل معي أيضاً.
 يضيف بدوي : قمت بالاتصال مع أمين أبو راشد وطالبته بإرسال خطاب ينفي فيه إقالتي من منصبي وإنني مازلت على رأس عملي. فرفض أمين أبو راشد إرسال خطاب يوضح ذلك. وأخبرني بأنني مازلت على رأس العمل وأنه لم تتم إقالتي من منصبي ونفى قيامه بذلك مطلقاً. وقال لي كيف أعطيك خطاباً بعدم إقالتك وأنا لم أقم بإقالتك أساساً! فطلبت منه إصدار بيان على موقع حملة الوفاء الأوروبية الإلكتروني بأنه لم يقم بإقالتي فرفض مبرراً رفضه بعدم رغبته بتشويه سمعة قافلة الوفاء الأوروبية والمساس بمصداقيتها.
إقالة
تم نشر خبر إقالتي من منصبي في حملة الوفاء الأوروبية على إحدى صفحات الإنترنت وسوف أعرض لكم المستندات التي تثبت صحة كلامي.
 ازدادت حدة المشاكل بيني وبينه وهو مستمر في تهديدي وردي كان بالمقابل أنني لن أرحل حتى أنتهي من توزيع المواد الإغاثية وإيصالها لمستحقيها ولن يمنعني عن ذلك سوى الموت.
 شخص أخبرته عن مشكلتي وعدني بأنه سيقوم بإيصالي إلى جهة هي الجهة الوحيد القادرة على مساعدتي وحل المشكلة. قام جزاه الله خيرا بحجز موعد لي فذهبت إلى الموعد في مكتب مسؤول القصر الرئاسي وعلما بأنني لم أكن اعلم مسبقا بمن سألتقي ومن الجهة التي ستساعدني في حل المشكلة. ذهبت بنية تقديم شكوى وتظلم لحل المشكلة فقابلني مجموع من المسؤولين هناك وشرحت لهم ما حدث معي وأني أملك الدليل على أن أغلب المساعدات مقدمة مني أنا شخصيا وهل من العدل معاملتي بهذه الطريقة؟! فتعاطف المسؤولون معي بشكل كبير وكانوا قمة في الأخلاق والتواضع والطيبة.
 وقالوا لي: نحن لا نرضى بظلمك ولا نقبل أن يعتدي أي شخص عليك ووعدوني بأنه ابتداء من الغد سيتم توجيه تكليف لي بمباشرة عملي الإغاثي وسيتم حل جميع مشكلاتي.
 أخبرتهم أنني بمواجهة أشخاص يملكون القوة والسلطة والنفوذ لتنفيذ جميع تهديداتهم أخبروني بألا أقلق من مواجهتهم وبأنهم قاموا بوعدي وأنني الآن عند أعلى سلطة في الدولة.
 فشعرت بالراحة وتبدد قلقي من ثم قاموا بإيصالي إلى الفندق وتوجهت إلي غرفتي بالفندق وفي اليوم التالي في تمام الساعة الواحدة ظهرا تم اعتقالي من قبل الأمن الجنائي من داخل غرفتي بالفندق وإخراجي من باب الطعام الخلفي للفندق ومن مصعد الطعام.اصطحبوني أنا وزوجتي إلى الأمن الجنائي بسيارات خاصة.
اتهام
يقول بدوي : تم إقفال غرفتي في الفندق ودفع كل مستحقات الفندق وتم التحقيق معنا أنا وزوجتي من الساعة الواحدة ظهرا حتى الساعة التاسعة مساء. تم تلفيق مجموعة من التهم الباطلة والمفبركة لي ولزوجتي وفي تمام الساعة التاسعة أخذوني إلى مدير الأمن الجنائي وكان يجلس معه أحمد فرحات أبو صبحي نظر إلي قائلا: ( أنت الي جبتو لنفسك الآن سوف تبقى تحت الأرض ولن يستطيع أحد أن يعرف مكانك إلا بعد سنتين هذا إذا استطاعوا معرفة مكانك)
 ثم قال لي إذا وافقت الآن أن أخرجك إلى بيروت ولا تعود مرة أخرى إلى سورية وألا تتدخل بشيء فأنا أستطيع إخراجك الآن.
 فقلت له أنا موافق طلب منهم أن يحضروا لي فنجان قهوة في الحال ثم قام بالاتصال بأمين أبو راشد وقال له أنا الآن عند السيد ممدوح بدوي وسوف أقوم بإخراجه إلى خارج سورية بشرط ألا يعود لسورية أبداً وألا يتدخل بأي شيء وفي أثناء حديثه مع أمين أبو راشد دخل الأشخاص الذين قاموا بإيصالي سابقاً من مكتب مسؤول القصر الرئاسي إلى الفندق وطلبوا أن أغادر معهم وقالوا إنهم مكلفون ولا بد أن أغادر معهم أنا وزوجتي فسألوني هل تم الاعتداء علي بالضرب أنا وزوجتي من أي أحد أثناء التحقيق؟ فقلت لهم: لا. قلت لهم مشيراً إلى أحمد فرحات هذا هو أحمد فرحات حاولوا أخذه معنا لكن الأوامر جاءت باصطحابي أنا وزوجتي وترك أحمد فرحات وأخبروني بأنه سيتم التحقيق معه لاحقاً.
وللحديث بقية