الإنشاءات وسار..شركتان تعودان إلى الإنتاج من تحت الصفر

الإنشاءات وسار..شركتان تعودان إلى الإنتاج من تحت الصفر

الأزمنة

السبت، ٢١ فبراير ٢٠١٥

أحمد سليمان
شركتان من الشركات الصناعية التي ضربها الإرهاب وأدى إلى سرقة كل مقومات العمل أصر العمال والإداريون فيها على إعادتها وأخذ دورها في تعزيز مكانة القطاع العام الصناعي ودوره الاقتصادي والتنموي. فقد أكد المدير العام للشركة العامة لصناعة المنظفات /سار/ هشام الفريج عن عودة الشركة إلى الإنتاج وتلبية احتياجات القطاع العام في بعض المنتجات وبخاصة السائلة منها ضمن إمكانياتها المتاحة والبسيطة.
 وأشار الفريج إلى أنه بعد توقف الشركة إثر الاعتداء على مقرها في منطقة عدرا بريف دمشق من الإرهابيين واضطرار العمال إلى مغادرة شركتهم تم تحديد مكان لتجميع العمال في مقر المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية التي تتبع لها الشركة، حاول عمال وإداريو الشركة إيجاد مكان ليتم تجهيزه لإنتاج بعض المنتجات وقد وجدوا مكانا ليس بالكبير في مؤسسة الخزن والتسويق، إلا أنهم بحثوا عن مكان آخر حيث قامت المؤسسة بمساعدتهم لإيجاد مكان أفضل من خلال تخصيص نحو 800 متر في مقر شركة زجاج دمشق لمصلحة الشركة لوضع تجهيزات وأدوات وآلات ومواد وبتكلفة لا تتجاوز قيمتها المليون ليرة وبجهود ذاتية وكوادر الشركة وذلك بهدف التخفيف قدر المستطاع من خسائر الشركة وتحقيق ريعية من إنتاج وبيع هذه المنتجات ما يسمح للشركة بتوفير الأموال اللازمة لتغطية النفقات المتعلقة بتأمين المادة الأولية ودفع الرواتب والمستحقات الكاملة للعاملين في الشركة من جهة وتحمل الشركة مسؤولياتها تجاه السوق المحلية من جهة أخرى.
 وفيما يتم حاليا تجهيز المكان وتوزيع أقسامه يواصل عمال الشركة بأدوات وتجهيزات بسيطة تحضير وجبات الإنتاج وتعبئتها بوسائلهم البسيطة لتلبية احتياجات عدد من جهات القطاع العام التي تعاقدت معها الشركة على توريد هذه المواد وبخاصة السائلة منها وخاصة سائل الجلي (لودالين) وماء جافيل (سار) بطاقة إنتاج مقدارها أربعة أطنان يومياً.
 وذكر أن هناك عدة عروض لاستجرار عشرات الأطنان من سائل الجلي من عدة جهات عامة مشيراً إلى نية الشركة تزويد مؤسسات التدخل الإيجابي بكميات من منتجاتها لتأمينها للمواطنين بأسعار وجودة منافسة عبر منافذ البيع التابعة لهذه المؤسسات.
 هذا ما يخص شركة سار في حين أن الصعوبات الكبيرة التي واجهت شركة الإنشاءات المعدنية والصناعات الميكانيكية لم تثن إرادة عمالها وإدارييها بعد خروجهم من مقر شركتهم بعدرا بريف دمشق بسبب الاعتداءات الإرهابية عن العودة إلى العمل رغم وجود أدنى مقومات البدء بالعمل سواء من آلات ومعدات ومستلزمات إنتاج ومقرات للعمل.
 وتحدى عمال الشركة وإداريوها كل الظروف القاسية والصعبة ليأخذوا على عاتقهم مسؤولية تنفيذ عقود جديدة للبدء بالعمل ومتابعة العقود الأخرى من مقرها المؤقت في مقر شركة الكبريت شبه المهجور ليحولوا إلى مكان يدار من خلاله العمل بعد تجهيزه عبر ألواح خشبية تم تقطيع إحدى القاعات إلى غرف لإدارة الشركة وتجهيزها بما تيسر من أثاث مستخدم وتنظيف وتهيئة مكان العمل. إما في مستودعات وإما في العراء للبدء بالعمل ما يبعث على التفاؤل بقدرة القطاع الصناعي على الصمود والاستمرار.
ويقول مدير عام الشركة المهندس زياد يوسف: إن وجودنا في المقر المؤقت بشركة الكبريت وتجميع عمال الشركة في هذا المكان بعد خروجهم من مقر الشركة بتاريخ 2 /2/2013 وإغلاق معاملها الأخرى في منطقة القابون وتخريبها والاعتداء عليها من الإرهابيين بتاريخ 24/7/2013 وعدم وجود أي من مقومات وأدوات العمل بين أيديهم دفعنا إلى البحث عن جبهة عمل تنقذ عمال الشركة من التشتت والنقل إلى جهات أخرى.
 ويوضح أن البداية كانت عقداً مع المؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء لتنفيذ 1000 طن أبراج كهربائية بقيمة 240 مليون ليرة موضحاً أنه وبالرغم من عدم وجود المكان المناسب للعمل إلا أن الشركة استطاعت بما توافر لها من مساحات ضيقة في المقر المؤقت بشركة الكبريت وبعد تجهيزه وإعادة تأهيله من أجل تنفيذ هذا العقد الذي اعتبر التحدي الأول لها وتم تنفيذه ضمن المدة الزمنية المحددة وبفترة تأخير لا تتجاوز 27 يوماً بسبب أحداث منطقة الدخانية، حيث اعتبر هذا العقد حجر أساس جديداً لسمعة وقدرة الشركة على تنفيذ عقودها.
 وبعد تنفيذ هذا العقد تعاقدت مؤسسة الكهرباء مع الشركة لتنفيذ 3000 طن من الأبراج الكهربائية بقيمة تقارب 700 مليون ليرة سورية إلى جانب عدد من العقود ومشاريع لتنفيذ وتركيب أجهزة طاقة شمسية مع عدة جهات عامة لتصل قيمة هذه العقود إلى نحو مليار ليرة.
 ويؤكد أن الشركة انتقلت من توصيفها بالشركات المتعثرة التي كان عمالها يعتمدون على وزارة المالية بتقاضي رواتبهم إلى شركة تنتج وتدفع رواتب عمالها من إيراداتها اعتباراً من بداية عام 2015 في حين يجمع العديد من العمال على تمسكهم بالعمل بشركتهم وتنفيذ عقودها حتى لو اضطروا أن يعملوا ساعات إضافية.