عن الآثار السورية خلال الأزمة...من أجل إعادة ترميم ما تضرر ..إجراءات لحماية المتاحف و مشروع لتوثيق الأضرار التي لحقت بالآثار السورية..

عن الآثار السورية خلال الأزمة...من أجل إعادة ترميم ما تضرر ..إجراءات لحماية المتاحف و مشروع لتوثيق الأضرار التي لحقت بالآثار السورية..

الأزمنة

السبت، ١٤ فبراير ٢٠١٥

الأزمنة |بسام المصطفى
أتاحت لنا الندوة التي أقامتها المديرية العامة للآثار والمتاحف بدمشق بعنوان "الآثار السورية خلال الأزمة" والتي أقيمت في القاعة الشامية بالمتحف الوطني في دمشق أتاحت فرصة للاطلاع الشامل على الواقع التراثي الأثري السوري خلال الأزمة الراهنة وما فعله الإرهاب بحق آثارنا السورية من حرق وتدمير وتخريب, كما شكّل فرصة لإطلاق مشروع توثيق الأضرار التي لحقت بالآثار السورية وفق خارطة تفاعلية ستنشر على موقع المديرية العامة للآثار والمتاحف لتكون شاهداً موثقاً بالصور والأرقام والدلائل للانتهاكات التي لحقت بالتراث الأثري السوري خلال سنوات الأزمة.
 إخفاء القطع الأثرية وترحيلها
ولفت الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار والمتاحف إلى أنّ الندوة تشكل فرصة لإعطاء خلاصة عن الإجراءات التي اتخذت من قبل مديرية الآثار والمتاحف خلال الفترة الماضية من ناحية إخفاء القطع الأثرية وترحيلها وتحصين المباني في المحافظات والتواصل مع المجتمع المحلي وإطلاق حملة وطنية بعنوان “سورية بلدي” لتوعية المجتمع السوري كشريك ومالك حقيقي للتراث الثقافي وأداء دوره في وجه المجرمين وعصابات الآثار التي عاثت فساداً في سورية فضلاً عن توثيق مئات الآلاف من القطع الأثرية وإنجازها وعرضها في الندوة حتى يكون هناك وعي من الأطراف الشريكة في المجتمع الدولي لأهميتها.
واستعرض عبد الكريم ما قام به الموظفون في المديرية في ظل الأزمة مشيراً إلى بقاء أكثر من 2500 عامل على رأس عمله في مختلف المحافظات حتى في المناطق غير الآمنة حيث ظلوا على تواصل مع المديرية العامة ومشدداً على أهمية التعاون الدولي مع المؤسسات والأفراد والمنظمات والمؤسسات الثقافية وعلى رأسها اليونيسكو للتعاون وإقامة نشاطات ثقافية حتى تكون الأمور واضحة لمعرفة الواقع والمتوقع من المستقبل. ونوه مدير عام الآثار والمتاحف إلى أن سورية تعد من “الدول العظمى” في قضية الغنى بالتراث الثقافي قياساً إلى عدد المواقع واللقى الموجودة في متاحفنا ونوعية مواقعنا الأثرية التي تجاوز عددها 10 آلاف موقع وخصوصاً في حلب ودمشق.
 إجراءات لحماية المتاحف
بدوره أوضح الدكتور أحمد ديب مدير شؤون المتاحف واقع المتاحف في سورية والإجراءات التي قامت بها المديرية من أجل حماية متاحفها معتمدة في ذلك على شركاء محليين هم المجتمع المحلي ووزارتا السياحة والأوقاف وجامعة دمشق وشركاء دوليون متمثلون بالمنظمات الدولية المعنية لافتاً إلى اتخاذ إجراءات حماية مثل إغلاق بعض المتاحف بشكل كامل ووضع القطع الأثرية في أماكن آمنة وتشديد أجهزة المراقبة والإنذار في المتاحف إضافة إلى إطلاق حملة لتوعية المجتمع المحلي بالتعاون مع وسائل الإعلام والمراكز الثقافية وتفعيل العمل على الأرشفة والحفظ والتوثيق.
 أهمية إنشاء أنظمة قواعد للبيانات
وبيّن المهندس عبد السلام الميداني عبر محاضرة له أهمية إنشاء أنظمة قواعد للبيانات الموجودة بمديرية الآثار والمتاحف “نظام التوثيق المتحفي” حيث يوجد في سورية أول قاعدة بيانات تضم المباني والمواقع المسجلة عبر مديرية الآثار ودوائر الآثار في المحافظات بهدف توثيق التراث وحصر الأضرار في كل محافظة لأهمية ذلك علمياً وتقنياً ما يساعد أصحاب القرار في معرفة ما يجري للمواقع وللمتاحف في سورية وإتاحة ذلك للمهتمين على موقع المديرية. فيما عرض الباحث أحمد فرزت طرقجي محاضرة عن أعمال مديرية التنقيب وسياساتها خلال الأزمة بينما تحدث محمد نظير عوض عن الأضرار التي طالت المواقع الأثرية المسجلة وغير المسجلة بينما عرض أيمن سليمان عرضاً للحماية القانونية للممتلكات الثقافية السورية. وتحدثت لينا قطيفان عن تعرض التراث الثقافي لأضرار جسيمة نتيجة التدمير والتخريب الذي طاله بسبب ممارسات التنظيمات الإرهابية في مختلف المواقع الأثرية المتوزعة ضمن المحافظات السورية والتي “طالت أكثر من 600 موقع ومبنى أثرى”.
وبيّنت قطيفان أنّ المواقع الأثرية السورية المسجلة لدى منظمة اليونيسكو كمواقع أثرية عالمية إضافة إلى المواقع المسجلة على اللائحة التمهيدية “تعرضت جميعها للتخريب بنسب متفاوتة”.
ودعا عصام خليل وزير الثقافة خلال كلمته بافتتاح الندوة إلى بذل المزيد من الجهد في مشروعنا الوطني لإعادة ترميم ما تضرر من آثارنا لتعود كما كانت قبل العدوان شاهداً على حقائق التاريخ وهوية الجغرافيا وعظمة السوريين. لافتاً أن هذه الأسباب جعلت من الآثار السورية هدفاً للإرهابيين الذين يعملون على تخريبها وسرقتها في سياق العدوان الكوني على سورية من أجل إعادة تركيب المنطقة بما يفضي إلى استقرار المخطط الصهيوني نهائياً وفق منظومة سياسية عنصرية تحوّل الدين إلى قومية وتستدعي الغرائز الطائفية لتفكيك وحدة المجتمع العربي وإنهاكه بحروب عبثية.
موضحاً أن تراثنا السوري الإنساني لم يكن مجرد ظاهرة فنية أو تعبيراً عن أنماط حياة مجتمعية سادت في مراحل مختلفة لكنه تحوّل بفعل أسبقيته وأولويته إلى وثيقة تاريخية تقدم إجابات حاسمة تثبت عروبة المنطقة وتهدم المشروع الصهيوني من أساسه.
ووجّه وزير الثقافة شكره لكل السوريين الذين حموا آثار بلادهم وكانوا بحسهم الوطني العالي على مستوى المسؤولية في صون هذه الأمانة وفي منع الإرهابيين من تدميرها وكانت جهودهم النبيلة خير مساعد للعاملين في المديرية العامة للآثار والمتاحف لحماية التراث السوري على امتداد الوطن مؤكداً أن الوزارة ستكون بكل إمكاناتها رافداً للجهود المبذولة في هذه المهمة الوطنية النبيلة.