إبرة وخيط.. أفران خارج التغطية التموينية.. جسر المشاة نعمة أم نقمة وحرامي عالي الجودة

إبرة وخيط.. أفران خارج التغطية التموينية.. جسر المشاة نعمة أم نقمة وحرامي عالي الجودة

الأزمنة

الأحد، ١ فبراير ٢٠١٥

روحتولنا الغلة
اقترب مني ومن زميلي شابٌ تبدو عليه ملامح البؤس والشقاء من خلال ملابسه الرثة، وطلب منا حسنة لوجه الله.. كانت يده ترتعش فيما اليد الأخرى كانت تبدو وكأنها متصلبة.. وأردف إمعاناً في بث الشفقة والعطف بأنّه لم يتذوق لقمة منذ يومين وهو بحاجة (لحق سندويشة فلافل).. وقبل أن تمتد يدي لجيبي لنقده ما طلب، تعثر المسكين.. عندها سقطت من يده المتصلبة كمشة فراطة تقدر بحوالي 1500 ليرة سورية.. فانتفض على الأرض ليجمعها قائلاً بغضب: الله لا يعطيكم العافية روحتولنا غلة اليوم..

أفران خارج التغطية التموينية
منذ أن ارتفع سعر ربطة الخبز ليصبح 35 ل. س دأبت بعض الأفران وبحجة قلة الصرافة لبيع الثلاث ربطات خبز بـ 100 ل. س بدل 105 ليرات مقابل تنزيل عدد الأرغفة من 24 رغيف للثلاث ربطات إلى 21 رغيف أي بمعدل رغيف عن كل ربطة.
أي إنّ الفرن خصم من الربطة رغيف واحد مقابل تنزيله لسعر الثلاث ربطات 5 ل.س وبعملية حسابية بسيطة نجد أنّ الفرن خصم من كمية الخبز ثلاثة أرغفة بقيمة تزيد عن الـ 13 ل.س مقابل حسم 5 ليرات من قيمة الثلاث ربطات أي إنّه أصبح يتقاضى أكثر من 8 ليرات سورية زيادة عن السعر المحدد على الثلاث ربطات.
كما وأنّه بدل الثلاث أكياس نايلون أصبحت بعض الأفران تعطي المواطن كيسين للثلاث ربطات وهذا لا يسبب تذمراً عند المواطن.
فهل تتحرك دوائر حماية المستهلك في وزارة التموين وتضع حداً لهذا الإثراء على حساب أصحاب الدخل القليل .... نتمنى ذلك.؟؟؟

حرامي عالي الجودة
خلال الفترة الماضية تم إلقاء القبض على لص صاحب مراق ضمن دمشق القديمة لكونه يستغل دخول الأجانب إلى بعض الأماكن الأثرية وخاصة حرم الجوامع ليقوم بلطش أحذيتهم والفرار، حيث اعترف بأنّه يُصرّف تلك الأحذية في سوق الحرامية لكونها عالية الجودة وعليها طلب وهناك من يوصيه عليها رغم معرفته بأنّها مسروقة لكن المشتري كانت لديه قناعة بأنّ الحرامي هو أيضاً محترف وعالي الجودة كالأحذية التي يسرقها..

تفتيق وترقيع
كازينو لبنان أول ضحايا الفيزا اللبنانية
رغم أنّ أرباح كازينو لبنان تراجعت منذ بداية الأزمة السورية, إلا أنّه ومنذ صدور قرار الحكومة اللبنانية الأخير القاضي بالتضييق على دخول السوريين للأراضي اللبنانية, انخفضت بشكل ملحوظ أرباحه بسبب تراجع عدد السوريين الذين يرتادون الكازينو قادمين من سورية ولاسيما في الأعياد والعطل الرسمية.
وأول تداعيات هذا القرار تجلى بقيام إدارة الكازينو أخيراً بتسريح 190 موظفاً من أصل أكثر من ألفي موظف يعملون في صالتي الكازينو وفي المطاعم ومواقف السيارات التابعة له ناهيك عن حوالي 500 موظف يعملون مع شركة ايبلا اللبنانية التي تقوم بتشغيل ألعاب الكازينو.
ولأنّ الكازينو والذي يطلق عليه البعض (مقبرة الليرة السورية), والذي تتجاوز أرباحه الـ 280 مليون دولار سنوياً معظمها يأتي من جيوب السوريين. ومن أجل تعويض الخسائر الناجمة عن التضييق على دخول السوريين للبنان, عمدت إدارة الكازينو على فتح حسابات لزبائنها داخل سورية في لبنان للعب الروليت عبر النت. ويتم تغذية هذه الحسابات بالدولار من قبل الزبائن عن طريق تحويل الأموال لحساب الكازينو بطرق مختلفة وغير شرعية.

استعانة بصديق
عندما عجز عن إقناع حماته بعدم وجود ضرورة لقضاء شهر عسل تخفيفاً لتكاليف الزواج وأنّ تلك المصاريف يمكن توفيرها لإكمال عش الزوجية اضطر لرفع الراية البيضاء مستسلماً بعدما زفت له الحماية حجزها لهما أسبوع شهر العسل في أحد الفنادق الراقية في اللاذقية.. العريس وطيلة الأسبوع كان يغازل حبيبته دون مسك يدها والنظر لوجهها لكون لديه واحدة على القلب والأخرى على مفاتيح الآلة الحاسبة الشخصية فيما عيناه تحدقان بالأرقام لتتضح فاتورة أسبوع العسل 100 ألف ليرة سورية قدمت له من الرسبشن، ونظراً لأنّه لم يكن يحمل إلا 40 ألف ليرة فقد اضطر للاستعانة بوالده الذي حضر لتسديد باقي الحساب وفوقهم أجرة ليلة أخرى قضاها العروسان بانتظار حضور الأب الذي على ما يبدو اضطر للاستعانة بصديق لاستدانة المبلغ المتبقي..

جسر المشاة نعمة أم نقمة
المراقب لجسر المشاة عند جسر فكتوريا يجد بأنّ المواطنين من كافة الأعمار يفضلون القفز فوق الحواجز البيتونية الموضوعة وسط الطريق من قبل المحافظة على تقطيع الشارع من خلال جسر المشاة المذكور.
وما يلفت النظر بأنّ معظم النساء وكبار السن يفضلون المعانات والتعربش والتقطيع من خلال الحواجز البيتونية على صعود درج المشاة. فهل وقف المعنيون في محافظة دمشق أمام هذه الظاهرة لمعرفة أسبابها. هل قام المعنيون بالصعود إلى الجسر لمرة واحدة ليعلموا ما السبب.
أول مشكلة يعاني منها جميع الصاعدين على درج هذا الجسر هو الإرهاق الذي يعانون منه بسبب زيادة ارتفاع الدرجات عن المواصفات القياسية السورية والدولية.
المشكلة الثانية هي وجود البسطات والمتسولين على الجسر الذين يتسببون في إزعاج وإعاقة حركة مرور المشاة.
ثم إنّ جسر المشاة لم يساهم في التخفيف من أزمة السير في المنطقة ووجوده وعدمه سيّان. فهل تبادر محافظة دمشق لإزالة هذا الجسر أسوة بجسر الحجاز. أو تحول درجه من ثابت لمتحرك؟؟؟