لماذا تبقى النواقص والعيوب لغة سائدة وملازمة لجميع المشروعات الإنشائية والبنائية لجهات القطاع العام؟!!

لماذا تبقى النواقص والعيوب لغة سائدة وملازمة لجميع المشروعات الإنشائية والبنائية لجهات القطاع العام؟!!

الأزمنة

السبت، ٣ يناير ٢٠١٥

السويداء- فريال أبو فخر firyaaf14@gmail.com
أخطاء وعيوب كثيرة تُكتشف بعد تنفيذ كثير من المشاريع المقامة على ساحة المحافظة ليقع المواطن بالنهاية ضحية لهذا الإهمال والتقصير التي تتقاذفه الجهات المسؤولة عن التنفيذ بعد أن" يقع الفاس بالراس" ويتم إنجاز هذا المشروع والذي من المفروض أن يكون خدمياً لتلبية احتياجات المواطنين، ولكن النتيجة مزيد من النواقص والهفوات بعد انقضاء مدة التنفيذ والتسليم والبدء بالاستخدام لتعطى بالنهاية الجهة المنفذة حجة وذريعة لإلقاء اللوم على سوء الاستخدام لا التنفيذ، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا باتت مشكلات النواقص والعيوب الملازمة لكل المشروعات الإنشائية والبنائية لجهات القطاع العام هي اللغة السائدة لهذه المشاريع؟!! وأين الجهات الوصائية من كل ما يحدث بعد الكشف التقديري لأي مشروع؟!! والسؤال الأهم ما هي مهمة الجهاز الإشرافي الهندسي المنفذ لهذه الأعمال والذي من المفروض أن يعطي التقييم الأخير لاستلام المشروع ومن ثم البدء باستخدامه من قبل المواطنين؟!!.
عدم مراعاة المناسيب المنحدرة لجرّ المياه إلى مصبها..
كل هذه التساؤلات لم تأت عن عبث ولا نسألها لمجرد التساؤل وخصوصاً إذا ما علمنا أنّ هناك أكثر من أربعين منزلاً قد تضرروا نتيجة فيضان الأمطار الغزيرة والتي هطلت مؤخراً في محافظة السويداء وتحديداً في قرية" الصورة الصغيرة" حيث غمرت الأمطار معظم الأراضي أيضاً، والسبب التنفيذ السيئ لعبّارة المياه الممتدة على طريق دمشق- السويداء المحاذي لهذه القرية والتي جرى شقها منذ أربعة أعوام، حيث لم يتم من خلالها مراعاة المناسيب المنحدرة لجر هذه المياه إلى مصبها في وادي اللوا المار ضمن القرية، ما أدى إلى تجمع المياه عند مجرى العبّارة التي لم تستطع مع الكميات الغزيرة من الأمطار الهاطلة تصريف المياه المتجمعة، ما أدى إلى ارتداد المياه إلى أراضي القرية ومنازلها.
أمنيات بعدم هطل الأمطار كي لا تفيض المياه على المنازل..
لم تكن هذه السنة هي الوحيدة التي نتعرض لها للفيضان فنحن ومنذ سنوات طويلة نواجه خطر وضرر مياه الأمطار حتى صرنا نتمنى أن لا تمطر كي لا تفيض المياه على منازلنا، بهذه الكلمات بدأ أحد أهالي القرية حديثه معنا شارحاً للأزمنة ما يعانيه أهالي قريته من مشكلات وصعوبات حياتية وخدمية تأبى أن تفارقهم، وبعد أن استبشروا خيراً بإنشاء هذه العبّارة التي مضى عليها أكثر من أربعة أعوام لحل مشكلة الفيضان، ها هي المشكلة تعود الآن لتطفو على السطح ولكن هذه المرة" سوء التنفيذ" وأضاف: نتعرض منذ سنوات طويلة لأضرار تلك المياه المتجمعة، وبالرغم من أنّ ارتفاع منسوب الاوتستراد دمشق- السويداء المنفذ بمحاذاة القرية الذي خفف الكثير من الضرر الحاصل علينا، حيث قام بحجز المياه ومنع دخولها إلى القرية دفعة واحدة، نظراً لانخفاض أرض القرية وتشكيلها تجمعاً لمياه القرى المجاورة، إلا أنّ خطر الفيضان مازال يواجهنا ليقوموا بإنشاء عبّارة منذ أربع سنوات ولكن للأسف لم تكن مناسيبها صحيحة الأمر الذي جعلنا نبقى في دوامة من المعاناة المستمرة، ما نتمناه أن يجدوا حلاً لهذه المشكلة والتي على ما يبدو مستعصية على الحل بالرغم من سهولة حلها!!. 
لماذا لم تراع كلّ هذه الشروط أثناء عملية التنفيذ وقبل مدة الإنجاز والتسليم؟!!.
رئيس بلدية قرية الصورة الصغيرة وفي تصريح له لحل هذه المشكلة تحدث عن مقترحات كثيرة من خلالها نستطيع تلافي كثير من المشكلات التي تواجه أهالي هذه القرية وأراضيهم وبيوتهم موضحاً أنّ الطريقة الأجدى لرفع الضرر عن الأهالي تكمن في وجود فريق فني يقوم بدراسة العبّارة وإعداد دراسة طبوغرافية، وأخذ المناسيب الصحيحة بالاعتبار وتوسيع العبّارة، على أن يتم جر المياه خارج القرية، أو تنفيذ عبّارة صندوقية أو جسر يضمن تصريف الكميات الكبيرة من المياه المتجمعة، علماً أن فكرة إقامة سدات مائية بجانب القرية فكرة غير مجدية بسبب طبيعة التربة النفوذة للأرض هناك، مؤكداً أنّ تنفيذ العبّارة وقناة التصريف التي جرى شقها منذ أربعة أعوام على طريق دمشق– السويداء القديم لم يكن بحسب المناسيب الصحيحة، وبناء على كل هذا نتساءل: لماذا لم تراع كل هذه الشروط أثناء عملية التنفيذ وقبل مدة الإنجاز والتسليم؟!!. ولماذا لم تؤخذ المناسيب الصحيحة بعين الاعتبار قبل ذلك؟ ولماذا نهدر كل تلك الأموال والميزانيات على مشاريع خدمية ونأتي بعد ذلك ونهدر ميزانيات إضافية لترميمها وإصلاحها؟!!!.
هناك كثير من الأخطاء والنواقص التي تظهر بعد فترة الإنجاز والأمثلة كثيرة.
أحد المهندسين ذكر للأزمنة بأنّ هناك خطأ فنياً في دراسة المناسيب والرفع الطبوغرافي قبل تنفيذ العبّارة المذكورة وهذا كان السبب الرئيسي لفيضان المياه ودخولها أكثر من 40 منزلاً في القرية، فضلاً عما جرفته من أتربة ونباتات أغرقت الشوارع وعرقلت حركة المرور فيها، كما وحرمت طلاب المدارس والجامعات من الوصول إلى مدارسهم وجامعاتهم، وحرمتهم من الحصول على حاجاتهم اليومية نظراً لعدم قدرتهم على الخروج من منازلهم لأيام معدودة، وأضاف: هناك كثير من الأخطاء والنواقص التي تظهر بعد فترة الإنجاز والأمثلة كثيرة وتساءل: أستغرب لماذا لا يتم محاسبة المقصرين بعد اكتشاف العيوب الإنشائية؟!. فما خلفته الجهة المنفذة والمشرفة على تنفيذ عقدة شهبا المرورية- والواقعة على طريق دمشق السويداء- من عيوب إنشائية وتنفيذية أكبر دليل على هذا، فلماذا لم تتم محاسبة القائمين على هذا المشروع وطبعاً أسماؤهم معروفة حيث حوّل كل محاور العقدة ووسطها إلى مستنقع للمياه وظهر ذلك واضحاً جراء هطل الأمطار في الأيام الأخيرة الماضية مما أدى إلى عرقلة السير فيها وهدد بوقوع حوادث عديدة، المهندس المختص أشار إلى أنّ عيوب التنفيذ تلك أكدها محضر لجنة الاستلام الذي أشار إلى ظهور تشققات بفواصل تمدد الجسر إضافة لذلك ونتيجة لشح بالكميات الإسمنتية فقد أدى إلى تكشف الحديد المسلح والتعشيش بشكل واضح عدا ظهور تشققات في أبراج المخاريط إلا أنّ العيب التنفيذي الأكبر هو عدم قيام الجهة المنفذة بتحقيق الميول المائية المطلوبة باتجاه المصافي المطرية الموجودة على دوار العقدة المرورية الأمر الذي حول جميع محاور العقدة ووسطها إلى مستنقع للمياه، ولاسيما أثناء الهطلات المطرية، لتتلو التصريحات التي تؤكد صحة كل هذه الأقوال لتأتي هذه المرة على لسان رئيس مجلس مدينة شهبا عماد الطويل والذي أكد أنّ واقع حال عقدة شهبا مرده إلى التنفيذ السيئ لهذه العقدة وخاصة ما يتعلق بتنفيذ الميول المطرية فيها ما أدى إلى عدم وصول المياه إلى المصافي وأبقاها متجمعة في الوسط بكميات كبيرة، الأمر الذي يؤدي بالضرورة إلى عرقلة السير مع احتمال وقوع حوادث مأساوية.
عيوب تنفيذية للمصارف المطرية والعبارات المائية المنظمة لجريان مياه الأمطار  كشفتها الهطلات المطرية الأخيرة..
 وبعيداً عن ريف المحافظة والمناطق والقرى الواقعة على طريق دمشق- السويداء نبقى ضمن السويداء وتحديداً على مدخل المدينة وصولاً إلى المركز الثقافي وبعض الجسور المنفذة حديثاً في السويداء القديمة، والتي تعرضت إلى فيضان المياه القادمة من طريق منطقة ظهر الجبل وسالي والتي جلبت إلى المدينة الأتربة والحصى وما زالت بقاياها موجودة بالشوارع حيث ارتفع منسوب المياه لتطفو على الأرصفة وهذا بسبب افتقار هذه الشوارع والجسور لشبكة الصرف الصحي والتي تعد من أولى أبجديات تنفيذ المشاريع الطرقية ما قبل تنفيذ هذه الجسور والطرقات، فبجولة على الشارع المحوري والذي نفذ قبل عدة أعوام نكتشف ومن خلال كمية المياه المتجمعة عدم وجود شبكة لتصريف مياه الأمطار وغيرها، مع العلم أنّ هناك طرقاً نفذت في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي تحتوي على شبكة للتصريف لكنها مغلقة بسبب عدم تنظيفها بشكل مستمر، والسؤال الذي نطرحه كذلك: كيف لطريق أو جسر أن ينشأ دون دراسة شبكة خاصة به للتصريف؟ ولا يقتصر الأمر على هذه المنطقة فقط بل في أغلب مناطق المحافظة وتحديداً ضمن المدينة والذي من المفروض أن تكون على سوية فنية عالية من حيث التنظيم والتخطيط لتفادي الأضرار التي تحدث جراء الأمطار أو أي ظرف طارئ تواجهه، فالعيوب التنفيذية للمصارف المطرية والعبّارات المائية المنظمة لجريان مياه الأمطار التي كشفتها الهطلات المطرية الأخيرة أثبتت بالدليل القاطع أنّ الجهات المنفذة لهذه الأعمال لم تكن على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها، ولاسيما إذا علمنا أن معظم منازل مدينة السويداء غرب الملعب البلدي وشرق مراكز الانطلاق وبعض الأحياء الأخرى باتت تعاني من مياه الأمطار من جراء عدم تصريف هذه المياه ضمن المصارف المنفذة لهذا الغرض، الأمر الذي حوّل هذه البيوت إلى مستنقعات مائية ما ألحق أضراراً بمحتوياتها.
سوء في عمليات العزل وتسبب بتسرب المياه داخل المتحف مهدداً مقتنياته بالرطوبة والتلف..
ولا تقتصر العيوب الإنشائية على الطرقات وكثير من المشاريع المنفذة التي يتم استلامها ويكتشف فيما بعد كثير من النواقص التي يتم إصلاحها نتيجة انتكاسة بعد عدة سنوات، بل تعدى ذلك إلى أكثر المشاريع أهمية في المحافظة وهو متحف السويداء والذي أنشئ بالأساس للحفاظ على مقتنيات فريدة من الإهمال، فإخلال المتعهد ببنود عقد مشروع عزل سطح متحف السويداء وصيانة القبة فيه والذي جرى تنفيذه منذ أربع سنوات أدى إلى سوء في عمليات العزل وتسبب بتسرب المياه داخل المتحف مهدداً مقتنياته بالرطوبة والتلف ورغم قيام مديرية آثار السويداء بتشكيل لجنة استلام مؤقت مهمتها استلام أعمال العقد 24 وملحقه العقد 34 عام 2010 الخاصين بعزل سطح متحف السويداء وتجديد القبة إلا أنّه تبين بعد الكشف من اللجنة وبتقريرها رقم 4367 وجود سوء في تنفيذ طبقة العزل جراء عدم التصاق رقائق البيتومين بالأرض إضافة إلى عدم تنفيذ لحام مناطق التركيب باللهب في مساحات كبيرة من العزل ما أثّر سلباً في فعاليته، إضافة لذلك تنفيذ المصارف المطرية بشكل يخالف نصاً وروحاً لبنود العقد والتي يتطلب تنفيذها وجود عنق معدني وتنفيذ عزل ملائم ليحقق التماسك والكتامة التامة كما كشف التقرير عن وجود سوء في تنفيذ ترويب سطح المطبات البازلتية إضافة إلى أنّ المتعهد أثناء قيامه بأعمال التنفيذ قد ألحق أضراراً بحجارة المدخل المحيطة بالبوابة والجدران الداخلية الواقعة خلف النوازل المطرية المنفذة حيث لم يقم المتعهد بإصلاحها بالشكل الفني المطلوب عدا ذلك هناك نتيجة التنفيذ للأعمال السيئة تسرب كبير للمياه من باب الدرج من القبة والتي مازالت خاضعة هي الأخرى لأعمال ترميمية سيئة وبناء على هذا التقرير قامت مديرية الآثار والمتاحف بمخاطبة المتعهد للقيام بالإصلاحات المطلوبة خلال مدة أقصاها 10 أيام إلا أنّ أربع سنوات لم تكن كفيلة بتجاوب المتعهد لإصلاح الضرر حيث يشير قسم الإشراف في دائرة الآثار إلى أنّ إعادة الأعمال من المتعهد باتت ضرورية وذلك بسبب تسرب مياه الأمطار إلى داخل المتحف ما انعكس سلباً على موجوداته ولاسيما لوحات الفسيفساء مؤكداً أن تعرضها لمياه الأمطار بشكل دائم قد يعرض الموجودات إلى التلف مستقبلاً إضافة إلى انعكاساته السلبية على ألوان اللوحات.