خروج 70% من منشآت الدواجن بدرعا والمربون لا حول لهم ولا قوة إلا الصبر!

خروج 70% من منشآت الدواجن بدرعا والمربون لا حول لهم ولا قوة إلا الصبر!

الأزمنة

السبت، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٤

محمد العمر
واقع صعب تعيشه منشآت الدواجن بالمحافظة بعدما أغلقت 70 % منها أبوابها، إذ طالما شكل هذا القطاع الهام ثقلاً اقتصادياً مهماً في بنية الاقتصاد الوطني، ومنها الصادرات وإدخال القطع الأجنبي إلى البلاد، وتشغيل الآلاف من الأيدي العاملة، إضافة إلى مساهمة منتجات هذا القطاع بتوفير حوالي 42% من استهلاك المواطن من البروتين الحيواني. إلا أنّ هذا القطاع بات بعد سنوات أربع يعيش ظروفاً صعبة بل قاسية، شأنه كشأن القطاعات الأخرى التي مسها الضرر خاصة بعد انعدام الأمن على الطرقات وأثره على عملية نقل الأعلاف والدواجن، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في انخفاض تربية الدواجن، وكان ما كان من الأسعار الجهنمية اليوم بعدما جنحت الأسواق بأسعار الدواجن مرتفعة خمسة أضعاف عما كانت سابقاً..

بين قوسين..!
يمكن القول إنّه رغم مرور أكثر من ثلاثة أعوام ونصف من الأزمة واضطرابات المناطق الريفية بالمحافظة، فإن تربية الدواجن لم تتحسن الشيء الكبير، فهي مازالت تواجه بشكل إجمالي صعوبات تتمثل بالارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية وغلاء مستلزمات الإنتاج خاصةً المحروقات الضرورية وأجور النقل، إضافةً إلى ارتفاع أسعار المنتج في الأسواق المحلية وما تبعه من ضعف في التسويق وانخفاض الحركة التجارية وعمليات البيع والشراء،‏ ناهيك عن دوافع أخرى ساهمت إلى الآن بعد مرور هذه الأعوام على بقاء الأسعار مرتفعة مثل غلاء مستلزمات الإنتاج خاصة المحروقات الضرورية للتدفئة وأجور النقل، إضافة إلى ارتفاع أسعار المنتج في الأسواق المحلية وما تبعه من ضعف في التسويق وانخفاض الحركة التجارية وعمليات البيع والشراء، ويشير عدد من مربي الدواجن إلى المعوقات التي تعترضهم والتي أدت إلى عزوف الكثير منهم عن العمل في هذا المجال، خاصة أنّ ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج والأعلاف وصلت إلى مستويات لم تصلها من قبل، وبحسب المربي اسماعيل الفارس فإن تدني الإنتاج من مادة البيض وانخفاض أسعارها إضافة إلى أن عدم توفر الكميات المناسبة من مادة المازوت وارتفاع أسعارها، قد أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الطيور وهو ما جعل بعض المربين يعزفون عن تربية الدواجن ويتجهون إلى أعمال أخرى ذات مردود اقتصادي أعلى، ويرى مربو الدواجن عدم استقرار أسعار منتجات الدواجن من لحم وبيض وتفاوته بين يوم وآخر يشكل أهم العوائق أمام المربين ويمنعهم من توسيع مشروعاتهم إضافة إلى أن عدم وجود تعويضات كبيرة من الجهات المعنية جراء الظروف الطبيعية والخسائر التي تلحق بالمداجن يشكل عاملاً آخر في تقليل عدد المربين وعزوفهم عن هذه المهنة، لافتين إلى أنّ خسائر المربين تتجاوز مئات الآلاف في حال تعرض المدجنة لأحد الأوبئة أو الأمراض.

الظروف صعبة
محمد المسلماني مهندس ومربي دواجن بمنطقة "جملة" أشار إلى أن مداجن الفروج تنتشر في مختلف مناطق محافظة درعا وخاصة في مدن وقرى وبلدات كفر شمس والقنية والشيخ مسكين وإزرع ومعربة وغيرها من المناطق، وهذا جيد بالنسبة لمربي الدواجن والعاملين في بيع وتجارة هذه المواد، الأمر الذي جعل المعنيين بقطاع تربية الدواجن في المحافظة التي كانت تمتلك أكثر من 22 مليون طير فروج‏ وتنتج سنوياً نحو 288 مليون بيضة و27 ألف طن من اللحوم يحاولون تطوير هذا القطاع، ولكن الظروف الحالية كما يضيف المسلماني لم تساعدهم بسبب الأحداث الحالية واستمرار التحديات على ما هي عليه.‏ ويقول المسلماني في إحصائية لمديرية الزراعة بدرعا تبين أنّ عدد مداجن الفروج بالمحافظة يتجاوز 715 مدجنة فروج و95 مدجنة بيض و13 مدجنة أمهات الفروج، إلا أنّ الكثير منها خرج نتيجة الظروف بسبب وقوعها في مناطق ساخنة عدا الصعوبات التي واجهت ومازالت تواجه المربين من نقل ومازوت وتأمين مادة العلف والذرة وغيرها.

تحديات
المفارقة هنا وحسب قول أحد أصحاب المداجن في ريف درعا، أنّ كل من محلات الفروج والمسالخ وما يتعلق ببيع الفروج، يرجع سبب ارتفاع السعر إلى أصحاب منشآت الفروج، متناسين هؤلاء أن تحديد الأسعار بالمحافظة يتمّ وفقاً لعمليات العرض والطلب، وحسب ارتفاع وانخفاض مستلزمات الإنتاج والتكلفة العامة إضافةً إلى الأعباء الإضافية التي ترتبت على المربين والتجار نتيجة ارتفاع أجور النقل وارتفاع أسعار مادة المازوت وخاصةً في السوق السوداء بعد وصول سعر مبيع الليتر الواحد إلى 175 ليرة، أما أصحاب مسالخ الفروج فإنهم يرجعون السبب في ارتفاع الأسعار بالدرجة الأولى إلى المصدر وأصحاب الدواجن، إلا أن أغلب أصحاب محال بيع المفرق تضيف مبلغاً ما بين 70 و90 ليرة على الكيلو لتغطية تكاليف أجور المحل والبائع وأكياس النايلون والغاز لتسخين المياه اللازمة للتنظيف.‏
 
دعم..ولكن.!
ويوضح المسلماني أنه لا بد من دعم منشآت الدواجن وتأمين مستلزماتها، ودعم المربين بما يحتاجونه ليستمروا في هذا القطاع الصعب، كذلك التأمين على الدواجن يسهم في الحفاظ على ما حققه هذا القطاع من إنجازات وتجنيبه المخاطر ومساعدة المنتجين بتحمل بعض التعويضات مقابل الخسائر التي تقع بسبب الأمراض والأوبئة التي يتعرضون لها ويخفف من حدة تأثيرها ويوفر الضوابط ويسهم في إعداد التدابير والاحتياجات اللازمة لدرء الأمراض والحوادث بما يقود لترشيد استخدام الموارد المتاحة والرفع من كفاءة استخدامها مع صياغة البرامج واللوائح التي يتم العمل بها لمجابهة الأضرار والكوارث التي يتعرض لها المنتجون. فعمليات تحسين أداء هذا القطاع ورفع كفاءته وتنافسيته وتطوير آلياته وتسويق منتجاته تقتضي برأي المسلماني وغيره توفر بنية تنظيمية فنية قوية وتبني نظم عمل متكاملة تقوم على تأسيس اتحاد نوعي لمنتجي الدواجن، كونه يمثل حجر الأساس لهذه المنظومة وربطه بقاعدة معلومات واسعة ومنوعة واستحداث نظم إنتاج وطنية متطورة وخلق الأدوات والوسائل الفعالة التي تتيح للقطاع تحقيق الأهداف المرجوة منه في توفير البروتين الحيواني الرخيص وبالكميات المطلوبة على مدار العام ورفع نسبة مساهمته في الناتج الزراعي الإجمالي وزيادة حصته في الصادرات المحلية..