باب جديد يُقفل في وجه مزارعي مادة العنب بالسويداء ..الفلاحون في المحافظة: أين الجهات المعنية من كل ما يحدث؟!!

باب جديد يُقفل في وجه مزارعي مادة العنب بالسويداء ..الفلاحون في المحافظة: أين الجهات المعنية من كل ما يحدث؟!!

الأزمنة

الأربعاء، ٢٢ أكتوبر ٢٠١٤

firyaaf14@gmail.comالسويداء- فريال أبو فخر 
باب جديد أُضيف إلى الأبواب المقفلة بوجه المزارعين لمادة العنب بالسويداء، بعد أن رفض معمل التقطير بالمحافظة استلام محصولهم لهذا العام لعدم قدرته على استيعاب هذا المحصول، والسبب عدم تصريف ما لديه من المشروبات الروحية للأعوام السابقة بالإضافة إلى تراجع مبيعاته إلى حدود الـ 50% لينعكس كل هذا على مزارعين تعبوا ونقلوا وحرثوا وقلّموا ورشّوا منتجاتهم لحمايتها من الفساد، ليجدوا من يتعهد لهم بهذا الأمر بعد انتظارهم طويلاً وتكديسهم وتخزينهم لهذا المحصول الذي يتهاوى أمام أعينهم عاجزين عن فعل أي شيء، إلا الشكوى.   
المعمل غير قادر على استلام محصولنا
أحد الفلاحين ذكر للأزمنة شاكياً متسائلاً: أين سأذهب بإنتاجي هذا الذي دفعت عليه كل ما لدي من أموال بعد أن استدنت مبلغاً إضافياً على أمل استرجاعه بعد بيع الموسم، لأفاجأ أنا وغيري من الفلاحين أن المعمل غير قادر على استلام محصولنا، مضيفاً: نحن نعيش حالة مأساوية الآن في حال عدم تصريف هذا المحصول وبعد هذا الغلاء المستشري وبظل هذه الأوضاع الصعبة التي نعيشها والتي أثرت كثيراً على ارتفاعات بالأسعار تفوق الـ 400% وعلى جميع السلع الاستهلاكية للمواطن ومنها ارتفاع أسعار الأدوية الزراعية والمبيدات الحشرية وأجور النقل والعمالة والفلاحة والتي سجلت ارتفاعاً فاق الخيال، في كل موسم نقسم أنا وكثير من الفلاحين على أن نترك أرضنا بوراً، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بأشجارنا ومادة العنب التي نزرعها، ولكن نعود لنكرر نفس الأخطاء لندفع أجور الرش والتقليم والحراثة على أمل تغيير الواقع المأساوي الذي نعيشه سنوياً، وعلى أمل الاستجابة لجزء من مطالبنا، ولكن للأسف فإن الأبواب المقفلة تبقى مقفلة في وجوهنا، بالإضافة إلى المشكلة الجديدة لهذا العام والتي واجهتنا من قبل المعمل بعد أن رفض أن يستلم محصولنا، بعد أن كان يستوعب إنتاجنا ويعوض علينا بعض الخسائر التي نمنى بها، والسؤال الذي نوجهه إلى مسؤولينا أين سنذهب بإنتاجنا في حال بقي باب المعمل مقفلاً في وجوهنا عن عدم استلام محصولنا، وخصوصاً أن مادة العنب تفسد بسرعة، نحن نعاني الأمرين جراء هذا الإجراء، ولهذا نطلب من المسؤولين في المحافظة حل هذه الأزمة، وإذا لم يستطيعوا ذلك نطالب الجهات المسؤولة في العاصمة مساعدتنا والرأفة لحالنا لعلى وعسى ننقذ إنتاجنا من التلف، وتعويض ما يمكن تعويضه من الخسائر التي نتعرض لها على مدى السنوات السابقة من عمر الأزمة التي عصفت بنا.   
نضطر لبيعه بأبخس الأثمان للتجار ولمعمل التقطير كي لا نخسر
أحد الفلاحين تحدث متهكماً وساخراً: لماذا نضع كل المشكلات التي تواجهنا بـ" قبّة" الأزمة؟!! نحن نعاني من ضعف التسويق ونعاني أيضاً من مشكلات كثيرة تتكرر كل عام حتى قبل الأزمة التي تعرضت لها بلدنا، كنا نعمل ليل نهار بزراعة هذا المحصول" العنب" لكون المحافظة تشتهر به ونضطر لبيعه بأبخس الأثمان للتجار ولمعمل التقطير كي لا نخسر إنتاجنا و"بيبقى الرمد أحلى من العمى" وأضاف: لا يوجد تقدير لجهد وتعب الفلاح وكأننا نملك عصى سحرية لننتج ما ننتجه، الجهات المعنية لا تفكر بأننا نتعب ليل نهار للحصول على إنتاج لسد حاجة أسرنا، فماذا نفعل الأرض مصدر رزقنا وحتى لو ابتعدنا عنها قليلاً بسبب المشكلات والصعوبات التي تواجهنا من مشكلات بالتسويق والنقل وغلاء المواد الخاصة بهذه الزراعة كالمبيدات والسماد وغيرها عداك عن أجور الرش والحراثة والنقل وارتفاع أسعار المحروقات بشتى أنواعها، إلا أننا نعود دائماً لهذه الأرض والتي لا يمكن الاستغناء عنها لعل وعسى تتحسن الأوضاع، أي أننا نضع الأمل هدفنا وهذا ما يجعلنا نستمر في العملية الزراعية ولا شيء سواه، وتابع متسائلاً: هل من المعقول أن لا يكون بالمحافظة كلها سوق هال؟ المشكلة التي نواجهها حتى قبل الأزمة بكثير هي افتقاد المحافظة لسوق هال نظامي يحمي المزارع من الاستغلال والابتزاز ويسهل على فلاحي ومزارعي المحافظة عملية تصريف وتسويق هذه المادة مع أن مكان هذا السوق موجود منذ 25 عاماً ولكنه لم يفتتح بعد!! فتصوري إذاً إلى أي حد لا تعيرنا الجهات المعنية أدنى اهتمام وإلى أي حد لا تفكر بهمومنا ومشكلاتنا التي نواجهها في كل موسم من مواسمنا!! وإلى أي حد تستهتر بتعبنا وجهدنا!!.
إبرام تعهد ما بين المزارعين ومعمل تقطير العنب بعدم المطالبة بأثمان العنب
وعلى ما يبدو فإن المزارع والفلاح هو الخاسر الوحيد من كل ما يجري والدليل هو قبوله على مضض الشروط التعجيزية التي وضعها معمل التقطير، وبحسب أحد المزارعين فإن المعمل قام هذا العام بوضع شروط مقابل عملية التسويق، وقام أيضاً بإبرام تعهد ما بين المزارعين ومعمل تقطير العنب بعدم المطالبة بأثمان العنب إلا بعد مضي عام، وبالرغم من قبول المزارع لكل تلك الاشتراطات إلا أن المزارعين سيواجهون الكثير من المشكلات والخسائر المالية، وبحسب هذا المزارع فإن التأخر بتسليم أثمان العنب سينعكس سلباً على أوضاع المزارعين وسيرتب عليهم أعباء مالية كبيرة، ولا يخفى على أحد هذه الأعباء المالية الكثيرة والتي ما زال الفلاح يواجهها منذ عدة سنوات وبالرغم من المطالبات الكثيرة بإزالتها إلا أنه لا مجيب على كل تلك الأصوات ومنها حل المشكلة التسويقية التي يعاني منها فلاح السويداء بالإضافة إلى تحمل أعباء غلاء أجور الرش والفلاحة والتقليم والنقل والعمالة، والتي توقعهم في ضائقة مالية هم بغنى عنها، في حال استجابت الجهات المعنية لحل جزء بسيط من كل تلك المشكلات. وبناء على كل هذا تعالت أصوات المزارعين والفلاحين لإيجاد حل بديل بضرورة البحث الجاد والاستجابة لطلباتهم، وخلق منافذ جديدة عوضاً عن معمل التقطير الذي كان يقوم بهذه المهمة، وإلا فإن العواقب وخيمة جداً ولاسيما أن هناك أناساً تعبوا وقدموا مجهوداً كبيراً بدأ يتهاوى أمام أعينهم.
طرح كمية مزورة في السوق المحلية تحمل الماركة نفسها وبيعها بأسعار مخفضة
وقد كان لارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في صناعة هذه المشروبات بدءاً من العبوات الفارغة وانتهاءً بالكرتون، والذي انعكس سلباً على مبيعات وإنتاج المعمل والذي رفض على أثرها استلام المحصول من المزارعين والفلاحين إحدى أهم المسببات التي ساهمت بكل تلك المشكلات التي واجهها فلاحونا ومزارعونا هذا العام ليضيف  مدير عام معمل التقطير المهندس وليد نصر مبرراً عدم قدرة المعمل على تسويق إنتاج الفلاحين بضعف القدرة الشرائية لدى مواطني المحافظة ولاسيما بعد رفع سعر المشروبات الروحية، بالإضافة لارتفاع ضريبة الإنفاق الاستهلاكي وقيام عدد من أصحاب المحال التجارية والمرخصة لبيع هذه المشروبات بطرح كمية مزورة في السوق المحلية تحمل الماركة نفسها والعمل على بيعها بأسعار مخفضة، فمثلاً سعر الصندوق الواحد كان في هذه المحال 4500 ل.س بينما سعره النظامي هو 7000 ل.س علماً - وبحسب مدير المعمل - بأنه سبق لإدارة المعمل أن قامت بمخاطبة وزارة التجارة الداخلية عن طريق وزارة الصناعة ليصار إلى تشديد الرقابة التموينية على أسواق المحافظة ولكن لا نعرف كيف تستمر كل هذه التجاوزات والمخالفات بالرغم من متابعتها من قبل الجهات المعنية بالمحافظة، وعلى ما يبدو فإن المشكلات التي تواجه معمل التقطير بالمحافظة كثيرة جداً ما ينعكس سلباً على المزارع والمنتج، وكان هذا واضحاً من الكم الهائل لعدد المشكلات التي تواجه المعمل والتي استكملها نصر مؤكداً بأن هناك مشكلات إضافية تتعلق بعملية التسويق، وهي عدم قدرة المعمل على تصريف المنتج جراء تراجع الطلب على المادة، مضيفاً أن إدارة المعمل ليست لديها سيولة مالية لاستجرار مادة العنب وعلى الرغم من ذلك قام المعمل بتسطير كتاب إلى وزارة الصناعة عن تسعيرة العنب وآلية استجرار مادة العنب هذا الموسم منوهاً بأن الطاقة الاستيعابية لمعمل التقطير قد ارتفعت من 1300 طن عام 1970 إلى 16 ألف طن حالياً.
تراجع القدرة التسويقية في القطاع العام خلال السنوات الأخيرة
 رئيس اتحاد الفلاحين بالسويداء خطار عماد أشار إلى أن مزارعي محصول العنب يعانون من قلة استيعاب خزانات معمل التقطير لهذه السنة جراء عدم تسويق منتج العام الماضي بسبب الأوضاع الراهنة الني نعيشها والتي أثرت على مجمل مناحي الحياة السياسية والاجتماعية وليس فقط الاقتصادية ما أدى إلى نقص السيولة المادية اللازمة لتسديد قيم المحصول للفلاحين، ولا ننسى أيضاً أنّ هناك صعوبات ومشكلات تؤثر سلباً أيضاً على إنتاج وتسويق كافة المحاصيل الزراعية وخاصة محصول التفاح حيث يعاني محصول التفاح ارتفاع أسعار المبيدات والأسمدة والأيدي العاملة وقلة توفر المحروقات وارتفاع أسعار الصناديق البلاستيكية، وعدم توفرها في وحدات التخزين وارتفاع تكاليف توضيب ثمار التفاح وتجهيزات التصدير، وتراجع القدرة التسويقية في القطاع العام خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي فسح المجال لبعض التجار للتحكم بشراء المحاصيل بأسعار متدنية، وذلك عن طريق اتباع أساليب ملتوية وغير نزيهة بالاتفاق فيما بينهم، وإحدى هذه الطرق على سبيل المثال التأخير في إقدام التجار والضمانة على مشاريع التفاح لرغبة التجار والسماسرة بوضع الفلاح في زاوية ضيقة ودفعه إلى بيع محصوله بأسعار منخفضة تتناسب مع مصالحهم، مضيفاً أن عدم التحرك بشكل جدي من قبل الجهات المعنية لتسويق المنتج فسح المجال أمام التجار والسماسرة لابتزاز المزارعين مطالباً الوزارة بوضع خطة إستراتيجية لاستيعاب إنتاج الفلاحين بالكامل وبشروط ميسّرة بدل أن تتلاعب بالسوق المحلية شلة من الفاسدين كل همهم هو الحصول على المواد الغذائية بأبخس الأثمان مستغلين حاجة الفلاح لبيع محصوله قبل أن يفسد.
كلمة أخيرة
يقتصر تسويق مادة العنب في محافظة السويداء على معمل تقطير العنب لذلك يضطر العديد من المزارعين الذين لا يرغبون بتوريد محصولهم إلى المعمل- أو عدم استقبال المعمل لجميع الكميات التي يوردها الفلاحون إليه- لبيع قسم كبير من إنتاجهم على الأرصفة نظراً للمشكلة الأكبر التي يواجهها الفلاحون بالمحافظة وهي عدم وجود سوق هال، إضافة إلى عدم امتلاك الكثير منهم إمكانية لتحويل المنتج إلى صناعات غذائية، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تقوم الجهات المعنية وتهيئ الظروف المناسبة من إمكانيات مادية ومعنوية لتشجيع الصناعات المنزلية للعنب مثل الزبيب والدبس والتي يكثر الطلب عليها في الأسواق المحلية والعربية والعالمية، ولماذا لا نستثمر هذه المادة التي تشتهر بها المحافظة ويسعى الجميع مواطنون وحكومة إلى إقامة معامل كونسروة لإنتاج مربيات التفاح والخل، بالإضافة إلى مشاريع صناعية لفرز وتوضيب التفاح ووضعه في عبوات وصناديق للتصدير، وبهذا نستطيع استثمار مادتين أساسيتين تشتهر بهما المحافظة وإيجاد أسواق تصريف خارجية لهما، بدل أن تضيع كل تلك الجهود التي يقدمها مزارعونا أدراج الرياح؟!! أسئلة برسم الجهات المسؤولة..