تفاح حمص.. مخاوف من دخول التجار والسماسرة على خط التسويق!! هل تنجح مؤسسة الخزن في استجرار كامل محصول التفاح وتنقذ المنتجين من الخسارة؟

تفاح حمص.. مخاوف من دخول التجار والسماسرة على خط التسويق!! هل تنجح مؤسسة الخزن في استجرار كامل محصول التفاح وتنقذ المنتجين من الخسارة؟

الأزمنة

الاثنين، ٨ سبتمبر ٢٠١٤

الأزمنة | بسام المصطفى
على الرغم من الإنتاج المتميز من مادة التفاح في محافظة حمص, إلا أنّ هناك منغصات ومخاوف تقلق الفلاحين المنتجين لهذه المادة في ظل التوترات الأمنية الحاصلة وصعوبة إيصال التفاح إلى الأسواق المحلية في المحافظة, والصعوبات البالغة في عمليات التخزين في البرّادات نتيجة الانقطاعات المتكررة للكهرباء ما يفاقم من مشكلة تخزين الإنتاج, ويجعله عرضة لأهواء التجار والسماسرة الذين دخلوا على خط التسويق في بعض مناطق الإنتاج بحسب الفلاحين ما يجعلهم في حيرة من أمرهم أمام الأسعار التي يطرحها السماسرة، والأسعار التي تضعها مؤسسة الخزن والتسويق الزراعي.
تقديرات الإنتاج
رغم الظروف المناخية وتأثر بعض المساحات المزروعة بالأشجار المثمرة بالصقيع والبرودة تخطى إنتاج محافظة حمص من التفاح 110 آلاف طن، تركز معظمه في منطقتي المركز الغربي والقصير بحسب رئيس قسم الإحصاء في مديرية زراعة حمص إحسان الطحش، منها نحو 63 ألف طن بعل.
أكّد وفى المصري رئيس اتحاد فلاحي حمص في حديثه للـ "الأزمنة" مخاوف الفلاحين من دخول التجار والسماسرة على خط تسويق فائض إنتاج التفاح في حال لم تلتزم مؤسسة الخزن والتسويق الزراعي بوعودها باستلام المحصول وذلك بحسب الاتفاق الذي تم خلال الاجتماع المشترك بين المؤسسة واتحاد فلاحي حمص والمعنيين بالمحصول, وذلك لوضع الأسعار التأشيرية للمحصول وبحث سبل التسويق إلى فروع مؤسسة الخزن, كون التجار يدفعون أسعاراً أقل مما تدفعه مؤسسة الخزن, منوهاً إلى أنّ محصول التفاح لهذا العام جيد وكبير ويقارب 110 آلاف طن مروي وبعل, وحددت الأسعار التأشيرية لمحصول التفاح بين 70 ـ 90 ل.ٍس للنوعين جولدن وستاركن, والتفاح الموشح الأحمر نوع أول 75 ل.س للكغ والثاني بـ 65 ل.س والنوع الثالث بـ50 ل.س.
وبيّن المصري مجموعة الصعوبات التي واجهت الفلاحين خلال زراعتهم لمحصول التفاح بما فيها صعوبة الحصول على المازوت اللازم لعمل محركات ضخ المياه, وارتفاع أسعار صناديق البلاستيك المخصصة لنقل المحصول, فضلاً عن ارتفاع أجور اليد العاملة وأجور التبريد وكلفة نقل المحصول من الحقل إلى أسواق الهال, آملاً أن تتمكن مؤسسة الخزن والتسويق الزراعي من استجرار كامل المحصول كي لا يقع الفلاحون ضحية للاستغلال من قبل التجار والسماسرة, وأن يجد المحصول طريقه للتصدير الخارجي.
اجتماع مبكر..
بدوره أوضح محمود حبيب حسن رئيس مكتب التسويق والتصنيع الزراعي في الاتحاد العام للفلاحين في تصريح خاص للـ "الأزمنة" أنّه تمّ عقد اجتماع مبكر للمعنيين في تسويق مادة التفاح في اللاذقية حضره محافظ اللاذقية ومدير عام الخزن والتسويق الزراعي والمنتجين، وذلك بهدف استدراك موضوع النضج المبكر لمحصول التفاح نتيجة المناخ الجاف الذي يضرب المنطقة, ووضع أسعار تأشيرية لمحصول التفاح تراوحت بين 70 ـ 95 ل. س للكغ من التفاح للنوعين الغولدن والستاركن, كما أبدى زياد رزوق رئيس الجمعية النوعية النباتية التابعة للاتحاد العام للفلاحين استعداده لتسويق محصول التفاح بالتنسيق مع مؤسسة الخزن والتسويق الزراعي. وأضاف حسن: "بدورها تعهدت مؤسسة الخزن والتسويق الزراعي على لسان مديرها بأنّها ستسوّق كامل إنتاج المحافظة من التفاح المعروض قدر المستطاع. وبيّن حسن أنّ تقديرات إنتاج التفاح في محافظة حمص بحدود 400 ألف طن, والمحصول بحالة جيدة وخال من الأمراض والإصابات الحشرية، والجميع أشاد بدور مؤسسة الخزن على صعيد تسويق الإنتاج كونه الضامن لإنتاج الفلاحين من تعرّضه للاستغلال والوقوع تحت وطأة الأسعار التي يفرضها السماسرة, وتعد الخزن صمام الأمان والمعدل للأسعار في الأسواق المحلية. وأعرب حسن عن أمله في أن يبدأ العمل بـ"الكاريدور البحري" بين سورية وروسيا بتسويق فائض إنتاج التفاح السوري. 
غياب الأسواق..وصعوبات التسويق!!؟
ويواجه الفلاحون في المحافظة كما يقول يوسف فرح رئيس الوحدة الإرشادية في بلدة رباح صعوبات كثيرة أثناء تصريف منتجاتهم الزراعية في ظل غياب الأسواق ما يسمح لبعض التجار شراء المحصول وتحديد سعره، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل وأجور اليد العاملة ونقص المبيدات ومواد المكافحة الخاصة بأشجار التفاح وصعوبة تأمينها. ويطالب فرح بضرورة التدخل الإيجابي من قبل مؤسسة الخزن والتسويق لتحديد سعر المنتج وقطع الطريق على التجار والسماسرة، إضافة إلى تأمين مستلزمات الإنتاج من قبل مؤسسات الدولة من مبيدات وعبوات بلاستيكية وإعادة النظر بسعر سماد اليوريا بعد أن وصل سعره إلى 2500 ليرة خلال الموسم الحالي رغم إنتاجه محلياً. ويشير فرح إلى وجود نحو 750 فلاحاً في بلدتي رباح وأوتان ونحو 265 ألف شجرة مثمرة من التفاح من نوعي ستاركن وغولدن وأنّ مساحة الأراضي المزروعة بالتفاح بلغت نحو 9694 دونماً، مقدراً إنتاج الموسم الحالي من التفاح بمعدل 100 إلى 110 كغ للشجرة الواحدة. ودعا الفلاحون إلى التدخل الحكومي في تصريف الإنتاج من قبل شركة الخضار والفواكه مشيرين إلى تعرض بعض الفلاحين إلى الخسارة أو البيع بأرباح متدنية جداً مقارنة بكلفة ما دفعوه خلال الموسم من رش المبيدات والأسمدة والتقليم وغيرها بما لا يقل عن 200 ألف ليرة للموسم الواحد.
آليات التسويق
و حول آليات التسويق والصعوبات التي يعاني منها الفلاحون أوضح لنا مدير فرع مؤسسة الخزن والتسويق بحمص ياسر بلال أنّه تم تحديد سعر استلام التفاح من الفلاحين على مستوى سورية بالنسبة لصنف ستاركن ممتاز بسعر95 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد ونوع أول بسعر 90 ليرة والنوع الثاني بـ75 ليرة في حين وصل سعر النوع الثالث إلى نحو 55 ليرة. ويبين أنّ الصنف الثاني من التفاح غولدن يبلغ سعر الكيلو غرام الواحد للنوع الأول منه 85 ليرة والنوع الثاني 60 ليرة والثالث 50 ليرة، لافتاً أنّ استلام المحصول سيتم وفق معايير محددة من خلال الحجوم والإصابات والنوعية، موضحاً أنّ إنتاج المحافظة للموسم الحالي يتميز بوفرة كبيرة. منوهاً أنّ مستودعات المؤسسة جاهزة لاستقبال الموسم الحالي من التفاح وأنّه بإمكان الفلاح تسليم محصوله بالصناديق المتوفرة لديه لتخفيف الأعباء والتكاليف المادية، مشيراً إلى أنّ طاقة التخزين المتوفرة لدى المؤسسة حالياً تبلغ نحو 15 ألف طن، وأنّه سيتم طرح كميات للبيع بشكل مباشر في الأسواق واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتذليل الصعوبات أمام الفلاحين لتسويق محصولهم بسهولة ويسر.
غراس التفاح
وأوضح  المهندس يونس حمدان رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة حمص أنّ مركز المختارية يؤمن الغراس المثمرة الجاهزة للزراعة إلى المواطنين، حيث يتوفر في المركز كافة أنواع الغراس المثمرة ويتم تطعيمها من الطعوم الواردة من مركز أمهات حاصور. موضحاً أنّ المنطقة الغربية من حمص تشتهر بزراعة التفاح نظراً لارتفاعها عن سطح البحر بحدود ألف متر والظروف الجوية مناسبة لزراعتها، مشيراً إلى توفر أصناف جيدة ومقاومة وذات إنتاجية عالية من التفاح والغراس الأخرى في المركز وتباع للمواطنين بأسعار رخيصة. من جانبه بيّن المهندس أمين عبود رئيس مركز أمهات التفاح في بلدة حاصور أنّ وظيفة المركز تأمين الغراس المثمرة أقلام للتطعيم ومنها التفاح إلى مركز المختارية بهدف إنتاج الغراس المثمرة حيث تبلغ مساحة المركز نحو 60 دونماً تحتوي على العديد من الأشجار المثمرة بمختلف أصنافها.