الزراعة المحمية في طرطوس تدق ناقوس الخطر ؟!! "فراشة البندورة " حشرة وافدة حديثاً تتلف الإنتاج !!

الزراعة المحمية في طرطوس تدق ناقوس الخطر ؟!! "فراشة البندورة " حشرة وافدة حديثاً تتلف الإنتاج !!

الأزمنة

الأربعاء، ٢٠ أغسطس ٢٠١٤

الأزمنة | بسام المصطفى
خسارة مادية كبيرة يتعرض لها منتجو الخضروات في محافظة طرطوس ولاسيما مادة البندورة, فبحسب ما نقله المنتجون  لمجلة" الأزمنة " فإن انخفاض أسعار مبيع البندورة في سوق الهال في المحافظة بين 20 - 30 ل. س للكغ سبّب لهم خسارة كبيرة أفقدهم هامش الربح، وذلك بسبب زيادة العرض وقلة الطلب, فضلاً عن صعوبة نقل المحصول إلى المحافظات الأخرى بسبب الأوضاع الراهنة.  والمشكلة الأكبر بحسب المنتجين تعود لارتفاع أسعار المواد الزراعية التي يحتاجونها لإتمام عملهم الزراعي مثال على ذلك ( البذار ـ الأسمدة ـ شرائح النايلون ـ الأدوية الزراعية ـ المازوت ), بالإضافة إلى الكثير من الأعمال الخدمية الأخرى للأرض كي تكون جاهزة للزراعة كالحراثة والتعقيم وهي أعمال مكلفة مادياً للفلاحين. 
أسعار خيالية للبذار !!
وهذا ما أكده لـ الأزمنة الفلاح عماد حسن من جمعية "الحورة " التابعة لرابطة طرطوس الفلاحية حيث قال: خلال العامين الماضيين ارتفعت كلفة إنتاج البيت البلاستيكي بشكل كبير, وفي هذا العام اشترينا "ظرف البذار" للبندورة بـ 25 ألف ل. س ويوجد فيه 1000 بذرة, ولفافة النايلون التي يحتاجها البيت البلاستيكي تقدّر بـ 65 ألف ل. س, فضلاً عن ارتفاع أسعار مبيدات الرش التي لابد من استخدامها للقضاء على الآفات التي تصيب الشتول والثمار .. وتابع حسن: نعاني حالياً من انتشار حشرة جديدة تغزو أراضينا وهذه الحشرة تسمى " فراشة البندورة " التي أثرت بشكل كبير على محصول البندورة وأسهمت في تدني وسوء الإنتاج وبالتالي تدني الأسعار للبندورة.
ارتفاع أسعار العبوات
واشتكى الفلاح علي الخضر من مشكلة ارتفاع أسعار العبوات اللازمة لنقل المحصول إذ تباع العبوة بـ 100 ل. س, وبالطبع تذهب هذه العبوة مع المحصول إلى سوق الهال, ولا ننسى الحديث عن مشكلات أجور النقل من مكان الإنتاج إلى السوق وهو مكلف مادياً, ما يقلل هامش الربح ويزيد من خسارة الإنتاج كما الموسم الحالي. إذ تقدّر سعر النقلة الواحدة بـ 2500 ل. س وهناك نفقات أخرى في السوق منها: عمولة 6% للسماسرة و2% أجور عتالة وهذا كله على حساب كلفة الإنتاج. وأضاف حسن: في ظل هذه الظروف نجد أنفسنا خاسرين إذا لم تبادر الدولة لإنقاذ محصولنا عبر مؤسساتها كالخزن والتسويق الزراعي وتحييد السماسرة ضماناً لإتمام عمليات التسويق بشكل مجز للفلاحين.
مديرية زراعة طرطوس تؤكد
ولمعرفة المزيد عن الزراعة المحمية في محافظة طرطوس أوضح لنا المهندس عطا الشماس " رئيس شعبة الخضروات " في مديرية زراعة طرطوس أن زراعة البيوت البلاستيكية انتشرت في الساحل السوري بسبب صغر الحيازات الزراعية, ويقدّر عدد البيوت المحمية في المحافظة لعام 2014 بـ 77500 ألف بيت للبندورة و9500 بيت للخيار والباذنجان 3000 بيت والفاصولياء 1500 بيت . وتابع الشماس: إن أسعار البندورة تحتل أهمية كبيرة وتزرع بكثرة, إذ قدرّت كميات الإنتاج لهذا العام بـ 3292082 طناً, والحقيقة كان هنالك انخفاض في أسعارها وهذا يعود لكثرة العرض وقلة الطلب وسوء التصريف، ويقدّر متوسط إنتاج البيت البلاستيكي بين 3ـ 4 طناً ومتوسط سعر الكغ الواحد 55 ل. س خلال العام, لذلك نلاحظ وجود ارتفاعات كبيرة في أسعار مستلزمات الإنتاج ومن الطبيعي أن يجد الفلاحون أن أسعارها في السوق متدنية ولا تحقق لهم أي هامش ربح. كما أكد المهندس رفعت عطا الله رئيس دائرة الإنتاج النباتي في زراعة طرطوس أنه تراجعت الزراعات المحمية خلال الموسم الحالي, حيث وصل عدد البيوت البلاستيكية المزروعة بالزراعات المحمية المختلفة والمتنوعة لعام 2012 إلى (120) ألفاً بيت بلاستيكي, بينما تراجع عدد البيوت البلاستيكية ليصل خلال عام 2013 إلى (114) ألفاً, منها أكثر من (80) ألف بيت بلاستيكي و (610) بيوت بلاستيكية مزروعة بالبندورة و(10) آلاف و(324) بيتاً مزروعاً بالخيار و (12.863) بيتاً مزروعاً بالفليفلة و(2384) بيتاً مزروعاً بالباذنجان و(975) بيتاً مزروعاً بالفاصولياء الخضراء ويوجد نحو (6714) بيتاً مزروعاً بالفريز. وتعود أسباب التراجع في الزراعة المحمية –حسب رأي المهندس عطا الله- إلى ارتفاع تكاليف مستلزمات العملية الإنتاجية لهذه الزراعة إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه سابقاً مع بداية الأزمة, بسبب ارتفاع أسعار المبيدات النوعية المتخصصة عالمياً, وارتفاع أجور اليد العاملة وأسعار العبوات وأجور النقل والشحن والتسويق. مع عدم وجود تمويل لهذه الزراعة المهمة من قبل المصارف الزراعية والصيدليات, كل هذه الأمور والصعوبات جعلت هذه الزراعة غير مستقرة الإنتاج إضافة إلى عزوف عدد كبير من المزارعين عن الاستمرار في هذه الزراعة بسبب عدم مقدرتهم على ذلك. 
"فراشة البندورة " حشرة وافدة حديثاً !!
وعن مشكلة " فراشة البندورة " تحدث رئيس شعبة الخضروات: دخلت هذه الحشرة حديثاً إلى الساحل السوري منذ  حوالي 3 سنوات وهذه الحشرة يصعب التخلص منها بالرغم من مكافحتها بالمبيدات اللازمة !! كما تسمى هذه الحشرة " فراشة توتا ابسلوتا" وهي تصيب القمم النامية للبندورة كذلك الثمار, وبالطبع تؤدي هذه الحشرة إلى زيادة كلفة الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار المبيدات الزراعية التي تستخدم لمكافحتها. وأضاف: أما ما يخص الخضار الأخرى كالباذنجان والفليفلة والخيار فقد حافظت على أسعارها بشكل نسبي وهذا يعود لقلة زراعتها في البيوت البلاستيكية ولهذا كله نضم صوتنا إلى صوت الفلاحين مطالبين بضرورة فتح أسواق لتصدير الإنتاج وإعادة جزء من سعر العبوات للفلاحين. 
تسعيرة مناسبة
بدوره طالب لؤي سعيد محمد " نائب رئيس اتحاد فلاحي طرطوس " في حديثه لـ الأزمنة بزيادة الاهتمام بالزراعة المحمية بالساحل عبر وضع تسعيرة تتناسب وكلفة الإنتاج مع تحقيق هامش ربح للفلاحين كي يبقى الفلاح مستمراً بالزراعة وبالتالي ينعم المواطنون بالخضار المحمية والمكشوفة على مدار العام دون خسارة للفلاحين ما يدعم بدوره الاقتصاد الوطني.
معلومات وأرقام
يعد إجمالي إنتاج سورية السنوي من البندورة نحو مليون طن من الثمار الطازجة، وتشغل المساحة المستثمرة بمحصول البندورة نسبة 11٪ من إجمالي المساحات المستثمرة بزراعة الخضراوات، ويشكل إنتاجها حوالي 10٪ من إجمالي إنتاج مختلف الخضار، وبحسب سلسلة الدراسات الإحصائية لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية لعام 2012 تقع سورية في المرتبة 19 عالمياً في إنتاج البندورة".‏
- تعد البندورة السلعة الأكثر رواجاً من حيث استهلاكها, طازجة أو مصنعة على عدة أشكال، وهي تزرع حقلياً على عدة عروات، كما تزرع ضمن البيوت البلاستيكية، ويتوزع الإنتاج بنسب متساوية تقريباً بين نمطي الزراعة الحقلي المكشوف والإنتاج المحمي في البيوت البلاستيكية، وتنعم سورية بالاكتفاء الذاتي من ثمار البندورة مع وجود فائض تصديري يقدر بـ300 ألف طن من الثمار.
- حسب المجموعة الإحصائية الزراعية السنوية لعام 2012، تم إنتاج 622 ألف طن من البندورة "الحقلية"، و532 ألف طن من البندورة المحمية عام 2011، فيما كان إنتاج البندورة في العام 2010 يتوزع بين 585 ألف طن للزراعة الحقلية و570 ألف طن للزراعة المحمية".‏
- بالنسبة لإنتاج البندورة في البيوت البلاستيكية التي يبلغ عددها نحو 90 ألف بيت بلاستيكي، فيقدر بنحو 570 ألف طن تتوزع على أربع محافظات هي طرطوس بنسبة 80٪، حيث ترفد السوق بنحو 450 ألف طن من الثمار، تمثل إنتاج 75.4 ألف بيت بلاستيكي، تليها محافظة اللاذقية بإنتاج نحو 12٪ تمثل إنتاج 11.7 ألف بيت بلاستيكي.‏
- صادرات سورية من ثمار البندورة خلال عام 2010 وصلت إلى 426 ألف طن وشكلت نسبة 37٪ من مجمل الإنتاج، في حين بلغت كمية المستوردات من البندورة لنفس العام نحو 80 ألف طن فقط.‏ وخلال السنوات السابقة شكلت السعودية المستورد الرئيسي للبندورة بنسبة 58٪ من الصادرات، تلاها لبنان بنسبة 13٪ فالعراق بنسبة 10٪ من الصادرات.‏