ارتفاع أسعار مشتقات الحليب..بين الاستغلال.. وبين زيادة الطلب وقلة العرض

ارتفاع أسعار مشتقات الحليب..بين الاستغلال.. وبين زيادة الطلب وقلة العرض

الأزمنة

السبت، ٢٨ يونيو ٢٠١٤

وسيم وليد إبراهيم
رمضان دخل، وبدأت معدلات الأسعار ترتفع لبعض السلع والمواد الغذائية وخاصة تلك التي ترتبط بالاستهلاك أثناء رمضان.. فالخضار حدِّث ولا حرج عن ارتفاع أسعاره مع الإشارة إلى أن بعض تجار الخضار أكدوا لـ"الأزمنة"، أن الأسعار سترتفع مع دخول رمضان، إلا أنها إلى الآن لم ترتفع بل تشهد تذبذباً في أسعارها فهي تارة تنخفض وتارة ترتفع، وفي مجمل الأحوال فهي تعتبر مرتفعة جداً مقابل دخل المستهلك.. فكيلو البطاطا أصبح بـ80 ليرة وهو منخفض السعر مقارنة مع ما كان سابقاً حيث بلغ 150 ليرة، ولكن حتى 80 ليرة للكيلو يعتبر مرتفعاً كون دخل المستهلك ضعيف جداً مقابل هذه الأسعار، فالمستهلك لن يستهلك البطاطا فقط بل لديه الكثير من الاحتياجات الأشد ضرورة: كأجور السكن وأجور المواصلات وتعرفة الأطباء والأدوية... وبقية المواد والسلع الغذائية.
إذن، فقد شهدت أسعار الألبان والأجبان وكل ما يتعلق بمشتقات الحليب ارتفاعاً في أسعارها بمعدل 50 ليرة على كيلو الحليب مما أثر على أسعار باقي مشتقاته من ألبان وأجبان وغيرها.. ولكن يبقى السؤال الذي يسأله المستهلك ويتخوف منه.. هل سنصدم بأسعار أكثر ارتفاعاً مع دخول رمضان وخاصة لهذه المواد الأساسية والضرورية التي تعتبر ذات الاستهلاك اليومي؟..ولماذا ارتفعت أسعار مشتقات الحليب في الأسواق؟.

جمعية مشتقات الحليب: لا يوجد استغلال ولهذه الأسباب ارتفع السعر
رئيس جمعية مشتقات الحليب في دمشق وريفها عبد الرحمن الصعيدي أوضح في تصريحه لـ"الأزمنة"، أن أسعار الحليب ارتفعت قبل تاريخ 20 شعبان الماضي، وذلك بسبب زيادة الطلب عليه، لافتاً إلى أن معظم المستهلكين يقومون بالتموين لشهر رمضان من الحليب ومشتقاته حتى المربين أنفسهم.
وأكد على أن المادة موجودة في السوق ولا يوجد ندرة فيها، ناصحاً المستهلك بشراء حاجته اليومية من الحليب ومشتقاته، لكي لا يرتفع الطلب على مشتقات الحليب وبالتالي ارتفاع أسعارها أكثر في السوق المحلية.
ونوّه إلى أن الأسعار ارتفعت بنحو 75 ليرة خلال 15 يوم الماضية، حيث كان سعر كيلو الجبنة البلدية نحو 450 ليرة وأصبح يتراوح بين 650 و700 ليرة.
ونفى الصعيدي أن يكون هناك استغلال من مربي الثروة الحيوانية المنتجين لمادة الحليب، مؤكداً على أن المربي أو المنتج لا يستغل رمضان لرفع الأسعار ولا يقوم باحتكار المادة كونها حساسة وتتعرض للتلف السريع، مُرجعاً سبب ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته إلى زيادة الطلب وتوجّه المربين إلى التموين مع دخول رمضان، لافتاً إلى أن المربي يتكلف الكثير لحين حصوله على كيلو الحليب، حيث أن كل كيلو علف ينتج كيلو حليب وسعر العلف هذه الأيام هو 80 ليرة للكيلو، عدا عن تعَبه والتكاليف الأخرى من أدوية وغيرها، مؤكداً أن قلة العرض رفع السعر حالياً.
ونوّه إلى أنه بتاريخ 5 رمضان ستعود أسعار مشتقات الحليب لتنخفض، حيث أن معظم المستهلكين يقومون بتموين ما يحتاجونه من مشتقات الحليب في أول شهر رمضان، ومن ثم يقلّ الطلب على المادة وبالتالي ينخفض سعرها ويعود إلى ما كان عليه سابقاً.
وأشار إلى أن ليتر الحليب حتى الآن يعتبر أرخص من ليتر المياه المعبأة، وأن ارتفاع السعر يعتبر منطقيا ًحالياً.
ونوّه إلى أن سورية كانت مصدِّرة منذ نحو 50 عاماً لجميع مشتقات الحليب من أجبان وألبان، ولكنّ الإنتاج انخفض كثيراً؛ وهو يغطي حاجتنا اليومية تماماً دون زيادة.
ولفت إلى أن سبب ذلك يعود للأزمة الحالية وخروج ريف دمشق وبعض المحافظات عن الإنتاج مثل ريف حمص، وتعتمد دمشق في الآونة الأخيرة على درعا وبعض بلدات القلمون في تأمين حاجاتها من الحليب ومشتقاته.
وأشار إلى أن 4 جهات حكومية طلبت من الجمعية إعداد دراسة واقعية لأسعار مشتقات الحليب لتسعيرها، وتم إنجاز الدراسة وإرسالها إلى 3 جهات حكومية حتى الآن.

عامل: مزاجيّة وتحكّم بأسعار الحليب من قبل المنتجين
بالمقال أوضح أحد العاملين في مصنع للألبان والأجبان والحليب لـ"الأزمنة"، أن اقتراب شهر رمضان كان له تأثير على أسعار الحليب ومشتقاته، حيث ارتفعت أسعار الحليب بشكل فوري ودون سابق إنذار، مما أدى إلى ارتفاع أسعار معظم المشتقات الأخرى من ألبان وأجبان.
وأشار إلى أن المتحكِّم بأسعار الحليب هو الذي ينتجه، أي "المربي"، فتارة يرفع السعر وتارة يخفضه وفق مزاجيته، وبالطبع فإن المصنع أو مَن لديه معمل لصناعة الألبان والأجبان سيضطر للموافقة على الشراء كون المادة تعتبر قليلة في السوق والمنتجون أصبحوا نادرين جداً، وفي حال لم يشترِ بالسعر المعروض عليه فإن هناك الكثير من أصحاب المعامل يشترونه بدلاً منه، وبالتالي يتوقف عمله، لذا فهو مضطر لشراء الحليب بأي سعر يُفرض عليه سواء أكان مرتفعا أم غير منطقي.
ونوّه إلى أن الطلب على الحليب ومشتقاته انخفض حالياً مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، وذلك نتيجة ارتفاع الأسعار من جهة كما لعبت أزمة الكهرباء دوراً في ذلك، حيث يخشى المستهلك من تعرض مشتقات الحليب إلى التلف لحاجتها للتبريد المستمر فهو يقتصر على شراء كميات قليلة فقط في حين كان يشتري سابقاً كميات لا بأس بها، والآن انقطاع التيار الكهربائي يبلغ أكثر من 20 ساعة في اليوم الواحد وهذا أثّر على المستهلك من جهة وعلى الطلب على المادة من جهة أخرى مما أثر بشكل بليغ على معظم مصانع الألبان والأجبان بسبب ضعف التصريف في الإنتاج وزيادة التكاليف على عمليات التبريد، التي يجب أن لا تتوقف مع ارتفاع درجات الحرارة، ومن المعروف أن ليتر المازوت الآن يباع بـ 100 ليرة وأكثر على الرغم من أننا في الصيف ولكن لا يزال هناك استغلال، مما أدى إلى تقليص هامش الربح عند المصنع أو زيادة الأسعار، وكل ذلك سيدفعه المستهلك النهائي من جيبه وحده.
وطالب بضرورة ضبط أسعار الحليب وزيادة الإنتاج قدر الإمكان منعاً من التلاعب في أسعار هذه المادة الغذائية الأساسية.

هل سيستغني المستهلك عن بقية السلع الغذائية الأخرى؟..
بعد عرض السابق يبقى القول أن المستهلك توقع ارتفاع أسعار السلع الغذائية في رمضان، ولكن يخشى أن تكون هذه الارتفاعات لدرجات لا يطيقها أبدا، فهو استغنى عن الفواكه حاليا وعن الحلويات سابقا، فهل في مقدوره أن يستغني أيضا عن بقية المواد الغذائية الأساسية؟..