في السويداء.. بين المطالبات العفوية والآراء العلمية الاختصاصية مازالت محطة التنقية متوقفة عن التغذية!!..

في السويداء.. بين المطالبات العفوية والآراء العلمية الاختصاصية مازالت محطة التنقية متوقفة عن التغذية!!..

الأزمنة

الأحد، ١٥ يونيو ٢٠١٤

السويداء- فريال أبو فخر firyal-af@hotmail.com
بالتزامن مع إعلان اليونيسيف بأن هناك مناطق من سورية تعاني من أدنى مستويات هطول أمطار منذ أكثر من نصف قرن، وأن برامجها الخاصة التي تهدف إلى التخفيف من تفاقم أزمة المياه والصرف الصحي في المنطقة لم تتلقَّ إلا 20 في المئة فقط من التمويل اللازم لعام 2014، تعلو أصوات أهالي بلدة ذكير والواقعة إلى الشمال من محافظة السويداء بالمطالبة بإصلاح محطة التنقية والمشيّدة على البئر الإرتوازية للقرية والتي ما إن يتم إصلاحها حتى تتعطل من جديد، تاركة أهالي القرية يواجهون مصيرهم المزري، إما شراء صهاريج المياه المكلفة أو استخدام المياه الكلسية ما يسبب الكثير من أمراض الكلى كالرمل وغيرها.
فواتير للسرقة
وبحسب أهالي القرية فإن محطة تنقية المياه معطلة منذ أربعة أشهر، وإن الصيانة الدورية شبه معدومة لمحطة تنقية المياه والمشيدة على البئر الإرتوازية للقرية منذ حوالي 8 سنوات نتيجة مياه البئر الكلسية؛ وبناءً على هذا تساءل أحد المواطنين: إذا كانت المحطة ستتعطل بعد يوم أو يومين من إصلاحها لماذا يقومون بالأصل بإصلاحها؟ وإذا كان إصلاحها مناخاً ومرتعاً وملعباً للفاسدين والمرتشين والسراقين لتنظيم فواتير إصلاح يستطيعون من خلالها سرقة المواد التي يساهمون من خلالها بالإصلاح ووضع المعدات القديمة بدل الجديدة، بالإضافة لسرقة الأموال العامة، فما هو ذنبنا نحن أهالي البلدة والذين أصبحنا نتوسل أصحاب القرار والشأن للحصول على أدنى متطلبات حياتنا وهو الماء؟.. هل من المعقول أن تكون مصلحة قرية بأكملها مرهونة بشلة من الفاسدين لا يرون إلا في عطل المحطة فرصة لتمريق كثير من الفواتير من خلالها يستطيعون الحصول على الأموال؟.. أين هي الجهات الرقابية على هؤلاء؟ أم أن من يراقبهم هو المستفيد الأول عن كل هذه العمليات والفواتير التي تنظم والتورية على أعمالهم؟ نحن ومن خلال مجلتكم الأزمنة نطالب الجهات المعنية بالوقوف إلى جانبنا والرأفة بحالنا وتأمين مياه الشرب لنا، لأننا نقوم بشراء المياه على حسابنا الشخصي وبأسعار خيالية.
شراء صهاريج المياه
وبالسياق ذاته تحدث للأزمنة مستاء آخر من أهالي القرية والذي بدت عليه ملامح التوتر والانفعال من كل ما يجري وبحسب رأيه ليس من المعقول أن يدفعوا الرسوم والفواتير المترتبة عليهم وبعد ذلك يقومون بشراء صهاريج الماء للشرب، وأضاف: تصوري بعد كل هذا الغلاء والارتفاعات الجنونية بجميع الأسعار ولكافة السلع والحاجات الضرورية نقوم بشراء الماء" وكأنو هيّ إلي ناقصنا بعد نشتري المي مشترا" ماذا سنفعل وكيف سنتدبر أمرنا كيلو البندورة وبموسمها ب 90 ليرة سورية كذلك الأمر بالنسبة للبطاطا وكافة أنواع الخضار والفواكه التي نسينا طعمها، كيلو الكرز بـ 350 ليرة سورية وكذلك الأمر بالنسبة للدراق والجارنك وووو أما غلاء المنظفات فحدثي بها ولا حرج، بالإضافة إلى المأكل والملبس لأطفالنا والحاجات الأساسية لهم، صدقيني لقد نسي أطفالي طعم اللحمة والتي باتت من الكماليات بالنسبة لنا وللكثيرين، وماذا أفعل أمام طلباتهم التي أقف عاجزاً عن تحقيقها وبغصة ممزوجة بالألم والحسرة؟ وأضاف ماذا سيكفي دخلنا الذي لا يتجاوز الـ 17 ألفاً أمام كل هذا الغلاء؟. ليأتي مصروف وعبء آخر وهو شراء صهاريج الماء.
دفع الرسوم المترتبة
صوت آخر علا من بين من التقيناهم والذين تجمهروا حول الأزمنة للشكوى عما يعتريهم من مشاعر الغضب والسخرية من هذا الوضع الذين باتوا يشترون به صهريج الماء بربع دخلهم تقريباً وقال: إذا لم يستطيعوا إصلاح محطة التنقية المقامة على البئر الإرتوازية لقريتنا فعلى الأقل يجب تأمين الصهاريج المجانية لنا من قبل القائمين والمسؤولين أو بأسعار معقولة على الأقل، وتساءل: لماذا أدفع الرسوم المترتبة عليّ لمؤسسة المياه إذا كانت الأعطال لا ذنب لي فيها؛ ومثال على ذلك هذه المحطة التي تعطلت منذ أكثر من أربعة أشهر ولا أحد يقيم وزناً لمطالبنا وحاجاتنا" ولا في حدا يرد الصوت علينا" وكأن المواطن آخر همهم، فماذا يريدون أكثر من حاجتنا للمياه المادة الأساسية حتى يتحركوا ويحسوا بالمسؤولية تجاهنا؟ .. ولماذا نسرع دائماً بتسديد الفواتير والذمم المستحقة علينا من فواتير للكهرباء والماء والتنظيفات، وبالمقابل هم" أبرد ما عندهم" إذا طالبنا بإصلاح الأعطال التي تلحق الضرر بنا. 
بحاجة لمعرفة أحدهم
مواطن من الأهالي تدخّل بالحديث وقال سأروي لك حادثة وقعت معي فأنا ولحاجتي للمياه قمت بالذهاب إلى مؤسسة المياه للمطالبة بصهريج من المياه، وطبعاً بعد أن وصلت شاهدت جموعاً كثيرة من أهالي قريتنا ومن خارج القرية لهم نفس المطلب، قمت بتقديم طلب مثل باقي المواطنين الذين جاؤوا مثلي محتاجين لهذه المادة على أمل أن أحصل على هذا الصهريج بعد يوم أو يومين، لأفاجأ أن الصهريج لم يصلني مع أنني كنت أقوم بالاتصال بهم يومياً، علماً بأني قمت باستدانة مبلغ صهريج المياه "وع هذا رضينا بالهم والهم ما رضي فينا" ليعلمني أحدهم أنني بحاجة إلى معرفة أحدهم لتسريع الحصول على صهريج الماء الذي أصبحنا نركض خلفه كحلم من أحلامنا، فهل هذا معقول؟ ما هذا الوضع الذي وصلنا إليه؟ وهل من المعقول أن لا تولى محطة التنقية التي تغذي سكان القرية مزيداً من الاهتمام؟ وأتساءل لماذا لا يقومون بعمليات الصيانة لها لكي لا تتعرض للأعطال والذي ندفع ثمنها غالياً من جهدنا ومالنا ووقتنا فيما لو تعرضت للأعطال؟ والسؤال الأهم إذا كانت هذه المحطات والتي تكلف الدولة الكثير من الميزانيات لا يهتمون بها ولا بصيانتها فما هو حال العديد من آلاتنا ومعداتنا وتجهيزاتنا التي من المفروض أن تقوم على خدمة المواطنين؟!!

التوفير في مصاريف الصيانة تؤدي إلى أعطال إضافية
أحد مهندسي القرية والذي درس الهندسة في إحدى دول أوربة الشرقية أبدى لنا برأيه حول أهمية الصيانة والتي طالب بها معظم الأهالي لمحطة التنقية الموجودة في قريتهم حيث أكد أن الصيانة الجيدة تعمل على إطالة العمر الإنتاجي للمحطات والآلات والمعدَّات والتجهيزات، فكلما  زاد الاعتماد على الصيانة الوقائية كلما انخفضت كلف الصيانة والإصلاح وكذلك انخفضت الخسائر نتيجة التوقفات المستمرة والمتكررة، وبناء على هذا يجب عدم الإهمال في صيانة أي من المحطات لأن التوفير في مصاريف الصيانة قد يؤدي إلى أعطال فيها قد تكلف أكثر من قيمة التوفير الناجم عن التقليل من أعمال الصيانة الوقائية، وبهذا تكون مطالبات الأهالي بالصيانة الدورية- والكلام للمهندس المختص- وإن كانت عفوية وتنبع من أهالي القرية غير الاختصاصيين إلا أنها مطالبات من الناحية العلمية صحيحة وهامة وضرورية جداً حيث تعتبر الصيانة الوقائية ركيزة من الركائز الأساسية للصيانة الإنتاجية الشاملة، وتشمل الصيانة الوقائية مجموعة الأنشطة والإجراءات التي تقوم بها إدارة الصيانة للحفاظ على المعدَّات والآلات والتجهيزات في ظروف تشغيل جيدة، ومحاولة تجنب الأعطال والخلل المفاجئ، من خلال معالجة أي قصور إن وجد قبل وصوله إلى حالة التعطل أو الإخفاق الكلي، وجعل الأصول في حالة تشغيلية جيدة في كل الأوقات، أو إعادتها إلى الحالة الطبيعية الجيدة عندما تتعطل، وذلك للحفاظ على استمرارية عملها، ضمن نظام محدد وتكلفة معقولة، حتى تكون جاهزة للإنتاج حسب المواصفات المطلوبة، من حيث كمية ونوعية وجودة المنتجات ومتطلبات السلامة والصحة المهنية، لحماية العاملين والممتلكات من أية أخطار، ومن هنا يجب أن تتم الصيانة بصفة دورية وحسب خطة زمنية موضوعة تحدد من قبل ذوي الخبرة القائمين بالصيانة، مع مراجعة حالة المحطة وتجهيزاتها والكشف عليها بما يسمح باستمرارها في العمل دون تعرضها لأي توقف مفاجئ قدر الإمكان وأن يتم كذلك وضع كادر متخصص بالصيانة وهذا من شأنه أن يراقب عمل هذه المحطات ويقلل من أعطالها وهذا ما يسمى بالصيانة الذاتية والتي تعتبر حجر الزاوية لنظام الصيانة الإنتاجية الشاملة.
الصيانة الذاتية
 وتنطلق الصيانة الذاتية من فكرة أن العامل على هذه المعدَّات والمحطات هو الذي يجب أن يقوم بصيانتها،‎ حيث يقوم بنفسه بكل أو بعض أعمال الصيانة الروتينية للمعدة، فيتعرف على أدق تفاصيلها، ويحافظ عليها كما لو كانت ملكاً له، ويسبق تطبيق الصيانة الذاتية تدريب المشغلين وتأهيلهم ليكونوا قادرين على تنفيذ بعض مهام الصيانة الأساسية لمعداتهم، للمحافظة عليها، وعدم تدهور حالتها والتركيز على إبقائها ضمن شروط التشغيل الجيدة، ويتطلب ذلك تدريبهم على أداء أعمال الصيانة الروتينية اليومية، والإلمام ببعض أعمال الإصلاح البسيطة ويصبح العمال قي وضع يكونوا معه قادرين على تحديد مواقع الخلل وإصلاحها، دون الاضطرار إلى التوقف الطويل عن العمل في انتظار القيام بأعمال الإصلاح من قبل الفنيين المختصين، وتشمل الصيانة الذاتية على أعمال التنظيف والتزييت والفحص والتفتيش، وبعض أنشطة الصيانة البسيطة، التي لا تحتاج إلى استدعاء طاقم الصيانة للقيام بها، بحيث يتفرغ فريق الصيانة للقيام بأعمال صيانة أكثر تعقيداً، وتحتاج إلى مهنيّة عالية؛ لذلك تعتمد كفاءة الصيانة الذاتية على مستوى التدريب وقدرات العاملين الذين يشغّلون المعدَّات، ودرجة التعاون بين الأقسام والإدارات المختلفة خاصة التشغيل والصيانة، وتساهم الصيانة الذاتية في تحقيق نسبة صفر في الأعطال، ولها دور غير مباشر في تحقيق صفر في الفاقد، وصفر في العيوب، وصفر في حوادث العمل، ومن هنا أستغرب عدم قيام الجهات المعنية بهذه العمليات والكلام للمهندس المختص، وغالباً ما تبدأ بأعمال أساسية مثل التزييت والتنظيف والفحص والتفتيش، وتتدرج لتصل إلى إجراء تصليحات بسيطة وربما- تصليحات كبيرة.
فوائد الصيانة
ومن فوائد الصيانة الذاتية حسب المهندس المختص، أنه يتولد لدى العاملين الإحساس بالمسؤولية تجاه المحافظة على المعدَّات، حيث يقومون ببعض أعمال الصيانة اليومية، مثل التنظيف والتزييت والتفتيش وتفقّد أجزاء المعدّات، مثل البراغي، القطع أو الأجزاء المكسورة أو التالفة أو الصدئة أو حتى البراغي المفقودة، وهو الأمر الذي ينتج عنه أن يكتشف المشغِّل أو العامل المسؤول كثيراً من الأعطال في وقت مبكر، قبل أن تتفاقم وتصبح أعطالاً كبيرة، قد يصعب إصلاحها وقد ترتفع كثيراً تكاليف صيانتها، فإذا لاحظ المشغِّل أي تغيُّر في أداء المعدّات- مثل ارتفاع في درجة الحرارة، أو صدور أصوات غير عادية، أو حدوث اهتزاز زائد في أجزاء المعدّاتَ، يقوم على الفور بإبلاغ قسم الصيانة، ويزوّده بالمعلومات التي تسهل اكتشاف المشاكل ومعالجتها بسرعة، كما أن إلمام المشغل ببعض مبادئ الصيانة تساعده على اكتشاف الأعطال مبكراً، وتمكنه من حل بعضها، والمشاركة في حل البعض الآخر، وبذلك يتم تخصيص وقت القائمين بالصيانة للأعمال التي تحتاج مهارات خاصة وليس للأعمال البسيطة التي من الممكن أن يقوم بها المشغل، وتعمل الصيانة الذاتية على رفع الروح المعنوية للعاملين، نتيجة تحسين بيئة العمل ولمشاركتهم بأفكارهم ومقترحاتهم في حل مشاكل العمل وتطويره ومن الآثار الإيجابية للصيانة الذاتية أن تكون حالة المعدَّات معروفة في كل الأوقات مثل انخفاض الأعطال الفجائية إلى أدنى حد ممكن ومنع التآكل أو الصدأ لمكونات المعدّات، وتأخير البلى والتلف، وإطالة عمر المعدَّات وتخفيض تكاليف قطع الغيار، وتحسين نسبة التشغيل للمعدات وقدرة وكفاءة المعدَّات..
ومن هنا وجب على الجهات المعنية الاهتمام أكثر بهذا الموضوع للنهوض أكثر بمنشآتنا ومحطاتنا لخدمة مواطنينا الذين قدموا الكثير لهذا الوطن المعطاء.