بين وبين .. أجور التكاسي بدمشق تتضاعف

بين وبين .. أجور التكاسي بدمشق تتضاعف

الأزمنة

السبت، ٧ يونيو ٢٠١٤

وسيم وليد إبراهيم
مواطن: هل سنضع دخلنا أجرة للتكاسي.. سائق تكسي: القضية ليست بنزيناً فقط
قرار جديد برفع تعرفة التكاسي في دمشق، بعد رفع سعر البنزين مؤخراً لـ120 ليرة لليتر، إلا أن التعرفة الجديدة للتكسي كانت ضعف التعرفة القديمة وبنسبة تصل إلى 100%، في حين إن رفع سعر البنزين لم يتجاوز 20%، مما أثار حفيظة بعض المواطنين الذي يرتادون التكاسي يومياً في ظل ظروف نقل صعبة، من حيث توفر وسائل النقل.
ووضعت اللجنة المكلفة بدراسة تعديل التعرفة وعدادات سيارات التكسي نموذج لصاقة توضع على زجاج التكسي، ويحدد فيه المبلغ الواجب تسديده من قبل الزبون.
ويتوجب على الزبون دفع القيم المحددة في هذا الجدول فوق المبلغ الذي يظهر على الشاشة وهي قرابة الضعف.
والسؤال الذي سأله المواطن هو لماذا تمت مضاعفة تعرفة التكاسي على الرغم من أن البنزين لم يتضاعف سعره بقرار الرفع الأخير، وسأل أيضاً.. هل ستلتزم التكاسي بالتعرفة الجديدة؟..، في حين إن صاحب التكسي يرى أن من حقه مضاعفة أجرته كونه يتكبد الكثير من المصاريف والأمر لا يتوقف على البنزين وفق قوله؟. وحاولت الأزمنة الوقوف على رأي الطرفين حيال هذا القرار.

مواطن: لا يوجد التزام بالتعرفة.. والسائق هو الذي يحدد الأجر
أحد المواطنين قال: أوقفت تكسي بالقرب من جامع الإيمان في دمشق وطلبت منه أن يأخذني إلى ساحة الشهبندر مقابل مديرية صحة ريف دمشق، فقال سائق التكسي إنه يريد 150 ليرة كأجرة للطلب، مع العلم أن المسافة لا تتجاوز 2 كلم بل أقل، فقررت الذهاب سيراً على الأقدام لأن ذلك أوفر لي، "لذا فإن التعرفة المحددة لا يتم الالتزام بها بل إن سائق التكسي هو من يضع شروطه على الزبون قبل أن يصعد التكسي، وخاصة أن التكاسي حالياً أصبحت كالسرافيس حيث كثيراً ما نجد أن أكثر من مواطن يركب تكسي واحدة وذلك لتقاسم الأجرة فيما بينهم، وهذا دليل على ارتفاع أجرة التكسي".
ولفت مواطن آخر إنه على أصحاب التكاسي أن يطلبوا أجرتهم بالمعقول فليس من المنطقي أن يأخذ صاحب التكسي أجرة تفوق 150 ليرة لمسافة لا تتجاوز 2 كلم، متسائلاً: "هل يستطيع المواطن تحمل العبء المادي لأجرة التكاسي يومياً، وهل سيضع كافة دخله أجرة للتكاسي؟".
وأشار أيضاً إلى أن أصحاب التكاسي كانوا يأخذون سابقاً قبل قرار رفع تعرفة التكسي ثلاثة أضعاف المبلغ الذي يظهر على العداد هذا إن كانوا يشغلون العداد أصلاً، وحالياً سيأخذون ضعفي ما يظهر على العداد، مؤكداً على أن أصحاب التكاسي لن يلتزموا بهكذا قرار بل سيضعون تعرفتهم وفق هواهم، "وبالطبع التعرفة الجديدة لا تناسب أصحاب ذوي الدخل المحدود، الذين اختاروا السير على الأقدام والتسلق في الباصات والسرافيس، بدلاً من تعرضهم لابتزاز سائقي التكاسي"، مشيراً إلى أن سائقي التكاسي يحققون أرباحاً طائلة يومياً بسبب عدم التزامهم بالتعرفة المحددة.
ولفت مواطن آخر إلى أن لائحة الأسعار الجديدة لتعرفة التكاسي ضاعفت الأجر، فماذا عن المواطن الذي لم تتضاعف أجوره، فكيف يمكن أن يركب التكسي؟.. مشيراً إلى أن التكاسي أصبحت لميسوري الحال فقط.
ونوه أيضاً إلى أن التكاسي تتقاضى مبالغ طائلة جداً وخاصة بالنسبة للمناطق التي تبعد عن دمشق، وذلك وفق مزاجهم وتحكمهم بحاجة المواطن وخاصة في ظل نقص السرافيس والباصات.

سائق تكسي: القضية ليست بنزيناً فقط.. فهناك أتعاب أخرى
بالمقابل أوضح أحد سائقي التكاسي، أن سائق التكسي يتحمّل ضغوطاً مادية كثيرة، فمثلا سعر إطار السيارة أصبح بـ 10 آلاف ليرة، وهو ينتظر الكثير من الساعات أمام محطات الوقود لكي يستطيع الحصول على بضع ليترات من البنزين هذا إن حصل عليها كاملة وفق ما يظهر على المضخة، كما أن سعر كيلو زيت المحرك أصبح 600 ليرة.
وأشار إلى أن سائق التكسي يصرف الكثير من كميات البنزين دون أن يحقق أي فائدة في ظل الازدحام الكبير في دمشق، فهو لا يتوقف عن البحث عن زبون، وعملية البحث هذه تحتاج إلى بنزين عدا عن اهتراء الإطارات واحتراق الزيت وغيرها من الأمور المتعلقة بالصيانة التي أصبحت تكلف الكثير.
وأشار إلى أن محافظة دمشق أجرت دراسة على أسعار البنزين ورفعت التعرفة وفقاً لذلك، ولكن أيضاً يجب أن تجري دراسة عن أسعار قطع الغيار التي بلغت حد الجنون، فالقطعة التي كان سعرها ألف أصبحت بـ 7 آلاف ليرة، مع صعوبة في العثور عليها.
ونوّه إلى أن سائق التكسي يلجأ إلى التفاوض مع الزبون كون أجرة العداد لا تحاكي المصاريف التي يضعها سائق التكسي، لذا فهو يرفع التعرفة أو قد يلتزم بها وذلك وفق المسافات.
وأكد على أن الدخل الصافي لسائق التكسي لا يتجاوز شهرياً نحو 15 ألف ليرة وربما يزيد قليلاً وهو يعتبر قليلاً في ظل الظروف التي يعمل بها.

رفع أجور التكاسي منطقي؛ ولكن...
بعد عرض السابق، لا بد من الإشارة إلى أن سائق التكسي يتعرض لظروف عمل صعبة أيضاً كما أنه لا يحصل على البنزين بسهولة وقطاع الغيار أصبحت أسعارها محلقة في الأعالي، ويتحمل تكاليف مادية كبيرة، وأصبحت مهنة سائق التكسي ملاذاً للعديد من الأسر المتعطلة، وإن مضاعفة أجرة التكسي في ظل هذه الظروف يعتبر أمراً منطقياً، ولكنه غير منطقي قياساً بدخل المواطن، الذي أصبحت تعرفة أجور النقل العامة من سرافيس وباصات تشكل عبئاً مادياً عليه وتأكل نسب كبيرة من دخله، لذا فإن قرار رفع تعرفة أجور التكسي منطقي ولكن مقارنة مع أجور المواطن يصبح غير منطقي.
يشار إلى أن لائحة الأسعار الجديدة لتعرفة التكاسي أصبحت كالتالي: "30 ليرة فوق المبلغ 13 ليرة الظاهر على شاشة العداد، و60 ليرة في حال أظهر العداد 24 ليرة، و75 ليرة في حال ظهر على الشاشة مبلغ 36 ليرة، و100 ليرة في حال ظهر على الشاشة 47 ليرة، ومبلغ 125 ليرة عندما يظهر مبلغ 58 ليرة على شاشة العداد، و150 ليرة في حال ظهر على الشاشة 69 ليرة، و175 ليرة في حال ظهر على الشاشة 81 ليرة، و200 ليرة في حال ظهر على شاشة العداد مبلغ 92.25 ليرة، و225 ليرة في حال ظهر على الشاشة 103 ليرات، ومبلغ 300 ليرة في حال ظهر على شاشة العداد مبلغ من 106 إلى 150 ليرة.