اللحوم بين مغشوشة وغير مغشوشة.. ومعدة المواطن تأكل الأخضر واليابس

اللحوم بين مغشوشة وغير مغشوشة.. ومعدة المواطن تأكل الأخضر واليابس

الأزمنة

السبت، ٥ أبريل ٢٠١٤

وسيم وليد إبراهيم
لا تكاد الصفحات الإعلامية المحلية تخلو من أخبار تشير إلى عمليات ضبط لمخالفات تجري في مادة اللحوم الحمراء، سواء في دمشق أو في ريفها، حيث أشارت العديد من المواقع الإعلامية إلى أن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك سمير قاضي أمين ضبط أثناء جولة أجراها في أسواق اللحوم بدمشق مخالفات في عمليات ذبح اللحوم، كما أثيرت سابقاً قضية ذبح اللحوم على أرصفة سوق باب سريجة في دمشق، والتي شكلت خطراً محدقاً على السوق من الناحية الصحية والبيئية، وأشار التموين سابقاً إلى أن عمليات الذبح تتم خارج المسالخ وأن هناك الكثير من المخالفات ارتكبت من قبل بعض اللحامين مثل تحويل الأنثى إلى ذكر بالنسبة للخراف، كذلك خلط اللحوم.
وهنا لا بد من طرح سؤال حول هذه القضية: ما هو ردّ اللحامين حيال هذه المخالفات وما هو رد التموين أيضاً حيال هذه المخالفات؟..

جمعية اللحامين: 70% من الذبائح يتم ذبحها في صالة الزبلطاني والباقي في العدوي
بسام درويش عضو جمعية اللحامين في دمشق وعضو حماية المستهلك في دمشق وريفها أكد في تصريحه لـ"الأزمنة"، أن عمليات الذبح كانت تتم خارج المسالخ إلا إنه بعد إنشاء صالة الزبلطاني للذبح بتاريخ 1/12/2013 بدأت عمليات الذبح في هذه الصالة بعد 15 يوماً من تاريخ إنشائها، ولفت إلى إنه حالياً يتم ذبح نحو 70% من الخراف والعجل ضمن هذه الصالة في حين إن باقي العدد يتم ذبحه في بساتين العدوي.
ولفت درويش إلى إنه لدى زيارة وزير التجارة الداخلية لسوق باب سريجة في دمشق لم ينظم سوى مخالفة واحدة، مشيراً إلى أن سوق اللحوم في منطقة الزبلطاني ضمن سوق الهال يتم فيه ذبح الإناث، وهناك مخالفات كثيرة نتيجة صعوبة الوصول إليه بسبب الظروف الراهنة، أما عمليات الذبح في الأسواق فتتم بشكل نظامي.
وعن الغش الذي أثير مؤخراً، أكد درويش أن هناك غشاً في اللحوم ولا يمكن وضع مراقب تمويني على ضمير كل لحام، كما أن مديرية الشؤون الصحية في دمشق لا تقصِّر بعملها حيث يوجد مراقبون في السوق صباحاً ويتم تزويد السوق بمراقبين أيضاً مساء، كما أن دوريات الرقابة دائماً في سوق اللحوم ولكن في المحصلة يمكن القول إنه من الصعب ضبط الغش بشكل كامل.
وأشار إلى إنه تم ضبط العديد من حالات الغش في اللحوم سواء من حيث الخلط أو حتى استخدام الملونات من الدهان أو حتى تحويل الإناث إلى ذكور، وتم أيضاً ضبط لحوم عجل "فاكيوم" فاسدة مبردة.
وعن عدد الرؤوس التي تذبح يومياً في دمشق قال درويش: "يصل عدد الرؤوس نحو ألف رأس تذبح يومياً من الخراف والعجول"، لافتاً إلى أن المادة متوفرة ولكن السوق حالياً يعاني نوعاً من الركود، واستطاع لحم الجاموس أن يغطي نحو 60% من الطلب على اللحوم كونه رخيص الثمن ويصل سعر الكيلو منه نحو 700 ليرة.
ونوّه إلى قضية بيع النقانق والهمبرغر، حيث أشار إلى أن نوعية اللحوم فيها "مشكوكة"، حيث يباع الكيلو بـ300 ليرة فما هي نوعيه هذه اللحوم؟..، وخاصة أن كيلو اللحوم يصل سعره لنحو 900 ليرة، مؤكداً على أهمية إرشاد المستهلك وتوعيته في عملية استهلاكه للحوم من أجل عدم تعرضه للغش من قبل بعض ضعاف النفوس.

تموين دمشق: تنظيم مئات الضبوط بمخالفات اللحوم
بالمقابل أكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق فداء بدور في تصريحه لـ"الأزمنة"، إنه تم تنظيم مئات الضبوط تتعلق بمخالفات اللحوم الحمراء ضمن دمشق، مشيراً إلى أن هذه الضبوط شملت الجمع بين نوعين من اللحوم في نفس محل اللحام، وهذا ممنوع من أجل عمليات الخلط، كما شملت فرم اللحوم وهذا أيضاً ممنوع إلا بحضور الزبون ومشاهدة عملية الفرم أمامه، بالإضافة إلى عدم وجود لحوم مختومة من الرقابة الصحية وغير معروفة المصدر، مؤكداً على أن المديرية كثفت دورياتها على أسواق اللحوم بدمشق حيث يتم تسيير دورية بشكل يومي لهذه الأسواق، كما أن الرقابة الصحية تؤدي دورها حيث ننسِّق معها من أجل ضبط عمليات الغش في اللحوم، كما أننا نركِّز على طلب الفواتير من اللحامين من أجل معرفة كافة التفاصيل عن اللحوم من مصدرها أو إن كانت أنثى أو ذكراً، وركزنا على عملية سحب العيّنات وتحليلها للتأكد من سلامة اللحوم للاستهلاك البشري.
ونوّه إلى أن دوريات حماية المستهلك تنظم بشكل يومي ضبوطاً تتعلق باللحوم تتراوح ما بين 5 إلى 15 ضبطاً، لافتاً إلى أن دوريات حماية المستهلك نظمت منذ بداية العام الحالي ولغاية تاريخه أكثر من 3 آلاف ضبط تمويني شملت جميع المواد والسلع في أسواق دمشق من الخضار والفواكه واللحوم والألبسة...

أين الضمير.. ولماذا الغش؟..
اللحوم التي أصبحت أسعارها محلقة وأصبح استهلاكها ضئيلاً جداً، حيث يُقدر استهلاك دمشق قبل الأزمة الراهنة بنحو 4 آلاف رأس من الغنم بشكل يومي، وحالياً انخفض لنحو ألف رأس فقط، دليل على أن هذه المادة أصبحت من الكماليات لدى المستهلك وهو يحسب لها ألف حساب قبل القدوم على شرائها، ولدى شرائه إياها يفاجأ بأنها مغشوشة للأسف.. وبالطبع عدد الضبوط أكبر برهان عن استفحال الغش في هذه المادة، وللأسف أصبح بعض ضعاف النفوس من اللحامين يقومون بإجراء "لوحات فنية" للحوم فمرة يلونونها ومرة أخرى يخلطونها، ومعِدةُ المستهلك تطحن "الأخضر واليابس" ولا تدري ماذا تأكل إلا بعد أن تصاب بأمراض لا يمكن تخمينها جراء هذه ا"للحوم الفنية"، وبدورنا نؤكد على أهمية أن تكثف الجهات الرقابية من حملاتها على أسواق اللحوم وتمنع هذه الممارسات اللاأخلاقية، مع الاستغراب من أن اللحام يأخذ حقه كاملاً فلماذا يلجأ إلى الغش؟..وهل يعقل أن يتم إطعام المواطن لحوماً غير معروفة المصدر؛ حتى أن بعض المواقع الإعلامية أثارت قضية لحوم الكلاب التي يتم بيعها على البسطات على شكل لحوم مشوية وكباب؟.. فأين هو الضمير؟..