حرصاً على توفير كوادر مؤهلة وفق المعايير الدولية.. وزير الصناعة: التدريب المستمر للنهوض بالصناعة الوطنية

حرصاً على توفير كوادر مؤهلة وفق المعايير الدولية.. وزير الصناعة: التدريب المستمر للنهوض بالصناعة الوطنية

الأزمنة

الأحد، ٩ مارس ٢٠١٤

أحمد سليمان
يشكل تأهيل المراكز الداعمة لوزارة الصناعة باعتبارها الصانع الرئيس والمطور للكوادر البشرية اللازمة لعملية إعادة إقلاع المنشآت الصناعية خلال المرحلة القادمة؛ حيث تتزايد التحديات التي تواجه الوافدين إلى سوق العمل بشكل متسارع عبر العالم خصوصاً في ضوء التطورات الكبيرة في تنوع الاختصاصات ومستويات التأهيل المطلوبة، الأمر الذي أدى إلى ضرورة إثبات مدى كفاءة التدريب لمجموعة متزايدة من الاختصاصات والمهن.
ويأتي هنا دور الجهات المانحة للشهادات للأفراد لتتميز بتقديم هذا النوع من الخدمات بصورة متسعة في الأسواق العالمية، بينما لم يواجه هذا الطلب بصورة ملائمة في السوق السورية نظراً لصعوبة اعتماد الجهات المانحة في سورية سابقاً.. فعلى الرغم من الاحتياجات الكبيرة لسوق العمل السورية لهذا النوع من خدمات المنح حيث تمثل قوة العمل السورية ما تزيد نسبته عن 40 بالمئة من إجمالي عدد السكان، وهناك احتياجات متزايدة لرفع الكفاءة للوافدين السورين إلى أسواق العمل سواء الوطنية أو الخارجية.
 ومن هذه المنطلقات كان لابد من تأهيل مركز تطوير الإدارة والإنتاجية التابع لوزارة ليصبح هيئة مانحة لشهادات كفاءة الأفراد والأنظمة وفق المواصفات العالمية لنظم الإدارة من خلال الدعم الذي أولاه وزير الصناعة كمال الدين طعمة للمركز نظراً لأهميته في توفير كوادر مدربة يمكن أن تنهض بالقطاع الصناعي وقطاع الأعمال في سورية من خلال ما يوفره وبالتعاون مع البرنامج الوطني لتطوير البنية التحتية للجودة في سورية.
ومع اختتام المرحلة الأولى من عملية التأهيل التي بدأت في تموز من العام الماضي واختتمت منتصف شهر شباط الماضي حيث أقام المركز حفلاً للمناسبة أكد خلاله الوزير على أهمية تهيئة وتدريب الكفاءات والكوادر البشرية الوطنية في سبيل تطوير القطاعات الاقتصادية وبخاصة الصناعة الوطنية باعتبارها قاطرة تنمية الاقتصاد الوطني. وأشار الوزير إلى أهمية المراكز الداعمة لعمل وزارة الصناعة لافتاً إلى الدور الذي يقوم به المركز في توفير التدريب والتدريب المستمر لكوادر وفنيي المؤسسات والشركات الصناعية العامة والخاصة لتطوير شركاتهم من مختلف الجوانب الفنية والإدارية والإنتاجية والتسويقية. ونوّه وزير الصناعة بالجهود المبذولة من قبل القائمين على عملية التدريب والتأهيل وبجهود كوادر المركز لاجتياز المرحلة الأولى من عملية التأهيل ليكون أول جهة وطنية مانحة للشهادات للأفراد ووفق المواصفات الدولية وتأهيله للاعتماد وذلك بعد انتهاء المرحلة الثانية من عملية التأهيل خلال الأشهر القليلة القادمة. وبيّن الوزير طعمة أن إنجاز عملية التأهيل للمركز خلال هذه الفترة ورغم الظروف المحيطة يعدّ مثالياً ما يتطلب الاستمرار بهذه العملية وبنفس وتيرة العمل لإنجاز المرحلة الثانية من هذه العملية خلال الفترة المقررة وليأخذ دوره في عملية تأهيل وتدريب الكوادر البشرية العاملة ومنحهم الشهادات المعترف بها دولياً ورفد سوق العمل بها سواء كانت محلية أو عالمية. ودعا إلى الحفاظ على كوادر المركز والكوادر التدريبية والخبرات من خلال الضوابط الأخلاقية والوطنية وتدريب وتأهيل أجيال جديدة لتحل مكان الأجيال التي ستحال على التقاعد بهدف تأمين استمرار عملية التدريب للكوادر البشرية العاملة في القطاعات الاقتصادية والخدمية وتوطين هذه الخبرات.
من جهتها أشارت مديرة المركز وصال حلاق إلى حرص وزارة الصناعة على تأهيل المركز ليتحول إلى جهة مانحة لشهادات الأفراد استجابة لاحتياجات الاقتصاد السوري لافتة إلى أن هذه العملية جاءت من خلال المشروع الوطني لدعم البنية التحتية للجودة الممول من وزارة الصناعة عبر تدريب الكوادر العاملة في المركز خلال الفترة 1/7/2013 ولغاية 15/2/2014، بما يُمكّن هذا المركز من العمل كجهة مانحة للشهادات للأفراد وفقاً للمواصفة الدولية ISO/IEC 17024، بالإضافة لتأهيله للاعتماد وفقاً لهذه المواصفة.
وأشارت مديرة برنامج الجودة رانيا عبد ربه إلى أن عملية التأهيل للمركز كانت تنفيذاً لوثيقة البرنامج الوطني للجودة التي اعتمدتها الحكومة في شهر شباط من العام الماضي مبيّنة أن تنفيذ خطة تأهيل المركز شملت بناء القدرات لإنجاز العمل المطلوب بمشاركة كاملة من كوادر المركز في عمليات بناء نظام الجودة المطلوب إلى جانب تشكيل فرق عمل وتكليفها بمجموعات محددة من المهام وفق خطة العمل والبرنامج الزمني للتنفيذ الذي تم إعداده بناء على عملية تقييم أولي تضمنت مراجعة النظام الموجود في المركز ومقارنته بمتطلبات المواصفة المذكورة أعلاه.

وعرض مسؤول عملية التأهيل الدكتور مروان رجب لمراحل عملية التدريب والدورات التي خضعت لها كوادر المركز وهي إنشاء وتطبيق نظام إدارة الجودة للمشروع كخطوة أولية إلى جانب تدريب كوادر المركز بشكل مكثف من خلال التعاون المباشر مع الاستشاري وتنفيذ مجموعة من ورش العمل التأهيلية حول المواصفات الدولية الخاصة بمنح شهادات للأفراد وبمنح شهادات أنظمة الإدارة، إلى جانب دورة رئيس مدققين.
وفي ختام الحفل تم توزيع الشهادات على الناجحين في هذه الدورات التي أقامها المركز خلال عملية التأهيل.