الكهرباء في درعا.. قطع يومي ومستمرّ لساعات طويلة!!

الكهرباء في درعا.. قطع يومي ومستمرّ لساعات طويلة!!

الأزمنة

الاثنين، ٢٤ فبراير ٢٠١٤

محمد العمر
على ضوء الشمعة والكاز، تقضي معظم الأسر في مناطق مختلفة من درعا، خاصة المنطقة الغربية، ليالي الشتاء المظلمة, بعد أن أصبح انقطاع التيار الكهربائي أمراً يومياً ومتكرراً دون سابق إنذار أو تنبيه، ففي الوقت الذي تُترك فيه أعمدة الإنارة مضاءة حتى سطوع الشمس، يستمر فيه انقطاع الكهرباء داخل القرى والمراكز لأكثر من 15 ساعة, وهناك قرى تقضى أياماً دون كهرباء, الأمر الذي أدى إلى لجوء المواطنين إلى شراء المولدات الكهربائية وأجهزة شحن في سبيل الفوز بساعة أو ساعتي إنارة على الأقل.

وضع الكهرباء مزرٍ...!
يعتبر وضع الكهرباء هذا العام بالمحافظة، أسوأ من العامين الماضيين من حيث الانقطاع المستمر، كما هو حال مادة المازوت تماماً حين كانت متوفرة العام الماضي وبسعر أقل من 70 ليرة سورية بعدما وصل سعر الليتر اليوم إلى أكثر من 200 ليرة سورية، هذا الحال المتكرر من انقطاع التيار الكهربائي جعل الكثير يُقبِل على شراء المولدات الكهربائية، والكثير ممن لا يمتلك المال لجأ إلى شراء الشواحن الصينية التي افتقدتها الأسواق المحافظة هذا العام أيضاً، وصار كل من لديه موظف يعمل بالعاصمة دمشق أو طالب دراسة يجلب له هذه الأغراض، وكثير من المواطنين ممن استثمر الطلب الزائد للشواحن وبات يتاجر بها قادماً بها من السويداء، أو دمشق البعيدة تقريباً حوالي مئة كيلو متر عن درعا المدينة، وصارت هناك أسواق في عدة مناطق تسمى بسوق الكهرباء..

تجار الأزمة...!
حسين الجاموس قال إنه مع زيادة الطلب على مولدات الكهرباء اضطر بعض التجار وهم ما يسمون "بتجار الأزمة" إلى فتح محلات جديدة خاصة ببيع الشواحن والمولدات حتى يتم تغطية السوق وقاموا برفع أسعار المولدات بنسبه كبيرة تتجاوز 30 -40% مستغلين حاجة الناس لشرائها لتخفيف أعباء وتبعات انقطاع التيار الكهربائي المتواصل، مضيفاً إنه وحتى الذين أحوالهم ميسورة راحوا يبحثون أيضاً عن بديل للمولدات نظراً للضجة الناتجة عنها وكذلك التلوث الكبير، حيث درج في الأشهر الأخيرة لدى العديد من الناس استخدام بطاريات السيارات لتوليد الكهرباء عوضاً عن المولدات، وهي كافية لتشغيل تلفزيون ولمبتي توفير فقط، وسيئاتها أنها قد تفور إن تُركت تعمل لفترة طويلة فهي تعمل فقط لمدة 4 ساعات ثم تحتاج إلى شحن، وأشار إلى أن أجهزة البطاريات تلاقي إقبالاً كبيراً من الناس الذين يفضلونها على المولدات المرتفعة الثمن وذات الصوت المزعج من جهة؛ إضافة لكثرة أعطالها من جهة أخرى.
وعلى إثر ازدياد وتنامي الإقبال على شراء الشواحن ومولدات الكهرباء خلال الأزمة، ووفقاً لما أكده محمد الجاويش أحد الباعة ليس فقط رفع الأسعار وإنما أدى إلى حدوث نقص في الأسواق خصوصاً بمولدات الـ 1000 شمعة التي تعتبر الأكثر إقبالاً بالنسبة للمستهلكين كونها قادرة على تغذية لمبة إلى جهاز التلفاز وجهاز اللاقط الفضائي"، مشيراً إلى أن بعض الأنواع من المولدات زاد سعره ما بين العام الماضي والحالي إلى فرق 5000 ليرة سورية.

 ما الفائدة؟؟
شذى ميسر، ربة منزل، هي وغيرها يشتكين من كثرة الانقطاعات المستمرة للكهرباء، متسائلة ما الفائدة من شراء الشواحن والتيار الكهربائي لا يأتي، وتصرخ من ارتفاع أسعار المولدات الكهربائية قائلة: هذه المولدات للأغنياء, وماذا يفعل البسطاء؟، والشموع تتسبب بحرائق في منازلهم، لو غفلوا عنها, وهناك منازل احترقت تماماً بسبب اشتعال النيران في الأوراق بجوار الشموع أو ضوء الكاز, وتضيف: لدي طلاب ثانوية عامة ولا أدرى ماذا افعل؟ كل يوم نفس المعاناة, فعلى مصلحة الكهرباء التنبيه قبل موعد قطع التيار الكهربائي أو إبداء أسباب عن ذلك الانقطاع خصوصاً وأن فصل الصيف على الأبواب..
وقال مروان الرويشد من طفس صاحب مكتبة: إنه اشترى مولداً كهربائياً ليغنيه عن انقطاع الكهرباء، مؤكدًا أن المولد 10 ليتر بنزين يكفى لإنارة المحل على مدى 48 ساعة متواصلة أو متقطعة، إلا أن الأزمة الأخرى التي تحول دون استعماله هي أزمة انقطاع البنزين بين الفترة والأخرى وسعره الذي يصل إلى أكثر من 175 – 25- ليرة سورية، وراحت هذه المادة "البنزين" أيضاً تشق طريقها للتجارة في السوق السوداء وبيعها كمادة مهمة للمواطن في المنزل قبل استعمال السيارة أو الآلية.
وعن أسباب زيادة أسعار المولدات قال الرويشد: إن أسعار المولدات ارتفعت بنسبه كبيرة، مؤكداً أن الفترة المقبلة ستشهد زيادات ملحوظة لأسعار المولدات إذا بقيت الأمور على حالها..!

البحث عن البدائل.!
محمد القاسمي خبير اقتصادي أكد حاجة المواطن الماسة وخلال فترة الأزمة الحالية إلى المولدات أو الشواحن للإنارة خاصة أن كل أسرة لديها من طلاب المدرسة والأطفال الصغار، ناهيك عن حاجة المحلات وخاصة الموبايلات والإلكترونيات للعمل، فانقطاع التيار الكهربائي زاد من الإقبال على البدائل والتعويض عن انقطاع الكهرباء، لكن بالنظر إلى حال الأسر وخاصة في الأرياف نجد أن لدى الكثير عاطلين عن العمل بعدما كانوا يعملون قبل الأزمة، والبديل لإشعال الإنارة يحتاج إلى مصروف يومي لا يقل عن 400-500 ليرة سورية، فالمولدة ذات الاستطاعة المتوسطة تحتاج إلى ليتر بنزين كل ساعتي تشغيل، أي 50 ليرة في ساعتين، الأمر الذي رفضه الكثيرون، معتبرين أن تكاليف ومصروف المولدات غير متناسب مع دخلهم، كما أن المنزل العادي وبحسابات القدرة يحتاج إلى 300 ليرة يومياً على أقل تقدير أي 9000 ليرة سورية شهرياً، مضيفاً: "علينا ألا ننسى أن البلد تمر بأزمة بالنسبة للمحروقات وهو ما لا يمكن فصله عن موضوع مولدات الكهرباء كونها تعمل إما على المازوت أو على البنزين".