لعنة محروقات الأعوام الماضية تلاحق2014 أيضاً

لعنة محروقات الأعوام الماضية تلاحق2014 أيضاً

الأزمنة

الأحد، ١٢ يناير ٢٠١٤

السويداء- فريال أبو فخر
firyal-af@hotmail.com
لخص التصريح الذي أدلى به مدير فرع السويداء للمحروقات الصعوبات التي تعترض عمل الفرع، والمعاناة التي تواجه مواطني محافظة السويداء والتي شملها بتعرض عدد من الصهاريج التي تنقل المشتقات النفطية إلى المحافظة للاعتداءات من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، وخروج بعضها عن الخدمة، واستغلال تجار الأزمات للظروف الحالية، بالإضافة لعدم توفر صهاريج لنقل المشتقات النفطية إلى المحافظة ونواحيها، مقترحاً- ولمعالجة مشكلة نقص المواد البترولية بالمحافظة- إلزام جهات القطاع العام وأصحاب محطات الوقود لاقتناء الصهاريج الخاصة بنقل مواد المحروقات، وتشديد الرقابة على محطات الوقود ومراكز توزيع مادة الغاز من قبل الجهات المعنية، وذلك لمنع التلاعب بمواد المحروقات.

الأعباء المادية في تزايد
من الواضح أن المعاناة والمشاكل والصعوبات التي تواجه مواطن السويداء انتقلت من عام 2013 لتحط رحالها ومنذ اليوم الأول في عام 2014 ليبقى المواطن يقضي أوقاته في البحث الطويل عن أسطوانة الغاز، والوقوف مطولاً في أدوار لا تنتهي ولساعات طويلة دون الحصول عليها في ظل الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي.
أحد المواطنين تساءل من أين لي أن أحمل كل هذه الأعباء في ظل انقطاع التيار الكهربائي وتقنينه الكبير الذي بات مثل الحبل على رقابنا يخنقنا، لم نعد نحتمل كل هذا التقتير والشح عداك عن ارتفاعات الأسعار، لدي أولادي الذين يدرسون في الجامعات بالإضافة إلى ابنتي التي تدرس البكالوريا وجميعهم بحاجة إلى توافر الظروف المناسبة للدراسة، مما يجعلني مجبراً لتأمين ما يحتاجونه عن طريق تأمين مادة البنزين لتشغيل المولدة التي تكلفني مواد وقود إضافية، ولكن الطامة الكبرى أن المادة شبه مفقودة في محطات الوقود، وأضطر أحياناً للوقوف مطولاً عليها مع اصطحاب المولدة لتعبئتها لأنهم يرفضون تعبئة البيدونات خوفاً من المتاجرة بها في السوق السوداء، وبهذا تزداد أعبائي المادية أضعافاً مضاعفة، فمن جهة أريد تأمين متطلبات أسرتي من غذاء ودواء وحاجات من لوازم مدرسية وثياب وأحذية ليضاف إليها هم جديد هو تأمين مادة الوقود لتشغيل المولدة.

استجرار غير قانوني!!
ولكن للمواطن أبو سمير رأي آخر فهو وعلى الرغم من تأكيد المواطن الذي سبقه بأن أصحاب محطات الوقود لا يقومون بتعبئة البيدونات ولهذا يضطر لجلب المولدة معه فقد أكد أبو سمير للأزمنة أن هناك كميات من البنزين يتم استجرارها من الكازيات بشكل غير قانوني ثم يتم بيع الليتر الواحد بأكثر من 200 ل.س، وأضاف: لقد حدث معي شخصياً مثل هذا الأمر عندما أقدم أحدهم وعرض عليَّ 20 ليتراً بقيمة 3000 ل.س وطبعاً كنت مضطراً أن لشرائها لحاجتي الماسة، ومن هنا أقول إن هؤلاء المرتزقة هم أخطر بكثير من الإرهابيين الحقيقيين ويجب محاسبتهم ومعاقبتهم بما يليق بالشخص الخائن لأبناء مجتمعه لأنهم يستغلون حاجة المواطنين ويتعاملون معهم بابتزاز وضمير ميت، فإلى متى ستبقى منظومة الفساد تتحكم بقوت الشعب؟. وإلى متى سيبقى هؤلاء المرتزقة يبتزون ويستغلون دون أي حسيب أو رقيب؟.. وإلى متى سيبقى التلاعب والفوضى والتجاوزات هي الشعار الوحيد للكثيرين والذين لا يتوانون عن فعل أي شيء لتحقيق مصالحهم؛ تساندهم فئة من المسؤولين والذين يستفيدون هم كذلك من هذه العمليات والتجاوزات لتحقيق مصالحهم قبل أن يتركوا كراسيهم.

الانتظار يطول ليصل إلى يومين أحياناً!!
في محافظة السويداء نحن نعاني الأمرّين مقارنة بالعاصمة دمشق والذي يفوق عدد سكانها مدينة السويداء بأضعاف مضاعفة مع كثرة عدد الوافدين- كذلك- والذين يفوقون عدد الوافدين بالنسبة للسويداء، ومع هذا نجد أن الأزمة في السويداء هي أشد وطأة من العاصمة دمشق والتي يقف فيها المواطن من ساعتين إلى ست ساعات، بينما نحن في السويداء أحيانا نضطر أن نقف ليوم ويومين بانتظار وصول المادة، مع أن المشكلة ليست بوصول المادة من دمشق إلى السويداء لأن الطريق آمن، ومع هذا فالأزمة في السويداء دائماً متصاعدة ليبقى المواطن بحالة من الترقب والانتظار لوصول المادة.
وفي السياق ذاته تكلم أحد المواطنين: لا شك بأنه هناك صعوبات تكمن على الطريق الدولي ما بين دمشق وحمص وصولاً إلى المناطق الأخرى التي تمد محافظتنا والعاصمة دمشق بالوقود، ونحن بدورنا نشكر الجيش السوري على تضحياته ودفاعه عن بلدنا وبالتالي تَحمّله للوضع الأمني الخطير الذي واجهه خصوصاً في الشهرين الأخيرين من العام الماضي على طريق حمص دمشق والاشتباكات التي جرت في القلمون والصعوبات التي واجهها أصحاب الصهاريج حيث يعرّضون أنفسهم للموت نظراً لخطورة المادة التي يحملونها وقابليتها الشديدة للاشتعال جراء تعرضها لرصاص القناصين، وعدم ضمان أمن الطريق لتعرض مدينة عدرا العمالية للإرهابيين وصعوبة الحصول على مادة المحروقات نظراً لكونها تعد تجمعاً كبيراً لمواد الوقود، كل هذه الصعوبات نحن نعيها تماما وندرك ونقدر مدى خطورة الوضع، ولكن أتساءل لماذا نتعرض نحن في السويداء لصعوبات تفوق العاصمة دمشق مع أن الحصول على المادة يأتينا من مصدر واحد؟..

يعزون السبب إلى سوء التطبيق
وإذا كانت الجهات المعنية تتحدث دائماً عن أن سبب الازدحام التي تشهده محطات الوقود مرده إلى التخوف الكبير الذي يبديه المواطن لفقدان هذه المادة وبالتالي يبقى هاجسه الوحيد هو تعبئة سيارته ومولداته؛ وبالتالي وجود هذا الازدحام المتواصل على المحطات فإن الكثير من المواطنين يعزون السبب إلى سوء التطبيق فلو كانت محطات البنزين تطلب مادة البنزين بإيقاع منتظم لخفت الأزمة كثيراً؛ لكن بعد أن تنفد كل السيارات من البنزين أكيد ستحصل أزمة.. ومن عبأ من أسبوع أو عشرة أيام وتم الانقطاع بالتأكيد سيطلب التعبئة الآن.. وهكذا.. نحن ندور في حالة من التكرار في حال لم يكن هناك إيقاع منتظم لتلبية حاجة السوق.
كما أن ارتفاع عدد سكان السويداء ومحيطها عموماً بعد توافد الكثيرين من محافظات ومناطق أخرى بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، كل هذه الأسباب مجتمعة شكلت بمجملها تغيراً في مستوى الطلب على مادة البنزين في السويداء، وأدى كذلك إلى ظهور خلل في طرق نقل المادة من مصدرها إلى المدينة، وإلى اختناقات وبالتالي للأزمة التي نشهدها على المحطات..

هل هذه الطلبات وهمية؟
أحد المواطنين ذكر للأزمنة: أحياناً تصل عدة صهاريج محملة بمادة البنزين في اليوم إلى عدد من محطات الوقود مثل محطة سرايا السويداء، محطة الشهباء، محطة ذيب الجودة، محطة اتحاد فلاحي السويداء ومحطة توفيق بلان وجميعها في السويداء ومحطة الشاعر محطة غسان عامر في بلدة عتيل ومحطة عبد الله بلان في بلدة الرحى ومحطة خلدون نصر في بلدة ولغا ومحطة منجد عامر في بلدة أم الزيتون ومحطة هشام عامر في بلدة لاهثة ومحطة مهند عامر في بلدة عمرة ومحطة زياد حمزة في بلدة الغارية، ومع هذا وعندما تصل هذه الطلبات إلى هذه المحطات ونذهب للتعبئة منها فنجد بعضها إما لم تصل مادة البنزين إليها أو أن بعضها مقفل.. ومن هنا تساءل: هل هذه الطلبات طلبات وهمية؟00 وإذا كانت هذه المحطات من ضمن المحطات التي سيصلها البنزين فلماذا لا يتم التوزيع من قبلها؟..‏ بالتأكيد يتم بيع البنزين دون التقيد بالكمية ليضاف إلى أزمة البنزين أزمة بالتنظيم أيضاً في محافظة كانت تتصف ببلد الكرامة والشهامة والصدق الوطني والأخلاقي والتربوي واليوم بهمة القائمين على إدارتها أصبحت محافظة الفساد الإداري والمالي والتجاري وخلق الأزمة وظلم الأسر والعوائل وحرمان الشباب من فرص العمل وعدم احترام المواطن ومحاربتهم بكل أشكال وأنواع القهر والذل والفساد ومتاجرة بالمحروقات ومتاجرة بالمواد الأساسية ومتاجرة بعقود التوظيف ومتاجرة بالأخلاق والضمير والمبدأ، وإلا ما معنى أن تحرم بعض الكازيات من توزيع مادة البنزين ويتم توقيف المحطة بسبب وجود مخزون هائل من آلاف الليترات من البنزين في خزاناتها وتهريب هذه الكميات ليلاً وبعد ذلك يقوم بالعودة للعمل من دون قضاء؟.. وما معنى أن يتم تزويد إحدى الكازيات بمادة البنزين وبعد ليلة وضحاها يرسل طلب للموافقة عليه لعمل صيانة لهذه الكازية موجهة للمحافظة ويتم الموافقة عليه ويتم إغلاق الكازية مع وجود المادة في خزاناته؟.. كل هذه التساؤلات نريد الإجابة عنها وهل وجد بعض المسؤولين والتجار وأصحاب محطات الوقود هذه الأزمة فرصة لهم لكي يغتنوا على حساب هذا المواطن والذي لا يتجاوز دخله بضعة الآلاف والتي يحسب المواطن دخله بالقرش، بينما هم يعملون على تكديس الأموال وتجميدها وليس لحاجتها، وبعد كل هذا ألا يوجد من يوقف هؤلاء عند حدودهم ويحدّ من جشعهم وطمعهم.

منع التجاوزات والمحسوبيات وخلق الصراعات
ونظراً لهذه التجاوزات التي تحدث من قبل البعض وبمساندة خفية من قبل الجهات المعنية بالمحافظة، ولتخفيف الآثار السلبية على الأحوال المعيشية على السكان في محافظة السويداء نتيجة تزايد عدد الإخوة السوريين الوافدين، قال عضو بلجان المواطنة والسلم الأهلي بالسويداء: إيماناً منا بتوحيد الجهود الأهلية والحكومية لتجاوز المأساة التي يمر بها الوطن أصدرنا مبادرة السويداء وعدة نداءات لجمع الطاقات وتنظيم الإبداعات علّنا نوقف الحريق الملتهب ونوقف الدمار والقتل ولهذا قمنا بمناشدة كل وطني مخلص أن يتحرك حسب قدرته لتحقيق زيادة مخصصات المحافظة التموينية من الدقيق ومستلزمات الأفران نظراً للضغط الكبير التي تتعرض له المحافظة بعد تزايد عدد سكانها، وصيانة خطوط الإنتاج المعطلة وإعادة تشغيل الفرن العسكري المتوقف حالياً وتخصيص إنتاجه للجهات العسكرية والقوى الأمنية مع زيادة عدد الأفران ومنح تراخيص جديدة للأفران وتشجيعها وخاصة في الريف لتخفيف الضغط عن المدينة ورفع عدد المعتمدين وزيادة المخصص للموجودين حالياً لتأمين احتياجات المواطن وزيادة ساعات العمل كي تعمل خطوط الإنتاج بكامل طاقتها، وزيادة عدد مخصصات المحافظة من مواد الوقود والمراقبة الجدية على القائمين على الإنتاج والتوزيع ومحاسبة الفاسدين، بالإضافة إلى تنظيم وصول الخبز للعاملين بالدوائر الرسمية ومنع التجاوزات والمحسوبيات وخلق الصراعات أو هدر الوقت للمواطن، وهذه قناعتنا فسلامة الأداء ستعزز من الثقة وتحد من المعاناة اليومية التي يواجهها المواطن في الحصول على جميع متطلباته إن كان من السلع الغذائية أو مواد الوقود بمختلف أشكالها لتأمين حاجياته.

لحظات عصيبة!!
أثناء كتابة هذا التحقيق كانت السويداء تفتقد للكهرباء على مدار 4 أيام نتيجة ضرب الخطوط التي تغذي محطات التوليد الكهربائية، حالة يرثى لها يعيشها السكان وحسب تعبير أحدهم أننا لم نمر بهذه اللحظات العصيبة منذ بداية الأزمة، الغاز مفقود وقد رأيت بأم عيني كيف تطبخ إحدى الأمهات على موقدة المازوت مبررة ذلك بعدم وجود مادة الغاز وانقطاع الكهرباء مما جعلها تستهلك الكثير من مادة المازوت لتسيير شؤون منزلها وأطفالها وأضافت: هذه الكمية التي استهلكتها للطبخ وعلى مدار 4 أيام كان بإمكاننا توفيرها واستهلاكها للتدفئة لعدة أيام في ظل عدم توافر هذه المادة أيضاً فالـ 200 ليتر التي تم توزيعها علينا لا تكفي إلا لوقت محدود.  في جميع أحياء السويداء يكتبون العرائض لتأمين مادة لغاز فماذا تكفي 100 أسطوانة لحي يقطنه آلاف العائلات؟..

كلمة أخيرة
المشكلة أن كل تلك المشاكل أصبحت مألوفة بالنسبة للجميع والجهات المعنية والتي من المفروض أن تكون مسؤولة عن حل تلك المشاكل لا تجد لها حلاً أو يمكن لا يوجد حل لا نعرف!! تتراكم الأزمات من عام إلى عام.. مشاهد الطوابير باتت هي السائدة الآن على محطات الوقود، كتابة العرائض للحصول على مادة الغاز من جميع أحياء السويداء أصبحت الشغل الشاغل لأبناء هذه الأحياء، الآن وأنا أكتب خاتمة تحقيقي أسمع جارنا على درج البناية يقول: لقد وقّع جميع أبناء الحي على هذه العريضة وبقي البعض منهم وسنذهب إليهم، وأخيراً نقول تراكمت الأزمات والمشكلات وتراكمت معها الوعود بحل كل هذه المشاكل العالقة واللعنات، والتي على ما يبدو تلاحقنا من عام إلى عام....