التهاب الجفن القيحي "الجنجل"

التهاب الجفن القيحي "الجنجل"

الأزمنة

الأربعاء، ٦ يوليو ٢٠١١

في السنتين الماضيتين تعرض بلدنا لجائحة الفيروس الغدي، ولا تزال موجودة والإصابات كثيرة...
وكثيراً ما تصاب العين بالالتهابات وأكثر هذه الإصابات في التهابات الملتحمة الجرثومية والفيروسية مثل التهاب الملتحمة الجرثومي البسيط، التهابات الملتحمة الفيروسية، والتهاب الجفن القيحي، وهو الجنجل كما يُطلق عليه العامة..
وعن الفيروس الغدي والبردة والجنجل الذي يعتبر من أكثر الالتهابات البكتيرية للعين انتشاراً وعن الالتهابات الجرثومية سيحدثنا الدكتور عبد العزيز بويضاني الاختصاصي بأمراض العين وجراحتها من خلال هذا اللقاء...
* كثيراً ما تصاب العين بالتهابات.. ما هي هذه الالتهابات؟
- تصاب العين بالتهابات جرثومية، وأكثر هذه الإصابات في التهابات الملتحمة الجرثومية والفيروسية هي:
1- التهابات الملتحمة الفيروسية: تترافق الإصابة بـ(الفيروس الغدي) وتتراوح شدة الإصابة من إصابة خفيفة إلى إصابات متوسطة وشديدة وخطرة جداً، يمكن انتقالها خلال النفس أو المفرزات العينية، ويمكن أن تنتقل للمرضى الأصحاء من الأدوات الطبية العينية أثناء الفحص من إنسان لآخر وذلك في العيادات العينية ومدة الحضانة من 4-12 يوماً، تستمر الإصابة بهذا المرض حوالي 12 يوماً. لذا على طبيب العينية غسل الأيدي والأدوات التي يفحص بها المرضى المصابين. وفي المشافي يجب عزل هؤلاء المرضى.
والجدير بالذكر بأن بلدنا تعرّض في السنتين الماضيتين لجائحة الفيروس الغدي، ولا تزال موجودة، والإصابات كثيرة. وقد تصاب القرنية بـ80% من الحالات مسببة تدهوراً دائماً في الرؤية. والمعالجة غير مجدية وتكون فقط مهدئة للأعراض. وتشفى عفوياً خلال أسبوعين. والاختلاطات العينية بالتهابات القرنية تكون على أنواع، منها التهاب قرنية نقطي ويحدث بعد 7-10 أيام من الإصابة، وتشفى خلال أسبوعين.
2- التهاب الملتحمة الجرثومي البسيط: وهو شائع، يشفى عفوياً، يصيب الأطفال كثيراً، ويتظاهر باحمرار وحرقة وألم ومفرزات غزيرة من الملتحمة وتلتصق الأجفان صباحاً. وقد تتوذم الأجفان وتكون الإفرازات قيحية. ويشفى عادة بدون علاج خلال 10 -14 يوماً، ومن المهم جداً تنظيف الأهداب والأجفان من المفرزات. وتعالج بالمضادات الجرثومية على شكل قطرات عدة مرات نهاراً (كل ساعتين)، ومرهم قبل النوم.
3- التهاب الجفن القيحي: وهو الشعيرة، والذي يدعى بالعامية (الجنجل).
* هل تحدثنا عن الجنجل؟
- هو الشعيرة ويسمى (الجنجل) عند العامة، وهو عبارة عن التهاب بكتيري في بويصلة شعر رموش العين، ويعتبر من أكثر الالتهابات البكتيرية للعين انتشاراً. حيث يظهر على حافة الجفن العلوي أو السفلي للعين على هيئة نتوء متورم أحمر اللون، يترافق مع مفرزات قيحية، وهو مؤلم ومزعج. نسبة الإصابة متساوية في الإناث والذكور، يصيب مختلف الأعمار، لأنها إصابة جرثومية.
* ما أسبابه؟
- البكتريا تصيب الغدد الدهنية الموجودة في حافة جفن العين مكان التقاء رموش العين بالجفن. والجنجل خراج ناجم عن التهاب جرثومي حاد للداخل ويسمى جنجل داخلي، وتكون الإصابة في هذا النوع بغدد ميبوميوس، ويكون التبارز أشد إلى الخارج ويسمى جنجل خارجي وذلك لأنه يصيب الغدد الملحقة بالأهداب.
والبكتريا المسببة لحدوث الجنجل تتواجد في الجلد بصورة طبيعية، دون التسبب في إحداث أية أذية، إلا إذا حدث إصابة للجلد، كذلك تتواجد في الأنف وتنتقل بسهولة إلى العين. فملامسة الأيدي لمخاط الأنف ثم فرك العين بعدها تعتبر إحدى الطرق المنتشرة لنقل البكتريا وإصابة جفن العين.
* ما هي أعراضه؟
- نتوء صغير (تورم) على حافة جفن العين السفلي أو العلوي، أحمر اللون ومؤلم خاصة عند ملامسته. ويكون التورم كبيراً في حالة الجنجل الداخلي، أما الجنجل الخارجي فيكون التورم صغيراً، وتشاهد بقعة قيحية عند جزر الهدب. وقد يحتوى على رأس بيضاء أو صفراء اللون وهذا يعنى احتواؤه على صديد. تدميع مستمر للعين المصابة، مع احمرار في حافة جفن العين. وشعور مزعج بعدم الارتياح عند فتح وغلق جفن العين. والإحساس بوجود حبيبات رملية صغيرة خشنة بالعين.
* وماذا عن العدوى والوقاية منها؟
- يعتبر الجنجل مرضاً معدياً حيث يمكن أن تنتقل البكتريا المسببة له بسهولة إلى العين الأخرى لنفس الشخص المصاب أو إلى شخص آخر وذلك بلمس العين المصابة، وعدم غسيل الأيدي وحك العينين باستمرار بالأيدي الملوثة، وعند مشاركة استخدام المناشف. وللوقاية نؤكد على الاهتمام بالغسيل المتكرر للأيدي، غسيل الوجه 2 – 3 مرات يومياً على الأقل، عدم استخدام أدوات مكياج العين، والعدسات اللاصقة حتى يتم الشفاء تماماً، وعدم المشاركة في المناشف.
* هل تنصح بضغط النتوء أو عصره لازالته؟
- الجنجل يتشكل ويتطور بشكل تدريجي حتى يحدث تورم مؤلم ثم يتفرغ محتوياته وتزول الإصابة بشكل تلقائي ولا يُنصح بضغط النتوء أو عصره بشدة. لأن ذلك قد يحدث توسع الإصابة. والجنجل ليس خطيراً ويشفى تلقائياً.
* وكيف يحدث توسع الإصابة؟
- قد تنتشر الإصابة إلى الملتحمة عند فرك العين الشديد، أو ضغط النتوء حيث تحدث إفرازات مخاطية شديدة من الملتحمة، ولكنها تزول بالمعالجة.
* وهل تؤثر الإصابة على الرؤية والأهداب؟
- كما ذكرنا.. الجنجل إصابة جرثومية بالمكورات العنقودية، ويسبب تشوش رؤية ضعيف عند حدوثه، ويزول التشوش بعد زوال الإصابة. في الحالات الشديدة والمزمنة في حافة الجفن عند ضعيفي البنية قد يؤدي إلى تساقط أهداب موضعي دائم.
* وما هي التأثيرات الأخرى؟
- إن إصابة بالجنجل مع ما تسببه من ألم موضع بالعين وتشوش بسبب صغر المقلة الناجم عن تورم الجفن، تسبب إرباكاً للمصاب بسبب التغيّر غير اللائق بشكل عين المصاب وخصوصاً لدى الإناث.
وإهمال المعالجة أو المعالجة الخاطئة، قد تسبب آثاراً غير مرغوب فيها مثل انتشار الإصابة إلى الملتحمة أو تعدد الإصابات أو الإزمان.
* وهل الإصابة تعطي مناعة؟
- الإصابة بالجنجل لا تعطي مناعة، وقد تتكرر الإصابة مرات عديدة.
* والمعالجة؟
- الجنجل الداخلي غالباً ما يشكل تورماً كبيراً، ويحتاج لشق جراحي مع معالجة موضعية، وبالطريق العام بالمضادات الحيوية وتشفى الإصابة غالباً بعد عدة أيام. أما في حالة بقاء بعض البقايا يمكن تجريفها جراحياً فيما بعد.
أما الجنجل الخارجي فنكتفي بإزالة الهدب المصاب والكمّادات الحارة والمضاد الحيوي الموضعي حيث تزول الإصابة بعد عدة أيام.
* سمعنا عن البردة.. ما هي؟
- البردة عبارة عن تورم غير مؤلم على حافة الجفن وهي إصابة مزمنة عقيمة (غير جرثومية)، وهذا التورم ناجم عن انسداد في قناة غدة ميبوميوس، مما يؤدي إلى تجمع المفرزات الدهنية للغدة وتوسعها لتشكل كتلة كيسية. وهي تصيب كل الأعمار، وغالباً ما تكون متعددة.
* ما علاجها؟
- علاج البردة يكون أولاً بحقن الستيروئيدات ضمن الكتلة المتورمة، وإذا لم يحصل تحسن نعيد الحقن بعد أسبوعين، وإذا لم تشفَ يجب إجراء تجريف جراحي، وعند تكرار الإصابة بالبردة فيمكن إعطاء عقار التتراسكلين بشكل حبوب لعدة أشهر لمنع تكرار الإصابة.
* وما هي النصائح الطبية لعدم الإصابة بالجنجل والبردة؟
- إن الاهتمام الصحي بالعين يكون بالابتعاد عن التعرض للأجواء الملوثة، وذلك بوضع الواقي العيني أو النظارات الواقية في كل المهن التي تؤدي إلى تلوث العين، والأعمال الشائعة لطب الأسنان، والأعمال الأخرى التي تتطاير فيها المواد الملوثة لتدخل إلى العين مثل الحدادة، والابتعاد عن المياه غير النظيفة والملوثة. وكذلك يجب عدم فرك العينين بشدة، والتخفيف من وضع المواد والمساحيق التجميلية، والتقليل من لبس العدسات اللاصقة، والاهتمام بنظافة الأيدي والمناشف، ويجب ممارسة الرياضة، وعدم الإفراط بالطعام وتنظيم وجباته، وتجنّب السهر المديد. لأن ذلك يضعف مقاومة الجسم، ويعرضه لهجوم الجراثيم.
وفاء حيدر