ارتفاع كبير بأسعار زيت الزيتون وإقبال ضعيف على الشراء..تخبط سوق زيت الزيتون السوري وانسياقه وراء إشاعات وهمية!؟

ارتفاع كبير بأسعار زيت الزيتون وإقبال ضعيف على الشراء..تخبط سوق زيت الزيتون السوري وانسياقه وراء إشاعات وهمية!؟

الأزمنة

السبت، ٣٠ يوليو ٢٠١٦

الأزمنة| بسام المصطفى
موسم الزيتون لهذا العام أكثر من جيد بحسب الكثير من المعطيات وهذا ما دفع الكثيرين للتفاؤل بانخفاض أسعار زيت الزيتون وذلك قياساً على مبدأ العرض والطلب. وبحسب تصريح لوزير الزراعة المهندس أحمد القادري، أوضح أن إنتاج سورية من الزيتون بلغ 1.1 مليون طن قبل الأزمة، وحلت سورية في المرتبة الرابعة عالمياً والأولى عربياً في إنتاج الزيتون، والذي تراجع إلى أقل من النصف العام الماضي. توقعات مصادر رسمية أشارت إلى أن الإنتاج سيتراوح بين 175 و 200 ألف طن، والمعروف أن استهلاك السوق المحلية لا يزيد على 90 ألف طن، إذاً ثمة فائض من زيت الزيتون حوالي 120 ألف طن ومع هذا فإن أسعار زيت الزيتون لم يطرأ عليها أي انخفاض وهي تعادل أسعار العام الماضي الذي شهد شحاً في الإنتاج وزيادة في الطلب لا بل إن أسعار هذا العام تزيد على أسعار العام الماضي حتى تاريخه..‏
وتبقى المفارقة المرّة في سوق الزيت السوري تتمثل بعدم انخفاض أسعار المبيع مقارنة بزيادة الإنتاج،وهذا ما يثير مجموعة من التساؤلات حول الحلقة المفقودة في قطاع الزيت،ومن المستفيد من فوضى عمليات الإنتاج والتسويق؟ ومن سيعمل على ضبط سيرورة العملية برمتها؟ وأين أصبح مصير مجلس الزيت والزيتون المنتظر؟
                            إقبال ضعيف على الشراء
أشارت التقارير، إلى أن تنكة الزيت تباع حالياً في دمشق بسعر يتراوح بين (22-25) ألف ليرة، ونسبة الإقبال على شرائه قليلة جداً، بسبب نقص السيولة المالية لأكثر من 70 بالمئة من سكان العاصمة دمشق.أما في ريف حماة الغربي، وهو من المناطق الرئيسية المنتجة للزيتون، فتباع حالياً تنكة زيت الزيتون بسعر 18 ألف ليرة. إذا ثمة ارتفاع واضح في أسعار زيت الزيتون يتفق عليها كل من المستهلك المحلي وأصحاب المعامل ومصدري الزيت ولا أحد يبرر أسباب هذا الغلاء رغم أن جميع المؤشرات تستوجب أن يلمس الجميع انخفاضاً في الأسعار نظراً لوفرة الإنتاج وعدم زيادة الطلب عليه!!. أما سبب عدم الاستجرار فهو ارتفاع الأسعار وإصرار هؤلاء على البيع بسعر يوازي لا بل يفوق أسعار العام الماضي رغم البون الشاسع بكميات الإنتاج وما يفترض أن تعكسه هذه الحالة من انخفاض سعري يلمسه الجميع وبمناسبة الحديث عن وفرة زيت الزيتون لهذا العام، فالحديث يأخذ صفة الشمولية والعمومية، فقد علمنا من مصادر مختلفة أن موسم الزيتون جيد ومتميز في معظم الدول المنتجة له.‏ وبرر منتجو زيت الزيتون ارتفاع الأسعار بزيادة تكاليف الإنتاج، بدءاً من اليد العاملة وانتهاءً بتكاليف العصر والنقل، إذ وصلت تكلفة إنتاج الكيلوغرام الواحد من الزيت عصر فقط إلى 20 ليرة، إلى جانب تدني إنتاج السويداء من زيت الزيتون. وحسب تقديرات المختصين في القطاع الزراعي فإن سعر كيلو زيت الزيتون هذا العام يتراوح بين 800 ليرة إلى ألف ليرة سورية، حيث سيكون سعر صفيحة زيت الزيتون للنوع الجيد بين 18ـ 22 ألف ليرة للنوع الممتاز. وبذلك يكون سعر زيت الزيتون مرتفعاً للعام الثاني على التوالي، بعد أن شهد العام الماضي ارتفاعاً كبيراً عن الأسعار التي كانت رائجة سابقاً، حيث وصل سعر صفيحة زيت الزيتون العام الماضي إلى 13 ألف ليرة سورية، ورغم هذا الارتفاع في السعر على جيب المستهلك الذي يعاني من ارتفاع أسعار جميع المواد، فإن مبيع زيت الزيتون بالنسبة للفلاح لا يعتبر رابحاً، وهو بالحد الأدنى يخرج بتكاليف إنتاجه إن لم يكن خاسراً. وفي تفاصيل تكلفة إنتاج كيلو زيت الزيتون كحد أدنى بـ200 ليرة سورية للنوع الجيد للأكل أو للعصر، ويكلف عصر كيلو الزيتون في المعصرة 10 ليرات سورية، يضاف إليها تكلفة نقل 5 ليرات سورية، وبذلك يكون ثمن طن زيتون للعصر 200 ألف ليرة سورية يضاف إليها 15 ألفاً تكاليف نقل وعصر للطن الواحد، يكون المجموع 215 ألف ليرة سورية للطن الواحد من الزيتون، فإذا كان الزيت المستخرج من طن زيتون بنسبة 20 % كحد وسطي، فإن طن الزيتون ينتج 200 كيلو زيت زيتون، وبالتالي يكون ثمن كيلو الزيت الواحد 1075 ليرة سورية، لم يضف إليها تكاليف القطاف وحراثة الأرض لكون أغلبية مزارعي الزيتون يقومون بقطاف الزيتون بأنفسهم كعمل عائلي ويحرثون الأرض بأنفسهم ويقلمون الأشجار بأيديهم، ولكن من الضروري معرفة أن أجرة اليد العاملة لقطاف الزيتون هي ألف ليرة سورية باليوم الواحد، وأجرة ساعة الحراثة لجرار صغير هي 3 آلاف ليرة سورية في الساعة، وأن دونم زيتون يتسع لثلاثين شجرة يحتاج لساعتين حراثة، بما يعادل 6 آلاف ليرة سورية للدونم الواحد.
                                زيت الزيتون في المخازن
وأوضح عدد من أصحاب المعاصر ومنتجي زيت الزيتون أن الكميات الكبيرة من زيت الزيتون في مخازنهم ومع ذلك فهم مصرون على أسعار العام الماضي مع زيادة وعند سؤالهم عن سبب ذلك..ألمح بعضهم إلى وجود عقود تصدير مستقبلية أبرمتها الحكومة مع دول كثيرة وهم بانتظار تنفيذ هذه العقود، وقد أكد الجميع أن أسعار زيت الزيتون لهذا العام مرتفعة ولا تتناسب مع كمية الإنتاج وجاءت مخالفة لكل التوقعات. من جانبه أعلن عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الحرفيين والمشرف على جمعية عصر الزيتون في محافظة طرطوس بسيم كباس أن مادة زيت الزيتون حافظت على أسعارها المرتفعة خلال هذه الفترة من العام، مشيراً إلى أن موسم قطاف الزيتون لم يبدأ بعد حيث تستعد المكابس لعصر ثمار الزيتون. وأشار كباس إلى أن الصفيحة الواحدة من زيت الزيتون وللنوع الجيد تباع بين 13-15 ألف ليرة، وزن 16,5 كغ، بينما وصل سعر البيدون من زيت الزيتون وزن 18كغ للنوع الجيد، بين 15-16 ألف ليرة، وبين 17-18 ألف ليرة للنوع الممتاز إن وجد.
                                 
 
                                        الفلاح خاسر
وبيّن رئيس اتحاد غرف الزراعة السورية المهندس محمد كشتو أنه على الرغم من ارتفاع سعر زيت الزيتون هذا العام إلا أنه يعتبر خاسراً بالنسبة للفلاح مقارنة مع ارتفاع تكاليف الشحن والعصر وباقي عمليات الإنتاج للزيت، يضاف إلى ذلك خسارة القيمة المضافة نتيجة أن عمليات بيع زيت الزيتون في أسواقنا تتم بطريقة «الدوغما» وهي غير مجدية اقتصادياً ولا تحقق مكاسب للفلاح، في حين المتعارف عليه عالمياً أنه يباع زيت الزيتون بعد خضوعه لعمليات فلترة وتعبئة بمواصفات ومقاييس عالمية. وأشار كشتو إلى أن مشروع بنك زيت الزيتون الذي تم الاتفاق على إنشائه بين اتحاد غرف الزراعة السورية واتحاد المصدرين السوري ما زال قائماً ولكن تم التريث بإنشائه نتيجة لظروف الأزمة التي تمر بها البلد، حيث كان مقرراً في البداية إقامة المقر الرئيسي له في محافظة إدلب، ولكن نتيجة خروج مناطق مهمة في إنتاج الزيتون وخاصة في ريفي إدلب وحلب، فقد تم التريث بإقامة المشروع، لكونه أسس لدعم الفائض من الإنتاج، ولكن ما يتم إنتاجه حالياً يغطي حاجة السوق المحلية فقط.
                               تخبط سوق الزيت
أحد أصحاب معامل الزيت الخاصة أشار في تصريح له إلى تخبط سوق زيت الزيتون السوري وانسياقه وراء إشاعات وهمية وتلاعب عدد من الأفراد به في الوقت الذي يفترض أن تحكمه بورصة أصولية.. أما أسعار زيت الزيتون لهذا الموسم فقد وصفها بالوهمية الخيالية.. كما أشار إلى أنهم كمعمل يستجرون سنوياً بين 4 و 5 أطنان من زيت الزيتون ولكنهم هذا العام لم يستجروا شيئاً لأن الأسعار الحالية غير منطقية ولا تتناسب مع عقود التصدير كما لا تتناسب مع أسعار الدول المجاورة، وتساءل ما الذي يدفع أي مستورد خارجي لشراء الزيت السوري بسعر يزيد عما يمكنه الحصول عليه من بلد آخر..‏ وأضاف: وهذا الأمر له منعكساته السلبية الكثيرة على المعامل والمنتجين والعمال والاقتصاد الوطني بشكل عام لأن زيت الزيتون قد دخل قائمة المنتجات الإستراتيجية الداعمة للاقتصاد الوطني ولا يجوز أن يكون سعره وواقعه عرضة لتكهنات وإشاعات وقرارات فردية غير مدروسة..‏
                                                معلومات
أدت عمليات تصدير زيت الزيتون السوري إلى بلدان الخليج العربي وأوروبا إلى مضاعفة سعره خلال فترة زمنية قصيرة جداً.
إنتاج السويداء من الزيتون تراجع هذا الموسم فلم يتجاوز بحسب إحصائية “مديرية الزراعة” 4 آلاف طن.
تشير التوقعات إلى أن إنتاج إسبانيا من زيت الزيتون سيصل هذا العام إلى مليون و200 ألف طن ..
سعر تنكة زيت الزيتون قبل مارس/ آذار 2011، كان يتراوح بين (2500-3000) ليرة، وسعرها حالياً، حسب خبراء بزيت الزيتون، طبيعي جداً، باعتبار أن كل مادة غذائية تضاعف سعرها 10 أضعاف.