تعمل في ظروف ضاغطة..مؤسسة الإسمنت.. المحافظة على الشركات القائمة ومتابعة تطوير القدرات

تعمل في ظروف ضاغطة..مؤسسة الإسمنت.. المحافظة على الشركات القائمة ومتابعة تطوير القدرات

الأزمنة

الثلاثاء، ١٥ سبتمبر ٢٠١٥

أحمد سليمان
لم تشكل الظروف الأمنية المحيطة بعمل شركات الإسمنت وحدها العامل الرئيس في توقف بعضها عن العمل والإنتاج وتراجع كميات إنتاجها، بل ثمة ظروف أخرى تعد أكثر خطورة وتأثيراً في عمل الشركات منها ما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد وعدم توافر المواد والقطع اللازمة وحوامل الطاقة وارتفاع تكاليفها وتكاليف النقل وغيرها ما جعل أكثر نصف الشركات تتوقف مع تعرض بعضها للسرقة والنهب كشركات حلب الأمر الذي دفع بالمؤسسة العامة للإسمنت ومواد البناء إلى إعادة ترتيب أولوياتها.
 والأولويات كما يوضحها المدير العام للمؤسسة محسن عبيدو في تصريح خاص هي المحافظة على ما تبقى من شركات وتطوير قدراتها الإنتاجية والاستفادة ما أمكن من القطع التبديلية من الشركات المتوقفة لاستمرار العمل في نظيراتها العاملة لتوفير جزء من احتياجات السوق المحلية وتوفير عوامل استمرارية العمل وإجراء التطوير اللازم لخطوط الإنتاج بهدف رفع طاقتها الإنتاجية ومتابعة تنفيذ عقود التطوير الموقعة سابقاً.
 ويشير تقرير المؤسسة الإنتاجي إلى أن شركة إسمنت طرطوس أنتجت من مادة الكلنكر وهي مادة الإسمنت قبل الطحن نحو 127372 طناً خلال النصف الأول من العام الحالي وبنسبة تنفيذ بلغت 38 بالمئة وذلك بسبب الصعوبات المتمثلة بمعاناة الخطوط الثلاثة (الأول – الثاني – الثالث) في الشركة من عدم استقرار في العملية الإنتاجية وذلك بسبب التوقفات المتكررة نتيجة الأعطال المستمرة وحاجة الأفران إلى إزالة التشوهات والقص لبعض المقاطع المشوهة والمعايرة إلى جانب الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي ما ينعكس سلباً على حالة معداتها وإنتاجية أفرانها وزيادة استهلاكها من القطع التبديلية ومستلزمات الإنتاج وانخفاض توريدات الفيول إلى الحدود الدنيا الأمر الذي أدى إلى وصول المخازين إلى الصفر في بعض الأحيان حيث إن الحاجة الفعلية اليومية تقدر بـ (450 طناً). ويشير التقرير إلى أن مجموعة فرعون التي تقوم بأعمال التطوير بموجب عقد وقع سابقاً وتم تجديده من أشهر بمتابعة إجراءاتها وتحضيراتها اللازمة لإجراء الصيانات لبقية خطوط الإنتاج ومتابعة تنفيذ العقد من أجل الوصول إلى الطاقة الإنتاجية المتفق عليها عقدياً والبالغة /2150000 / طن إسمنت في نهاية العقد لافتاً إلى أن الخطوط الثلاثة تعمل بطاقة إنتاجية منخفضة لعدم استقرار العملية الإنتاجية بسبب حاجة هذه الأفران للقص وتركيب حلقات بديلة وإجراء المعايرات مع استمرار العمرة الشاملة للفرن الرابع وإجراء قص وتركيب حلقات أسطوانية بطول 38 متراً من جسم الفرن وإجراء صيانة شاملة لكامل الخط الإنتاجي وإن الفرن حالياً في حالة عمل وبطاقة إنتاجية جيدة مع وضع ساحة التجانس في العملية الإنتاجية والمباشرة بإجراء الصيانة الشاملة للفرن الأول. أما ما يخص الشركة السورية لصناعة الاسمنت ومواد البناء بحماه فإنها أنتجت 185440 طناً من الكلنكر وبنسبة تنفيذ 60 بالمئة وهي تعاني من صعوبات تتعلق بانخفاض توريدات مادة الفيول الأمر الذي أدى إلى نفادها ما أدى إلى توقف للخط الثاني في الشركة مدة 76 يوماً بما يعادل فوات إنتاج يصل 61000 طن خلال النصف الأول من العام 2015 بالإضافة إلى توقف للخط الثالث مدة 70 يوماً بسبب نفاد مادة الفيول فوصل إنتاج نحو 210000 طن خلال النصف الأول من العام 2015 مع انخفاض تزويد الشركة بالطاقة الكهربائية اللازمة. ويشير تقرير الشركة إلى أن الخط رقم/1/ متوقف عن الإنتاج وينحصر تشغيله على ضوء طلب اسمنت مقاوم وهو في حالة جاهزية للعمل فيما الخط رقم/2/ الخط متوقف بسبب عدم توافر مادة الفيول وهو في حالة جاهزية فنية وإنتاجية للعمل فور توافر الفيول والخط رقم /3/ في حالة عمل وإنتاج
أما شركة شركة عدرا لصناعة الإسمنت فقد أنتجت 152372 طناً من الكلنكر وبنسبة تنفيذ 75 بالمئة وهي تعاني حالياً من نقص شديد باليد العاملة ونقص في الخبرات وصعوبة في تأمين مستلزمات الإنتاج وعدم كفاية الاعتمادات المالية لتغطية النقص في اليد العاملة /عمل إضافي / وانقطاعات التيار الكهربائي وتخفيض التزود بالاستطاعة اللازمة لتشغيل خطوط الإنتاج من 25 ميغا واط إلى 5 ميغا واط والتي لاتكفي سوى تشغيل آلة التعبئة وبعض الأقسام وأن خطوط الإنتاج في الشركة متوقفة حالياً بسبب الاعتداء الإرهابي على خط الغاز. ورفعت المؤسسة عدداً من المقترحات لتجاوز العديد من المشكلات التي تواجهها مثل تبسيط الإجراءات المتبعة لتأمين مستلزمات الإنتاج والقطع التبديلية الأساسية للعملية الإنتاجية من خلال استثناء صناعة الاسمنت من ضغط النفقات المتعلقة بمستلزمات الإنتاج والقطع التبديلية على ضوء القوانين الناظمة للمستودعات والطلب من الجهات الوصائية التدخل لدى الجهات المعنية لوضع صناعة الاسمنت من ضمن أولوياتها لتزويدها بمادة النفط (الفيول) واستثنائها من التقنين الكهربائي لكونها من الصناعات الاستراتيجية وذلك من أجل تحقيق الاستقرار في عمل الأفران أو إعطاء الصلاحية باستيراد مادة الفيول. ودعت المؤسسة إلى إعادة تأهيل وتطوير معظم خطوط الإنتاج في الشركات التابعة بسبب قدم تكنولوجيا تلك الخطوط والحاجة إلى تطويرها وذلك بهدف رفع طاقاتها الإنتاجية ولحظ الاعتمادات اللازمة لبدائل الطاقة وإلزام مؤسسة عمران بتسديد ديونها المتراكمة على شركات الإسمنت التابعة والبالغة على سبيل المثال لا الحصر الشركة السورية بحماة وحدها 3.5 مليارات ليرة سورية.