هوس البعض.. رغم الأزمة ..فخامة الجوال لا بدَّ منها !!

هوس البعض.. رغم الأزمة ..فخامة الجوال لا بدَّ منها !!

الأزمنة

الاثنين، ٧ سبتمبر ٢٠١٥

الأزمنة – مجد سليم عبيسي

رغم الضائقة المادية التي قد يعاني منها كثير من الشباب يقومون بتغيير جوالاتهم أو هواتفهم النقالة كل فترة نظراً لظهور الأحدث في السوق، ومن المعروف أن الأجهزة التكنولوجية تباع بأسعار منخفضة إذا ما كانت مستعملة، ولكن الأزمة غيرت المتغيرات نفسها حتى بات المستعمل عزيزاً.. هذا ويوجد على الجانب الآخر الكثير من الناس الذين يرغبون في اقتناء الجولات الحديثة والمستعملة استعمالاً بسيطاً (غير متهالكة) نظراً لأنها تكون بسعر أقل قليلاً من الجديد، ولرواج هذا السوق وتسهيل العمل به تطورت أساليب الدعاية الفردية لتصل أسواق مفتوحة عبر الإنترنت والتي زادت بنسبة كبيرة من أعداد المتعاملين في كلا الاتجاهين.
 
تجارة جوال المستعمل:
شهدت محال بيع أجهزة الجوال دخول عدد من المواطنين كـ "منافسين" لهم في بيع وشراء الأجهزة المستعملة بشكل خاص، وتشير تقديرات بعض الخبراء إلى أن حركة سوق الجوال (جديد ومستعمل) في سورية تقدر -رغم الأزمة- بنحو 3 ملايين جهاز سنوياً، بحركة نقدية لا تقل عن 15 مليار ليرة سورية.
خالد.. شاب سوري يدرس سنة أولى اقتصاد، اقتناء الجوالات الحديثة كانت "سوسته" منذ عدة سنوات وقد كلفته الكثير من النقود فيما مضى.. أما اليوم فهي تربحه الكثير كما قال:
منذ أكثر من أربع سنوات وأنا مهووس بمتابعة الجديد في عالم الجوالات، واستدين وأدخل في جمعيات حتى أؤمن أثمان الجوالات الحديثة، حتى تراكمت عندي الجوالات القديمة وقررت أن أبيعها.
الحقيقة أن الجوالات القديمة كانت تباع بنصف ثمنها مهما كانت نظيفة "قبل الأزمة" أما في سنوات الأزمة فكل جوال مستعمل لا يقل ثمنه سوى بضعة آلاف عن سعر الجديد، وهذا شجعني على اقتناء الأجهزة المستعملة والاتجار بها..
أنا لا أتحمل مسؤولية إيجار محل ولا فاتورة كهرباء ولا راتب عامل، كل ما أفعله هو جولة بسيطة حسب أوقات فراغي، أشتري بعض الأجهزة المستعملة عبر الإنترنت ومن أصدقائي، وأفحصها بحسب خبرتي المتواضعة في أجهزة الجوال المستعملة، وأعرضها على أصحاب محال الجوال وعلى زبائنهم أيضاً، فإن ربحت فخير وبركة وإن كانت هناك خسارة فأرمي الجهاز في الدرج حتى يأتي زبونه، فكل قمحة.. ولها كيالها.. و"ضحك".
"نادر" مهندس حاسوب: الحقيقة أني لا أقاوم الإصدارات الحديثة من الجوالات.. وبغض النظر عن الإصدارات الجديدة للأندرويد والتي يجب عليّ أن أواكبها بحكم شغفي بالبرامج الحديثة، إلا أن التقنيات الجديدة كالتحكم بالشاشة عن بعد وقوة المعالج وتعدد النويات تغريني لأستدين مالاً حتى أقتنيها..
 
أكثر الأجهزة رواجاً:
هناك بعض الأجهزة تجد رواجاً لدى الناس بينما هناك بعض الأنواع التي لا تجد الرواج نفسه، بل إنها تكون عالة على صاحبها وسبب للخسارة حيث يحاول أن يتخلص منها بأقل الخسائر.
وأكثر أجهزة تجد رواجاً في البيع والشراء في سورية هي :سامسونغ وسوني وإتش تي سي إضافة إلى نوكيا ما قبل عام 2011 أي قبل أن يسيطر نظام "أندرويد" على إعجاب مستخدمي الأجهزة الخليوية والتي تقاعست شركة نوكيا عن اللحاق بالركوب على الموجة الأولى ما أدى إلى انخفاض أسهمها بين عشاقها ومستخدميها..
مقارنة:
بالمقارنة مع السوق السورية والأسواق العالمية نجد أن أنواع الجوالات الأكثر طلباً في السوق تختلف في بعض الأنواع عن المعروف في الإحصاءات العالمية وذلك حسب البضائع التي يقرر التجار أن يبسطوها في السوق، ودون الرجوع إلى ما يوافق الأسواق العالمية إذ تعمل آلية السوق لدينا بشكل منفصل تماماً عن الإحصاءات العالمية، وذلك – حسب رأي الباعة- : كله فيما يخدم مصلحة المستورد بالمقام الأول.
وأوضح العديد من البائعين أن بيع "الأجهزة المستعملة" يدخل مكاسب كثيرة مقارنة ببيع الأجهزة الجديدة، ولم تكن تجارة شراء وبيع أجهزة الجوالات المستعملة حكراً على أصحاب محال الجوال بل إنها أغرت الكثير من الأفراد لمزاولة هذه التجارة!
وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى تجربة المستثمر البريطاني بيت بيترونداس حيث نجح من خلال تجارة الجوالات المستعملة في إخراج نفسه من مشكلة هددته بالإفلاس ليعود بقوة إلى سوق الاتصالات العالمية، فقد قام هذا البريطاني بتغيير نشاط شركته "إيزي فون" التي تبيع الجوالات الجديدة إلى شراء الجوالات المستعملة بأسعار منخفضة ويقوم بعد ذلك بإجراء الصيانة لها ثم بيعها مرة أخرى لزبائن في مختلف أنحاء العالم مع تركيزه على بعض المناطق بشكل خاص!
 
وجدت منظمة الصحة العالمية في 31 مايو (أيار) 2011 مخاطر صحية للاستخدام المطول للهواتف وارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الإصابة بسرطان الدماغ (40 في المئة) وأن استخدام الهاتف الجوال لمدة 10 أعوام يضاعف احتمال الإصابة بسرطان دماغي في جهة الاستخدام. وخلصت بعض الدراسات إلى أن ما نسبته 40 في المئة من الهواتف الجوالة الخاصة بالمرضى تحتوي على بكتيريا معدية، وكذلك 20 في المئة من هواتف طاقم عمل المستشفى.
ومن المخاطر الأخرى استخدام الهاتف أثناء قيادة السيارة، إذ إن ذلك يعني أن المستخدم سيقود بيد واحدة، وبالتالي انخفاض قدرته على التحكم بالسيارة في حالات المفاجآت أثناء القيادة، وضعف تركيزه على ما يحدث من حوله. أضف إلى ذلك الحوادث الكثيرة بسبب قراءة أو كتابة الرسائل النصية أثناء القيادة التي تجبر السائق على استخدام يده وترك النظر إلى الطريق لفترات متقطعة.
ويتخوف الكثيرون من انتهاك الهواتف الجوالة لخصوصياتهم، وخصوصاً أن هيئات الاستخبارات في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا تستطيع تفعيل المايكروفون المدمج في الهاتف من دون أن يشغله المستخدم، وذلك للتنصت على أهداف محددة. وتعاني أيضاً بعض نظم تشغيل الهواتف الجوالة من وجود فيروسات تسرق معلومات المستخدم الشخصية وصوره ومعلومات دفتر عناوينه وبريده الإلكتروني وكلمات السر الخاصة به لمواقع الإنترنت المختلفة، وتستطيع إرسال الرسائل وإجراء المكالمات عن بُعد وعلى نفقة المستخدم من دون موافقته على الإطلاق. وتنتقل غالبية هذه الفيروسات عبر شبكات «بلوتوث» اللاسلكية، أو عن طريق تحميل برامج مشبوهة. ومن المخاطر الأخرى المخفية في الهواتف الجوالة قدرتها على تسجيل المحادثات (بين الأطراف المتصلة أو الذين يتحدثون مباشرة معا بالقرب من المستخدم) والتقاط الصور وتسجيل عروض الفيديو، ذلك أن الأفراد معتادون على مشاهدة الآخرين يحملون هواتف جوالة، ولكنهم لم يعتادوا على مشاهدة شخص يحمل كاميرا خاصة يقوم بتصويرهم أو آخر يحمل جهاز تسجيل.