تفتيق وترقيع .. صفح نقدية ساخرة ..إعداد: نضال خليل

تفتيق وترقيع .. صفح نقدية ساخرة ..إعداد: نضال خليل

الأزمنة

الاثنين، ١ يونيو ٢٠١٥

الكبش العربي
الأمريكي الحضاري يعتبر أنه من العار المقارنة بين من يقتل من والعربي عامةوالفلسطيني خاصة وبين الإسرائيلي.. وصناع القرار الأمريكيين يعتبرون أن لإسرائيل الحضارية الحق في الدفاع عن نفسها وسط مجتمعات من الهمج (يعني نحن العرب).. أما العرب ممثلون  بمعظم حكامهم فمارسوا صمت الحملان.. قد يكون بعضهم اعتقد أنه مشروع تحول من حمل إلى كبش في ظل مشروع الشرق الأوسط الكبير وماسمي (الربيع العربي) لكنه لا يريد أن يعي أن أمريكا تسمن الحمل أو الخروف لا ليصير كبشاً.. بل لذبحه قرباناً لذلك المشروع.

ظروف
الظروف..قد أجزم بأن هذه الكلمة هي الستار الذي يحرص كل أفراد مجتمعنا على استخدامه كستار لتحصين أنفسهم ضد أي نقد أو إشارة تضعهم في دائرة التقصير أو الخلل فيما يؤدونه من أعمال، ولذلك فما أن تواجه أحدهم بسؤال حتى يفتح لك سيرة أبي زيد الهلالي بنسخته هو، حيث يؤكد أن حجم طموحه قد تضخم أكثر من الليرة السورية والعاطلين عن العمل، لكنه يقصد بالتضخم هنا العبقرية (عبقريته) شخصياً، ثم لا يلبث أن يغرّد باللغة الخطابية السائدة ولا يتوقف صوته إلا عندما تطرح عليه سؤالاً: بس يمكن في أحسن من هيك؟ عندها (يضرب فرام) ويقول مع ابتسامة: معك حق، بس الظروف حالياً.. أحد الأصدقاء وقبل اضطلاعه بإحدى المهام القيادية في الدولة كان لا يكف عن الحديث عن ظروفه العائلية والاجتماعية والمالية وصعوبتها، مع إبداء رأيه بحظه النحس الذي أعاده إلى ظروف الحياة الحتمية التي تطبع الفرد وتكون قدره دون نقاش، ولما «صار وتصّور» أرجع كل ذلك إلى شطارته وقدرته على التعامل مع الواقع بمنطق ورؤية دقيقة لما يجري. فبادرته بسؤال عن الظروف، فقال: الظروف نحن نصنعها. ولحد اليوم لم أعرف الظروف التي دفعته ليقول هذا الكلام.

خدمة مسبقة الدفع
رغم دعواته وأمانيه منذ الصغر ألا يوضع في هكذا ظرف إلا أن (جورج وسوف) كان صادقاً في التنبؤ له عندما قال: (أنا قدرك ونصيبك)أعندما حكم عليه القدر المرور على دائرة حكومية لوضع بعض الأختام والتواقيع على ورقة لا تتجاوز الـ 15×20 سم.. صديقي هذا قيّض له رؤية (نجوم الضهر) لكثرة ما صعد أدراجاً ونزلها، ولم يتوقف الموضوع عند ذلك، بل كان كلما حاول إبداء رأيه أو تقديم رأيه يفاجئ بصوت (جعوري): "تعا علّمنا شغلنا".. وقد اشتدت حمى المعلمية عندما أبدى موظفان رأيين مختلفين حول قصته، فكل واحد اعتبر أن الورقة من اختصاص الشخص الثاني، ولا علاقة له بالموضوع، وعندما كان يطحش بالكلام.. كان صوت (تعا علّمنا شغلنا) يرتفع.. واستمر الحال على ذلك خمسة أيام وبالنهاية استطاع الوصول إلى صاحب القرار في تلك المؤسسة الذي حل له الموضوع بـ 500 ليرة.. إنه "الآذن".. ويروي صديقي أنه شاهده بالصدفة في الطابق الأرضي ويبدو أن للآذن فراسة بالأشخاص فسأله: شو ممكن أخدمك؟ فأجابه الصديق شغلتي صعبة.. فقال الآذن بعد أن ضرب على صدره: لعيونك.. هادي شغلتي.. وبعد أن تفحص الورقة بعين خبيرة قال: بـ 500 وبعد ساعة وإذا  في 1000 بعد ربع ساعة.بدنا خدمة تحرز.

للراغبين في التوظيف
أكاد أجزم في كثير من الأحيان أن القوانين والأنظمة في بلدنا لا وجود لها.. بل على العكس فكثير من الناس يضعون قوانين تكون فوق القانون العام.. والغريب أن لا أحد يحاسبهم أو يسألهم رغم لعبهم ع المكشوف.. يُشاع أن الوظائف في الدولة تكون عن طريق مكاتب للتشغيل، وهناك وزارة بكامل جاهزيتها مهمتها صف الناس ع الدور أملاً فيمن يكتب له عمر بالحصول على وظيفة.. وفي غمرة صبر هؤلاء ترى شخصاً يجلس في أحد مقاهي العاصمة دمشق يرتدي طقماً رسمياً ونظارات يأتي في مواعيد محددة كالوزير، يطلب الشاي ويفتح إحدى الصحف العربية المشهورة ليخفي سحنته.. ورويداً رويداً يأتي المراجعون وبخمس دقائق فقط يتم التبادل.. مبالغ تبدأبـ350 ألفاًأنت وطالع حسب نوع الوظيفةوديمومتها واستعجال صاحبها (المعتر) عليها.. والموافقة جاهزة.. سرعان ما يختفي كل واحد منهم ليعاود صاحب الطقم الرسمي كرَّته في مقهى آخر للتمويه وهكذا دواليك.. ولدى بحثي وتدقيقي أسرَّ لي البعض أن هذه (النمرة) موجودة فسماسرة الوظائف أصبحوا معروفين على العلن وأسعارهم نهائية واللي مو عاجبو فلينتظر في المقهى مسابقة العقود وهو يمزمز كاسة شاي ونفس المعسل.