مسح ميداني للمحاصيل الزراعية وخطة استباقية لمكافحة "صدأ القمح" للموسم القادم

مسح ميداني للمحاصيل الزراعية وخطة استباقية لمكافحة "صدأ القمح" للموسم القادم

الأزمنة

الأحد، ٣١ مايو ٢٠١٥

الأزمنة| بسام المصطفى
تجري وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في سورية حالياً سلسلة من الأعمال الاستباقية المتعلقة بالقطاع الزراعي بهدف صونه، وحمايته من الكوارث الطبيعية، والأمراض الفطرية التي تؤدي غالباً إلى تراجع الإنتاج الزراعي، وبحسب مصادر الزراعة فإن عملية المسح الميداني التي تتم حالياً لحالة المحاصيل الزراعية والتي تقوم بها وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الغذائي العالمي ستنتهي في منتصف شهر حزيران القادم. وهنالك خطوات أخرى على صعيد الإنذار المبكر عن الجفاف، ومكافحة "صدأ القمح".
 جمع البيانات عن القطاع الزراعي
وأشار المصدر إلى أن الهدف من عملية المسح هو جمع كافة المعلومات والبيانات والأرقام الخاصة بالقطاع الزراعي وتحليلها في ظل الظروف الصعبة تمهيداً لتقييم حالة ليس فقط للمحاصيل الزراعية الاستراتيجية منها والرئيسية للموسم 2014 - 2015 وإنما للقطاع الزراعي بشكل عام بشقيه النباتي والحيواني والأمن الغذائي في سورية، للوقوف على حقيقة الواقع الزراعي خلال الموسم الحالي.‏ وأوضح المصدر أن عملية المسح تتم بمشاركة فنيين زراعيين سبق للوزارة اختيارهم من كافة المحافظات السورية وإخضاعهم إلى دورتين تدريبيتين الأولى نظرية في محافظة طرطوس والثانية عملية في محافظة دمشق، وذلك إلى جانب عدد من الخبراء المحليين والأجانب العاملين لدى منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الغذاء العالمي، مؤكداً أن عملية المسح ما هي إلا عملية تقييم شاملة وسريعة للقطاع الزراعي، تمهيداً لتقييم حجم المساعدات وكمية الاحتياجات العاجلة الخاصة بالقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني (في مرحلة لاحقة) بالشكل الذي يساهم ويساعد في إعادة عجلة العملية الإنتاجية الزراعية للدوران من جديد في المناطق التي توقفت بها أو تراجعت بشكل أو بآخر من الذين تضرروا نتيجة الأعمال التخريبية التي تقوم بها العصابات الإرهابية المسلحة، وتعزيز وتمكين هذه العملية في المناطق التي تعاني من ضعف في دورتها الإنتاجية، بالشكل الذي يمكن معه تمكين الفلاح السوري والأسرة الريفية اقتصادياً ما ينعكس إيجاباً على تحسين وضعها ووضع أسرتها ويجعلها شريكاً أساسياً في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وزيادة دخل الأسر الريفية والمساعدة على تثبيت هذه الأسر في قراها والحفاظ على فرص العمل القائمة في قطاع الزراعة بشقيه النباتي والحيواني.‏ المصدر ذاته أكد أن ذلك يتم من خلال تأمين كل ما يحتاج المزارع السوري لضمان ديمومة عمليته الإنتاجية ونجاحها، موضحاً أن المساعدات العاجلة (الزراعية تحديداً) ستشمل دعم إنتاج محاصيل المجتمعات الزراعية الريفية من بذار محاصيل وخضار ومبيدات وسماد، وكل ما هو مرتبط وبشكل رئيس بالعملية الإنتاجية الزراعية، وتقديم مساعدات عاجلة لدعم صغار المربين من مواد علفية وخدمات البيطرية ودجاج للتربية.‏
 خطة طوارئ لصدأ القمح
كما أصدر وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس أحمد القادري قراراً يقضي بتشكيل لجنة فنية وطنية برئاسة الدكتور لؤي أصلان معاون وزير الزراعة مهمتها وضع البرنامج المتكامل ومجموعة الإجراءات المطلوبة للتصدي لأمراض صدأ القمح والأمراض الفطرية الأخرى التي تصيبه ووضع خطة طوارئ وطنية خاصة بهذا المرض.‏ وبحسب مصادر الزراعة فإن الوزارة ـ ممثلة باللجنة ـ وفي خطوة استباقية استعدادية للموسم الزراعي القادم (2015 ـ 2016) ستعمل على إعادة تشكيل وتفعيل اللجان المكانية في المحافظات لأمراض صدأ القمح من خلال الدورات التدريبية التي ستقيمها اللجنة الوطنية، وتطبيق البرنامج المعتمد في مكافحة أمراض الصدأ (IDM) واعتماد وإكثار وتوزيع بذار أصناف القمح المقاومة أو المحتملة لأمراض الصدأ، ومراعاة التوزيع الاستراتيجي للأصناف في المحافظات (السياسة الصنفية)، واتباع التعليمات الزراعية المناسبة من حيث كمية البذار في وحدة المساحة وعدم الإفراط بالتسميد الآزوتي (التسميد المتوازن) وتنظيم الري وخاصة الري بالرذاذ، والمراقبة الدورية للحقول للكشف المبكر عن الإصابة واستخدام المبيدات الفطرية المناسبة المتوافرة عند الضرورة وبشكل موجه يشمل بؤر الإصابة في الحقول في بدايتها.‏
  وإنذار مبكر عن الجفاف
وفي السياق ذاته بدأت دائرة التأهيل والتدريب في مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي بالحسكة تنفيذ دورة تدريبية حول الإنذار المبكر ودوره في الكشف عن أمراض محصول القمح. وقال المهندس الزراعي توفيق عثمان رئيس دائرة التأهيل والتدريب في مديرية الزراعة: إن فعاليات الدورة التدريبية تمت بمشاركة المهندسات والمهندسين الزراعيين العاملين لدى مديرية الزراعة تم خلالها شرح مفهوم الإنذار المبكر ودوره في الكشف عن الأمراض التي تصيب محصول القمح وطرق المكافحة المتكاملة لمحصول القمح وأهم الآفات الحشرية التي تصيب هذه المحصول.‏
وأضاف: إن برنامج الدورة يتضمن طرق المكافحة المتكاملة لحشرة السونة والحشرات التي تصيب محاصيل الحبوب والأمراض التي تصيب باذرات القمح وأمراض الأصداء التي تصيب محصول القمح في مثل هذه الفترة من الموسم الزراعي, مشيراً إلى أن مديرية الزراعة وضعت خطة لتنفيذ الدورات التدريبية الهادفة إلى تدريب الكوادر العاملة لديها في مختلف المجالات‏.