ما يريده الشباب من الحكومة الجديدة..المصالحة الوطنية وملف الشهداء وسورية التعددية في الأولويات

ما يريده الشباب من الحكومة الجديدة..المصالحة الوطنية وملف الشهداء وسورية التعددية في الأولويات

الأزمنة

السبت، ٢٣ أغسطس ٢٠١٤

نجوى عيدة
بعد الاستحقاق الرئاسي الكبير الذي جرى, والطوفان البشري الذي اكتسح دول الجوار, تستمر سورية بتسجيل نجاحاتها المتتالية سياسياً وعسكرياً, فمع نجاح السيد الرئيس بشار الأسد بولاية دستورية جديدة يستمر جيشنا الباسل بالانتصار على جبهات المعارك ودك أوكار الإرهابيين أينما كانوا, واليوم تواصل القيادة في سورية رسم ملامحها المستقبلية بتشكيل حكومة جديدة تكون على قدر المسؤولية في أصعب الأوقات التي يمر بها البلد, وليكون الوزراء الجدد أصحاب ضمير وهمّة عالية ليساندوا الشعب بتخطي الصعاب, فنضع بذلك اللمسة الأخيرة ونسجل انتصاراً بأيد سورية كاملة متكاملة في سفر التاريخ.
وكما كان للناس رأيهم وكلمتهم في اختيار رئيسهم وحامي حماهم, لهم اليوم أيضاً رأيهم الخاص وآمالهم الكبيرة في من سيكون وزيراً وحارساً على أمانيهم، وكان لابد (للأزمنة) من تسليط الضوء على تلك الرغبات.
الأمل المنشود
اختلفت أو لم تختلف الوجوه فالأمل واحد, والشارع السوري مختلف الانطباعات والآراء فمن متشائم إلى متفائل إلى آخر لا يرغب بإبداء رأيه انتهاء بالمثقف الذي يعي جيداً ما يريد. وبعد طول انتظار الناس, كلف السيد الرئيس بشار الأسد الدكتور وائل الحلقي بتشكيل الحكومة وبدأ الشارع السوري بالحديث عن ذلك.
"تغير بعضهم أم لم يتغير لا أعتقد أن ذلك مهماً", تقول نادين طالبة تاريخ في جامعة دمشق وتضيف: "المهم أن تتشكل الحكومة الجديدة ويعملوا جيداً هذا الأهم, لا يهمني أبداً اختلاف الوجوه.. يهمني كمواطنة سورية أن يقف هذا البلد على قدميه من جديد, ونريد من الوزراء الجدد أخذ وضع الشباب بعين الاعتبار فنحن عماد هذا البلد ويجب الاهتمام بنا جيداً مع تمنياتي للذي سيكلف بالنجاح في مهامه".
إسلام طالب اقتصاد يقول: "في السابق لم نكن نهتم بتشكيل وزارة أبداً, لأننا كنا بعيدين عن السياسة بحكم راحة البال وراحة البلد التي كنا نعيش فيها, لكن الظروف اليوم اختلفت والأزمة جعلتنا جميعاً كباراً وصغاراً نفهم جيداً معنى السياسة ونهتم بأدق التفاصيل التي تهم بلدنا الحبيب, وأعتقد أنّ تشكيل وزارة جديدة سيكون نقطة قوة تضاف لنقاط القوة التي سجلتها القيادة الحكيمة, ولابد من استكمال الصورة وتشكيل وزارة تكون قادرة على أن تقف إلى جانبه للنهوض بسورية من جديد".
رغبة في التغيير والتنوع
بعد استطلاع (الأزمنة) الطويل على ما يدور في خلد الناس رأينا الكثير ممن يريدون تغييراً في الوزارة الجديدة مع مقترحات وأفكار لا بأس بها, البعض يقول من لم ينجح في القضاء على البطالة يجب أن لا يكون في الحكومة الجديدة, ومن لم يستطع إعطاء إحصائيات عن عدد المتسولين أو حتى معالجة هذه المشكلة التي فاقت المعقول يجب أن يتنحى جانباً, ومن لم ينجح في ضبط عمليات الغش والتحايل ومن لم يضبط السوق عليه الخروج.. آراء كثيرة وآمال أكبر. يقول حسام خريج اقتصاد ومهجّر من حلب: "الفشل كان واضحاً في عدد من الوزارات والتقصير لم يخف على أحد والكل يتحجج بالظروف, لا أفهم إن كان الوزراء في وقت صعب غير قادرين على مساعدة الناس الذين هم بأمس الحاجة إلى التفاؤل والمساعدة، فمتى سيعملون؟! يجب أن تكون حكومة جديدة نظيفة وواعية ولنراقب عملهم, من لم ينجح بمهامه التي سيُكلّف بها فليبتعد عن الوزارة ويتيح الفرصة لآخر قادر على العمل والنجاح!.
أما آدم خريج أدب فرنسي فتمنى أن تكون الوزارة متنوعة وأن تعطى للأحزاب الشبابية الجديدة فرصة من يمثلها في التشكيلة الجديدة فمن وجهة نظره ستكون خطوة جريئة, والأحزاب اليوم كثيرة ومتنوعة وتحمل خططاً وأفكاراً جيدة ربما ستساعد بخلق شيء جديد للجميع.
أما أبو مروان الذي التقيناه صدفةً على إحدى البسطات يبيع "الذرة" يقول: "يجب أن يكونوا جديدين نريد من يقدر على حمل همومنا".
شهداء ومخطوفون
ربما لن تكون الرغبات التي ذكرناها صعبة على الوزراء الجدد, ولن تكون موجعة أو محزنة، لكن يبقى ملف المخطوفين وملف الشهداء من الملفات الأصعب تداولاً, وعالقة في ذهن السوريين ولن يمحوها الزمن.
فبعد شعور الأمن والأمان الذي التمسناه عند جميع من التقيناهم, وبعد الرغبة بتحسين مستوى المعيشة وزيادة الرواتب والتعليم الجيد تأتي الرغبات الموجعة التي ستكون ضمن حقيبة كل وزير أينما كان (إسكان, عمل, شؤون اجتماعية, مياه, كهرباء)؛ فالشهيد أسمى ما في الوجود, والاهتمام بذويه ومتابعة شؤونهم مسؤولية الجميع وليس اهتمام وزير بمفرده.
أم حسن التي كانت تجمع المال لابنها المخطوف سألت: "هل تستطيع الحكومة الجديدة إعادة ابني لي؟؟؟".. وتضيف: "أنا لست الأم الوحيدة التي اختطف ابنها ولم يأت أحد ليعرض علينا مساعدته أو يبحث معنا عنه.. أتمنى أن يكون الهمّ الاهتمام بهذه المسألة"، وكما ترون "من بيت لبيت عم أشحد مصاري" على حدّ تعبير أم حسن.
أما أبو سامر فقد تمنى أن يتواجد في الوزارة من هو قادر على معالجة ملف الشهداء ومساندة من يقفوا ساعات طويلة كل يوم في مكتب الشهداء ليعرفوا ماذا حل بإضبارة شهدائهم, وشدد أبو سامر على استكمال العمل على المصالحة الوطنية التي أثبتت نجاحها في عدد من المناطق والتي اعتبرها من أهم خطوات الخلاص.
مهام جسيمة
من سيتسلم كرسياً وزارياً ستكون أمامه مهام جسام يجب عليه أن يتحملها وأن يكون قادراً على علاجها, ورغبة السوريين كبيرة بألا يتواجد في الوزارة إلا من هو كفؤ لها, ومن شعر بفشله في وزارة كان قد استلمها ليعترف بذلك فلن يكون عيباً.
ومتطلبات الناس اليوم كلها ذات أهمية، نريد جميعاً سورية جديدة، سورية مستقبلية، والآمال المعقودة أيضاً كبيرة فتحسين مستوى المعيشة ولملمة شتات الأسر المبعثرة هنا وهناك, وضم بقايا من يتخذ من عشب الحديقة بساطه وسماء الليل غطاءه هي ما يهم المواطنين اليوم, نريد أطفالاً مثقفين، أطفالاً أصحاء لا مشردين ضائعين وجاهلين, نريد إعمار سورية من جديد دون محسوبيات ورشاوى, والاهتمام الأكبر بأسر الشهداء والمخطوفين وإعانتهم وإعطاء الجيش العربي السوري حقه مادياً ومعنوياً, توظيف الشباب السوري وإنصاف العاملين كلها متطلبات مشروعة, ويجب أن يكون لها حل ويجب أن تتداول على الطاولة الوزارية, وكل النصائح والمهام التي سيكلفها لهم السيد الرئيس بشار الأسد يجب أن تكون نصب أعينهم هذا ما يريده المواطنون السوريون.
مرآة وواقع
لن ننتظر خروج المارد من فانوسه ولن يكون هناك عصاً سحرية حتماً. لكن الذي سيكون هو عقول وضمائر سورية تحمل هم الناس ورغباتهم، سيكون هناك قلوب عاشت معاناة كل أسرة فقدت عزيزاً وكل طفل سرقت ألعابه منه. السوريون يقولون: جراحنا كبيرة ولكن أحلامنا ليست مستحيلة, معاً نحن وأنتم نعيد حياتنا إلى طبيعتها.. أنتم من ستكونون الأعين الساهرة على هموم المواطنين، أنتم من سنحمّلكم المسؤولية غداً!!.