ثروة حيوانية مهمة.. ولكن.! الأزمة وانعكاساتها المرة تحكم على نصف المربين بالخروج وتهدد القسم المتبقي..!

ثروة حيوانية مهمة.. ولكن.! الأزمة وانعكاساتها المرة تحكم على نصف المربين بالخروج وتهدد القسم المتبقي..!

الأزمنة

الأحد، ٨ نوفمبر ٢٠١٥

محمد العمر- mog173@yahoo.com
 
واقع جديد تفرضه سلبيات الأزمة في سنواتها الخمس التي طالت كل شيء، حتى الحيوان والحجر لم يسلم منها..! ورغم أن الإنتاج الحيواني كان وما زال أهم الأنشطة الاقتصادية في القطاع الزراعي بالمحافظة لما يتضمنه من إنتاج لحوم ماشية، دواجن، أغنام، إبل، ألبان، إلا أن الظروف الحالية وما شهدته السنوات الماضية من انعكاسات سلبية على الإنتاج، سببت تراجعاً كبيرا في تطوير أو تحسين هذه الثروة جراء نقص الغذاء أو الدواء المقدم لها، ناهيك عما لحقها من خطر التدهور وظروف الحرب وسبب نقصاً في عددها أو إنتاج الغذاء منها، وبات الأمر حسب قول المربين، يتطلب بشكل فوري دعماً كبيراً للثروة الحيوانية ووضع رؤية لتنمية الإنتاج الحيواني في ظل الظروف الحالية مع الأخذ في الاعتبار جميع التدابير الوقائية للحد من انتشار العدوى بالأمراض في ظل نقص حاد في الأدوية البيطرية للثروة الحيوانية، تزامناً مع غلائها الحاد في الأسواق الحرة.
تضرر واضح..!
إذاً، لقد تأثر قطاع الثروة الحيوانية في محافظة درعا بشكل كبير خلال الأزمة وخاصة العامين الماضي والحالي، حيث تراجعت أعداد القطعان، كما انخفض الإنتاج وذلك لعدة عوامل أهمها: ارتفاع تكاليف التربية ومستلزمات الإنتاج في ظل تراجع المراعي والارتفاع الباهظ لأسعار الأعلاف وعدم القدرة على تقديم الرعاية اللازمة، وقد أوضحت مديرية الزراعة أن المعتمد حالياً إحصاءات 2012 بواقع 671318 رأس أغنام و113 ألف رأس ماعز و56 ألف رأس أبقار. فكثير من المربين لم يخفوا أمراً بأن هناك ما يهدد الثروة الحيوانية بدرعا اليوم بعد هذه السنوات المريرة حسب قولهم، إذ بات هناك تحديات جسيمة تقف أمام تنمية الثروة الحيوانية، شكلت فيما بعد انعكاسات بنقص الغذاء المقدم لها تزامناً مع انقطاع الكهرباء المستمر وتأثيرها على المنشآت كالدواجن والأسماك وغيرها، ناهيك عن وجود معوقات، كانخفاض عدد العجول المعروضة بالأسواق نتيجة ذبح الإناث، وارتفاع تكلفة إنشاء الحظائر للأبقار وعزوف المربي عن تربية الدواجن والطيور وغيرها، كذلك ارتفاع أسعار الأعلاف والعلائق مع عدم وجود المراعي الطبيعية البديلة لذلك، والسبب الأهم هناك نقص الوعي الإرشادي وشح الرعاية المقدمة، وقلة خبرة المزارعين، إضافة إلى عدم توافر الدورة الزراعية لضمان توافر العلف، ليتضح أن هناك حاجة ماسة إلى العناية بالثروة الحيوانية، في ظل ارتفاع أسعار اللحوم والألبان وتزايد المشاكل من الكهرباء والمياه التي تواجه قطاع الإنتاج الحيواني في انقطاعها، وتأثير ذلك على الأمن الغذائي في المحافظة.
 ثروة ولكن..!
لكن رغم الأهمية للثروة الحيوانية والفائدة الجمة، فإن هذه الثروة خلال 5 سنوات تعرضت ما تعرضت له من آثار وانعكاسات سلبية أثرت على الإنتاج من ارتفاع جميع المستلزمات العلفية والأدوية وغيرها مما أخرج قسما لا بأس به من المربين فضلا عما تعرضت له هذه الثروة كغيرها من الثروات للتهريب إلى الجوار، وذلك لفارق السعر الكبير، مما شجع على اتخاذ قرار تصدير الأغنام والماعز في الآونة الأخيرة.. يأتي ذلك في ظل تقارير متخصصة العام الماضي تتعلق بآفاق الأمن الغذائي، أشارت إلى احتمالات تفاقم واستمرار تدهور الثروة الحيوانية في حال تواصل الأزمة الراهنة، وأن العديد من العوامل المضادة تراكمت آثارها على قطاعي الماشية والإنتاج المحصولي، كما هو الحال في الإنتاج الداخلي الذي أيضاً سيتعرض لأضرار جسيمة خلال السنة القادمة، إضافة إلى تضرر رعاة الماشية نتيجة لتقيد حركة القطعان وصعوبة الحصول على العقاقير البيطرية والتجهيزات الأخرى.
 محمد العرنوس مزارع ومربي أغنام من نوى، قال: إن الثروة الحيوانية يمكن أن تسهم بشكل أكبر في زيادة إنتاج القطاع الزراعي وبالتالي زيادة الإنتاج والدخل القومي وكذلك زيادة دخل الفرد بشكل عام والدخل الزراعي بشكل خاص ويأتي ذلك من كون قيمة المنتجات الحيوانية وأثمانها تعتبر مرتفعة، وحسب قوله فإن الأغنام تأتي في المرتبة الأولى من حيث الأهمية إذ تكون الجزء الأكبر من مجموع الثروة الحيوانية تليها الماعز وبفارق كبير ثم الأبقار، كما أن منتجات الثروة الحيوانية تدخل في العديد من الأنشطة الصناعية التي تعتمد على هذه المنتجات كمواد أولية في إنتاجها ولذلك فإن تطور إنتاج الثروة الحيوانية تسهم في توفير مستلزمات التوسع لكثير من الصناعات التي تعتمد على هذا الإنتاج في هذه الأنشطة وتوسعه. لكن لم يخف العرنوس من تعرض الثروة الحيوانية لخطر حقيقي يكمن في خروج المربين من العمل لعدم تمكنهم من توفير الغذاء والدواء والمكان الآمن للأغنام في ظل تنامي الأحداث في المناطق الساخنة مع الخشية من خروج القسم المتبقي إن بقيت الظروف على حالها..
 الثروة الحيوانية تراجعت..!
وعلى حد قول مربٍّ آخر لم يعلن اسمه، فإن الثروة الحيوانية بالمحافظة ”قد تراجع في ظل تطور واستمرار الأزمة، نتيجة لتقييد حركة القطعان وصعوبة الحصول على العقاقير البيطرية والتجهيزات الأخرى، إذ “خرج 40% من مربي الثروة الحيوانية من دائرة الإنتاج، منذ بداية الأزمة، بسبب غلاء الأعلاف وقلة وصولها وغلاء المازوت وندرته في أوقات سابقة، إضافة إلى غلاء الأدوية البيطرية والصوص وجميع مستلزمات الإنتاج.
وعلى النقيض تماماً فإن بعض المربين وفق بعض الخبراء لم يخرجوا عن عمليات التربية إلا ما ندر ولكن تم تسجيل انخفاض في أعداد القطيع، حيث اضطر المربين نتيجة الأزمة الراهنة إلى تخفيض عدد رؤوس القطيع أما لنقله من مكان لآخر ومن محافظة لأخرى هرباً من الأحداث الاستثنائية، أو نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف التي يشتريها من السوق، فالمربي الذي كان لديه 500 رأس اضطر لتخفيض العدد إلى 300 رأس لتلبية حاجة القطيع من الأعلاف.
مروان الصلخدي مهندس زراعي من النعيمة يقول: تعتبر الثروة الحيوانية أساساً مهماً في توفير الغذاء، والتي تقدر احتياجات الفرد من البروتين يومياً بنحو (70) غراماً أي نحو (غرام لكل كيلو غرام من الوزن) و أن 2/3 من هذه الاحتياجات يجب أن تشتق من مصادر حيوانية مثل اللحم والبيض واللبن، كما أن منتجات الثروة الحيوانية حسب قول الصلخدي فضلا عن أهميتها الغذائية والزراعية تدخل في العديد من الأنشطة الصناعية التي تعتمد على هذه المنتجات كمواد أولية في إنتاجها، كما أن لقطاع الثروة الحيوانية دوراً مهماً في الاقتصاد، لا يقل أهمية عن أي قطاع إنتاجي آخر، فهو يعتبر من أكثر القطاعات المشغلة للأيدي العاملة لكونه قطاعاً غير منظم “منزلي”، وتنتشر أماكن عمله في الأرياف، أي تعتمد عليه الأسر الفقيرة والأسر من ذوي الدخل المحدود، وهذا ما جعله واسع الانتشار سابقاً، أما حالياً فالصورة انعكست، حيث سمح مؤخراً باستيراد الأبقار والعجول لتغطية العجز الموجود، كما أن الثروة الحيوانية في فترة الأزمة والكلام للصلخدي انعكست سلبياً بعد الغلاء الفاحش في مستلزماتها كالأدوية والأعلاف والنقل وغيرها. ويشير الصلخدي إلى أنه يجب التركيز على زيادة الوعي لدى المربين نحو العناية بتربية ورعاية الحيوانات مع اتباع الطرق السليمة في التربية والتغذية والمتابعة عن طريق تقديم الخدمات الإرشادية والتدريبية بما يسمى "خطوات فعالة.
تحديات جسيمة.!
 لابد حسب قول الصلخدي، من مواجهة التحديات التي تواجه تنمية الثروة الحيوانية، إذ يمكن زيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي من خلال زيادة الإنتاج الزراعي والحيواني، وذلك بالتوسع الرأسي والتوسع الأفقي وغزو البادية، مع العمل على رفع الكفاءة الإنتاجية للحيوانات باستخدام السلالات المحسنة والمتأقلمة مع الظروف المناخية المتغيرة. ولضمان نجاح جهود تنمية الثروة الحيوانية أوضح الصلخدي إنه لابد من تخفيف العبء عن المربين وتقديم لهم المساعدات بالمستلزمات والأعلاف والأدوية، فضلا عن وجود خبرات وكفاءات بشرية عالية المستوى، ووجود سلالات محلية من الأبقار وخلاطها مع الأبقار الفريزيان القادرة على تحمل الظروف المناخية مع توافر الإنتاجية العالية من الألبان، كذلك وجود سلالات محلية عالية الإنتاج من الأغنام والماعز والدواجن، مع توافر الخبرات الفنية المدربة على أسس اختيار الحيوانات وأسس التربية السليمة. والأهم من ذلك لابد أيضاً من توافر قاعدة من المؤسسات والتشريعات والمعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الخاصة بتنمية الثروة الحيوانية على جميع المستويات بها في ذلك الأمراض، وطالب الصلخدي مع غيره من المهندسين الزراعيين والمربين والأطباء البيطريين بتأمين وسائط نقل لزوم العمل للوصول إلى جميع المناطق ومنح العاملين المكافآت التشجيعية وإعادة الأطباء المنقولين إلى مكان عملهم الأصلي للمساهمة في العمل الميداني وتفعيل دور الوحدات الإرشادية في هذا المجال وتخصيص الأطباء باللباس العمالي وتعويض العمل الإضافي والاستعانة بكوادر جديدة لزوم العمل. والحق يقال، والكلام لنا، إن منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» قد قدمت خلال السنوات الماضية حتى العام الحالي مساعدات عاجلة لمربي الثروة الحيوانية المتضررين من الأحداث تتضمن 450 ألف جرعة من الأدوية البيطرية المضادة للطفيليات بهدف تحسين ظروف التربية والعملية الإنتاجية في المحافظة.
حسب ذمة الصحة الحيوانية.!
دائرة الصحة الحيوانية بالمحافظة أشارت بدورها إلى تنفيذ حملات التحصين الوقائي ضد الأمراض السارية والمعدية بعد آلاف اللقاحات ضد الحمى القلاعية والجدري والانتروتوكسيميا والجمرة الخبيثة والكورماروف والبروسيلا والباستوريلا شملت الأغنام والماعز والأبقار والدواجن، مذكرة بنفس الوقت أن الثروة الحيوانية في درعا خالية من الأمراض السارية والمعدية، وحتى مرض الجلد الكتلي المعقد الذي ظهر عند بعض الأبقار في العامين الماضيين والتي تمت محاصرته باللقاحات وبشكل عام يوجد تدن في نسب تنفيذ اللقاحات بسبب عدم المقدرة على الوصول لكامل قطعان الأغنام والماعز نتيجة الظروف الحالية علماً بأن جميع اللقاحات متوافرة في المستودعات،،، وهذا الكلام طبعاً حسب ذمة الصحة الحيوانية..!