بنت أم صبي... هكذا تتفادين غيرة الأولاد

بنت أم صبي... هكذا تتفادين غيرة الأولاد

صحتك وحياتك

الأربعاء، ٢٢ أكتوبر ٢٠١٤

تهيئة الطفل خلال الاشهر الاخيرة من الحمل على حقيقة انه سيحظى بأخت له أو أخ قد تكون صعبة كثيراً، إلّا أنها تنجح في بعض الحالات، ما يجعله ينتظر ولادته بفارغ الصبر. وفي هذه المرحلة يشارك الطفل أمّه القلق ذاته، ويستمع الى أمنيات الناس المتفاوتة بإنجابها صبيّاً بدلاً من الفتاة. لكن ما إن يصبح المولود بين ذراعيّ والدته، حتى يشعر الطفل الاوّل بغيرة عارمة تجتاحه، ويقلق على مكانته المميزة التي حصل عليها في السنوات الاخيرة.

ردود فعل متفاوتة

وإزاء هذا الوضع، تختلف ردود فعل الأهل محاولين التخفيف من حدّة الغيرة، فمنهم مَن يحملون الهدايا الى طفلهم الاوّل موهمين إيّاه بأنّ المولود الجديد أحضرها معه. لكن في الحقيقة لا يصدّق الاطفال تلك الكذبة، فعلى رغم صغر سنّهم إلّا أنّهم يدركون أن المواليد الجدد لا يملكون القدرة على انتقاء الهدية وحملها لهم، ما يعزّز لديهم الشعور بالغيرة عوَض الحدّ منه.

وبما أنّ الهدية تؤدي دوراً بالغ الاهميّة في حياة الاطفال، فعلى الاهل معرفة استغلال نقطة ضعفهم تجاهها بطريقة صحيحة تنمّ عن المحبّة والتقدير، من دون فقدانها معناها الحقيقي وقيمتها المعنوية.

لا للتأنيب

لكن على الأهل عدم المبالغة في اختيار هدايا قيّمة وثمينة وتقديمها لشقيق الطفل الجديد، لأنّه قد يلحق الضرر بها ويرميها أو يكسرها. وإذا حدث هذا الامر، ينصحك علماء النفس بتجنّب التأنيب قدر الامكان، لأنّ ذلك يثير لديه الحساسية والشعور بالرفض، فيعتقد أنّه فَرد غير مرغوب به في العائلة، ما يؤثّر سلباً فيه ويجعله عرضة للمشكلات النفسية.

حلول

وللحدّ من غيرة الطفل تجاه المولود الجديد، قدّم علماء النفس بعض الحلول التي يمكن للأمّهات اتّباعها، ومنها:

1- قضاء الأمّ وقتاً أطول مع طفلها، واغتنام فرصة نوم المولود الجديد للحديث معه، فيشعر بأهميّته وبأنّه لا يزال الأولويّة في حياتها ولم ينتزع الطفل الآخر مكانته المميزة.

2- تأمين الالعاب المثالية له والتي تناسب سنّه، فتكون غرفة الالعاب بمثابة مملكته الصغيرة التي يهرب إليها كلما شعر بالغيرة.

3- خَلق صداقات للطفل مع محيطه الاجتماعي، كالجيران مثلاً أو الحضانة، ما يجعله يختلط بالمجتمع ويُنشِأ علاقات تخفّف من غيرته. وعند عودته من الحضانة يجب على الأم أن تبدي اهتماماً به، وتسأله عمّا أنجزه من فروض وعما تعلّمه في الساعات القليلة الفائتة التي أمضاها خارج المنزل.
يعتقد الأهل، لا بل يصرّون على أنهم لا يفرّقون بين أطفالهم لناحية التعامل معهم والمحبّة التي يكنّونها لهم.

ودائماً ما يتساءلون «كيف يفرّق الانسان بين عَينيه»؟ لا شكّ في انّ تفكيرهم هذا منطقيّ، لكنه في كثير من الاحيان غير واقعيّ، فغالباً ما يميّز الاهل بين أطفالهم ويميلون الى مَنح الأصغر مزيداً من الدلال، ومنهم من يفضّلون الصبيّ على الفتاة أو العكس، أو يميّز بعض الأهل الطفل الهادئ عن العصبيّ، ومنهم مَن يحيطون المُصاب ببعض الأمراض أو ضعيف البنية باهتمام أكبر. ومهما كانت الأسباب، فلا يمكن إنكار تفضيل الاهل أحد أولادهم على حساب إخوته أو أخواته، وهذا ما يشعر به الاطفال فتزيد حدّة الغيرة لديهم.

وأخيراً، لا داعي لمناقشة هذه الظاهرة بل من الواجب تخفيفها، ويكون ذلك بتفهّم نفسية أطفالنا والتعامل معهم من هذه الزاوية، وحسب شخصية كلّ منهم.