هوس الأحجام والأطوال للقضيب

هوس الأحجام والأطوال للقضيب

صحتك وحياتك

الجمعة، ٢٤ أغسطس ٢٠١٢

هل تريد أن يكون لك عضو تناسلي أكبر؟ احصل على 10 سنتيمترات طول، وضخامة تزيد بـ 25% عن السمك الطبيعي، ومتعة جنسية أقوى.. يمكنك ذلك فقط خلال 4 أشهر؛ كل ما عليك فعله هو أن تأخذ الكبسولات يوميا".
هذه ليست مزحة أو دعابة، إنه أحد الإعلانات التي انتشرت في الآونة الأخيرة سواء على شبكة الإنترنت أو في الطرقات أو حتى في كثير من المواصلات العامة؛ لتلح على الشباب باعتقاد ساد أنه كلما كبر حجم العضو الذكري وزاد طوله، زاد الاستمتاع والإمتاع، بل زاد تقدير واحترام الرجل لذاته.
القضيب عضو من أعضاء الجسم وظائفه معروفة ومحددة، شأنه شأن سائر الأعضاء، فالشكل والحجم ليس له علاقة بالوظيفة، والقضيب مثله مثل الفم، والأنف... إلخ، يختلف شكله وحجمه من شخص لآخر، والمهم هنا أن تقوم هذه الأعضاء بوظيفتها على أكمل وجه، فهل يختلف صاحب الأنف الصغير عن صاحب الأنف الكبير في القدرة على التنفس؟! فالقضيب وظيفته هي التبول، وإتمام عملية الجماع عن طريق الانتصاب والإيلاج ثم القذف.
كذلك فالإمتاع والاستمتاع الجنسي الذي يجعل كثيرا من الشباب مهووسًا بأمر الطول والسمك، هو في حقيقة الأمر لا يعتمد على طول أو سمك القضيب بقدر ما يعتمد على الانتصاب القوي وأمور كثيرة بجانبه، مثل التفاهم المشترك بين الزوجين، وإبداء المودة والحب، ومراعاة أحاسيس الطرف الآخر، وبدء الممارسة الجنسية بالتمهيد الكافي والمداعبة الحسية للأعضاء التناسلية، وأجزاء الجسد المختلفة.
والطريف الذي لا يعلمه كثير من الشباب أن انتصاب القضيب يتناسب عكسيا مع طوله، هذا لأن الانتصاب يستلزم امتلاء النسيج الكهفي بالدم، وهذا يحدث بكفاءة أعلى في القضيب الأقل طولا.
بل إن أصحاب الأعضاء الأكبر طولا يكونون أكثر عرضة للإصابة بالضعف الجنسي مع تقدم السن، على اعتبار أن أعضاءهم تحتاج كمية أكبر من الدم قد لا تكون أجسادهم قادرة على تأمينها، ناهيك عن أن زيادة طول القضيب بشكل كبير قد يؤلم المرأة عندما يصطدم بعنق الرحم.
طرق ومقاييس
يقوم البعض بقياس العضو الذكري للاطمئنان على الطول والسمك، والمشكلة هنا أن البعض يقوم بقياس العضو ابتداء من جلد العانة (الجلد المحيط بالعضو الذكري) إلى الطرف، وهذا يظلم الكثيرين، فيوجد لدى بعض الأشخاص بعض الدهون التي تحيط بالعضو الذكري وتخفي جزءًا منه، ويختلف عمق هذه الدهون من رجل لآخر حسب وزنه، إلا أن هذه الدهون لا تنتقص من طول العضو أثناء الممارسة الجنسية شيئا.
ويتراوح الإطار الطبيعي لطول القضيب بين 11سم و15سم في وضع الانتصاب، أما عند الارتخاء فيتراوح ما بين 7سم و11سم، بشرط أن يكون القياس ابتداء من عظام الحوض وحتى رأس القضيب.
وإذا علمنا أن متوسط طول الجدار الأمامي لمهبل المرأة 8 سم والخلفي طوله 9 سم، فسنجد أن قضيبا بطول 11 سنتيمترا فأكثر سيكون كافيا جدا لجماع ناجح وسيؤدي وظيفته على أكمل وجه.
أما عن قطر العضو فلا يوجد اتفاق على قطر أو ثخانة مثالية للعضو الذكري، فالقناة التناسلية لدى المرأة يمكنها أن تضيق ضيقًا شديدًا بفعل العضلات المحيطة بهذه القناة، وذلك بصورة إرادية، أي بقبض المرأة لهذه العضلات فتضيق القناة، كما يمكنها أن تتسع ليمر منها طفل كامل عند الولادة، إذن هذه القناة يمكنها أن تحتوي العضو الذكري مهما كان قطره.
سبل الإطالة
الطريق الوحيد الذي اتفق المتخصصون على فاعليته لزيادة طول القضيب هو اللجوء للطرق الجراحية، ولكن بشرط أن يكون طول القضيب أقل من الطبيعي ويتسبب لصاحبه في مشاكل فعلية، وهناك أسلوبان لهذه الجراحة:
الأول: يكون باللجوء إلى إزالة الدهون المحيطة بالعضو.
الثاني: يتم بقطع الرباط الذي يصل العضو الذكري برباط الحوض، فهذا الرباط يختزل جزءا من العضو متصلا بعظام الحوض، ويمكن تحريره ودفعه للأمام ليشارك في طول العضو، إلا أن قطع الرباط الذي يؤدي إلى زيادة الطول بشكل نسبي، قد يؤدي أيضا إلى تدلي العضو الذكري إلى الأسفل ما بين 20 و30 درجة، أي أن زاوية الانتصاب تكون 120 درجة بدلا من 90 وذلك بين العضو والبطن.
ويعتبر هذا الأمر غير ضار، ولكن المشكلة تكمن في أن القطع يحدث فجوة ما بين الجزء المحرر الذي كان مختزلا في الأصل وما بين الحوض، وهذه يمكن أن تبتلع الجزء المحرر من جديد فيحدث ارتجاع أو انتكاس، إلا أنه يوجد بعض الأساليب الجراحية الحديثة التي تمنع هذا الارتجاع، لذلك نشدد على أنه يجب ألا نلجأ إلى هذه الجراحة إلا في حالات الضرورة القصوى فقط.
بخلاف الجراحة يوجد الكثير من الإعلانات عن أجهزة تقوم بمهمة الإطالة وزيادة سمك العضو، ويوجد منها نوعان، وأغلب آراء مستشارينا تشير إلى أنه لا قيمة لهما فعليا؛ فالجهاز الأول وهو الجهاز الفراغي والذي يعتمد في عمله على إدخال العضو في أسطوانة مغلقة ثم إحداث ضغط سلبي حول العضو فيتدفق الدم إليه ويحتبس داخله ويحدث نوعا من الاحتقان الذي يؤدي إلى زيادة عرض الأنسجة لدرجة ما، تماما مثلما يصاب الشخص بكدمة ولكمة تحدث تجمعا دمويا في المكان وتورما، إلا أن هذا التورم لا يلبث أن يزول بعد أيام أو أسابيع، وهذا هو الحال بالنسبة لهذا الجهاز، وعليه فإنه لا قيمة حقيقية له، لأنه لا يؤدي إلى زيادة حقيقية للعضو فهو يحتاج إلى استخدام يومي لمدة طويلة حتى يعطي نتيجة مؤقتة.
أما الجهاز الآخر وهو جهاز السحب، فيعتمد على خاصية قابلية الجسم للتمدد، تماما كما تفعل بعض القبائل الإفريقية التي ترى أن جمال المرأة في طول رقبتها وبالتالي تقوم الفتيات لديهم بوضع حلقات حديدية حول رقبتها لإطالتها وبالفعل تطول، وكذلك الصينيون كانت نساؤهم ترتدي أحذية خشبية أو حديدية لتصغير القدم وكانت تصغر بالفعل.
بنفس المبدأ تم ابتكار هذا الجهاز فهو يقوم بمط العضو، إلا أن هذا الأمر لم يجرب على نطاق واسع، وقلة قليلة من المتخصصين هم الذين يرون أنه فعال والأغلبية تنظر له بكثير من الشك لعدة أسباب أهمها:
- أن عملية الشد قد تؤثر على الأعصاب والأوردة والشرايين المغذية للعضو، وإن كان من جربوه من الأساتذة لم يلحظوا ذلك ولكن كانت تجاربهم تقتصر على سنتين فقط، وقد تحدث هذه المضاعفات بعد 5 سنوات مثلا من استخدام الجهاز، إذن فهو أمر غير مأمون.
- كما أن هذا الجهاز يحتاج إلى أن يقوم الشخص بمط العضو الذكري بما لا يقل عن 10 دقائق يوميا على مدى عام، وهو أمر لا يتحقق في كثير من الأحيان إلا بكثير من التفرغ لهذا الأمر.
وخلاصة القول إن جميع هذه الأجهزة ليست فعالة، إن لم تكن ضارة، والأساليب الوحيدة الموثوق فيها هي بعض الأساليب الجراحية الموجودة الآن وليست كلها، كما أنه من المفترض ألا يجريها إلا جراح ذو خبرة وسمعة طيبة.