عُقم الرجُل.. هكذا يكون العبء مُضاعفًا وأكبر على الزوجة!

عُقم الرجُل.. هكذا يكون العبء مُضاعفًا وأكبر على الزوجة!

صحتك وحياتك

الأحد، ١٧ فبراير ٢٠١٩

في غمرة الزغاريد والأفراح عند الزواج، تبدو أكثر الأمنيات شيوعًا هي "بالرفاه والبنين"، لكن إذا مرّت الشهور ثم السنوات دون طفل، يبدأ الزوجان بالتنقُّل بين عيادات الأطباء.
وغالبًا ما يُعتبر العقم مشكلة نسائية، والحقيقة أن المرأة تُواجه العبء الأكبر في الأمر، فهي التي تحمل في النهاية أو لا تحمل، وحتى لو كان الرجل هو من يعاني من العقم، فعادةً ما يكون جسم المرأة هو ما يخضع للعلاج، ذلك أن التخصيب في المختبر (IVF)، على سبيل المثال، لا يتطلّب عادةً سوى عينة من الحيوانات المنوية من الرجل، ولكنه يُلقي عبئًا ثقيلًا على المرأة مثل حقن الهرمونات الاصطناعية وفحوص الدم، والتصوير بالموجات فوق الصوتية.
من السبب؟
إنّ حوالي نصف الحالات التي لا يستطيع فيها الأزواج إنجاب الأطفال تعود بشكل أو بآخر إلى الرجال، ورغم أن مزيدًا من الرجال أصبحوا يتحدّثون عن ذلك، لكنه لا يزال يُعتبر عند معظمهم وصمةً يتهرّبون منها.
وبالتأكيد هناك أسباب عديدة للعقم لدى الرجال ولعل أكثرها شيوعًا هو دوالي الخصية، كما أن بعض الأدوية كالمنشطات، تؤثر على الخصوبة لدى الرجال، وكذلك السمنة وغيرها، فيما تُشير الأبحاث الحديثة إلى أن الحيوانات المنوية تنخفض بتقدُّم العمر.
أسبابٌ أخرى مجهولةٌ
العديدُ من حالات العقم عند الذكور مجهولة السبب وتُشكّل لغزًا للأطباء، فقد يرجع السبب إلى عوامل وراثية أو صحية أو أمرٍ له علاقة بالبيئة، كما يمكن أن يرجع السبب إلى النظام الغذائي أو تلوث الهواء أو الإجهاد أو التعرّض للمبيدات الحشرية، وحتى ارتداء الملابس الداخلية الضيّقة، وهي كلها عوامل محتملة لتدهور الخصوبة، ويحاول العلماء معرفة ما هو الأكثر تأثيرًا من بينها.
شعورُه بالذنب والعار والوحدة
تقولُ دراسة نشرتها مجلة تايم الأمريكية إنه عندما يعرف الرجل أنه السبب في عدم الإنجاب، غالبًا ما يُساوره شعور خفي بالذنب لكونه السبب في كل ما ستمر به شريكته من معاناة للحصول على طفل؛ كما يشعر بالعار والوحدة لأنه يظن بأن لا أحد غيره يعاني من هذه الحالة.
ما سبق يُناقض تمامًا الفكرة الشائعة من أن الرجال لا يكترثون بالعقم أو بإنجاب الأطفال، ففي استطلاع بين رجال يعانون من العقم تبيّن أن الأمر كان له تأثير سلبي على سعادتهم واحترامهم لذاتهم وأنهم شعروا بالاكتئاب، والوحدة والقلق بشأن مستقبل دون أطفال.
ومؤخرًا، لاحظ الأطباء والباحثون حدوث تحوّل في كيفية تناول الرجال لهذه المسألة، فقد اعتاد الزوجان تحميل المشكلة للمرأة، والمسارعة إلى التلقيح الاصطناعي والتلقيح داخل الرحم، لكن الآن وبعد اكتشاف مسؤولية الرجل عن عدم الإنجاب أصبح الأطباء والمرضى والأزواج أكثر وعيًا بمسؤولية الذكور.
ورغم أن العقم يُصيب الرجال لكن المرأة تتحمل عبء معاناة الرجل نفسيًا إضافة إلى معاناتها صحيًا في محاولة إنجاب طفل بالتخصيب في المختبر، هذا بالإضافة إلى أن المجتمع لا يزال يرى فيها المتهم الأول عن عدم الإنجاب.