هل هناك فرصة للإنجاب بعد التّعافي من السّرطان؟!

هل هناك فرصة للإنجاب بعد التّعافي من السّرطان؟!

صحتك وحياتك

الاثنين، ١٦ يوليو ٢٠١٨

يعتقد مريض السرطان، أنّ الحياة قد توقّفتْ، وليس هناك فرصة للنجاة، لكن الأمر اختلف كثيرًا، وبفضل التقدّم الطبيّ والعلاجيّ، بات من الممكن النجاة من هذا المرض اللعين، والمضي قدمًا، والبدء من جديد.

لكن هناك سؤالاً ملحًا يتردّد في ذهن الكثيرين وهو، هل هناك فرصة للإنجاب بعد التّعافي من السّرطان؟.

وفقًا لما جاء في مجلة بولد سكاي، فقد يخلّف العلاج الكيميائي، بعض الآثار الجانبية الضّارة، منها انخفاض معدل الخصوبة في أغلب الأحيان، كذلك يرجع السّبب إلى نوع العلاج، وجرعات الأدوية، أو الإشعاع المستخدم في معالجة الخلايا الضّارة، وبدوره قد يؤثّر بالسلب على الخلايا السليمة أيضًا.

ما هي العلاجات التي تؤثّر على الخصوبة؟

أثناء العلاج، علينا معرفة تأثير العلاج على كفاءة الأعضاء التناسلية؛ ليسهل التعامل مع الاحتمالات المستقبلية، سواء جسديًا، أو عاطفيًا.

كيف يمكن لبعض علاجات السّرطان أنْ تؤثّر على خصوبتكِ؟

العلاج الكيميائي

على سبيل المثال، وليس الحصر، قد يؤدّي العلاج الكيميائي إلى العقم، إذْ ينتمي عقار السيكلوفوسفاميد، إلى مجموعة من العقاقير، تُعرف باسم الكيلامين، أو عوامل المؤلكلة، ويؤثّر تناولها بجرعات زائدة، على الأعضاء التناسلية، وبالتّالي تؤثّر على الخصوبة، ولحسن الحظ، يتمّ علاج الغُدد التناسلية، أثناء العلاج الكيميائي، عن طريق الأدوية، ما يحدّ من تلفها أثناء العلاج.

العلاجات الإشعاعية

يمكن أنْ تتلف العلاجات الإشعاعية الحيوانات المنوية، في حال تَركّز العلاج الاشعاعي على منطقة الحوض، أو بالقرب منها، ما قد يؤدّي إلى تلف، أو تقليل عدد الحيوانات المنوية، وتختفي هذه الآثار الجانبية بعد توقّف العلاج. ويلجأ الأطباء في هذه الحالة، إلى حماية الخصيتين، باختيار نوع معيّن من العلاج.

الجراحة

بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون إلى الجراحة، لعلاج السرطان، قد يضطر الأطباء أحيانًا إلى إزالة بعض الأجزاء، من الأعضاء التناسلية، لمنع انتشار المرض وظهوره في أماكن أخرى، لكن اطمأني، فكلّ هذا يتوقّف على مكان السّرطان.

هناك بعض الخيارات للحفاظ على الخصوبة

أجل، من الممكن الحفاظ على الحيوانات المنوية، عن طريق تجميدها، وينطبق الأمر على المبيضين، أو الأنسجة المتواجدة فيه أيضًا، وبعد الشّفاء، يمكن إعادة الحيوانات المنوية، واستخدامها في محاولات الإنجاب.

وهناك طريقة أخرى، وهي بنوك الحيوانات المنوية، لا تستغربي الأمر! لكن علينا اختيار العيادات المتخصّصة، والأماكن ذات السُّمعة الطيبة، والاستعانة بذوي الخبرة.

تخزين الحيوانات المنوية

هناك إجراء متّبع، تتمّ من خلاله إزالة الخلايا المنوية غير الناضجة، من الشباب والفتيان الصغار، لاستخدامها في المستقبل عن طريق الإخصاب في المختبر، فيتمّ استخدام الحيوانات المنوية لتخصيب البويضة خارج الرحم، ومن ثمّ ينقل الجنين المخصب إلى الرحم.

من هنا، علينا بالتحقّق من المعلومات الطبية من مصدرها، وعند إصابتكِ بالسرطان -لا قدر الله- اسألي طبيبك هذه الأسئلة بوضوح، وهي: ما مدى تأثير العلاج على خصوبتكِ، وهل يمكنك اتخاذ إجراء معيّن لحمايتها أثناء العلاج، وكيفية الاطمئنان عليها بعد التّعافي.

وأخيرًا، علينا التركيز أولاً على الشفاء، ثمّ التفكير في أي شيء آخر، الأطفال نعمة كبيرة، ولا شكّ في ذلك، لكنّ الصحة كنز ثمين، عليكِ المحافظة عليه، وعدم التضحية به، في سبيل أيّ شيء آخر.