المذيع بهاء الخير لـ الأزمنـة : إطلاق برنامج خاص ليس كلمة على ورق أو فكرة تخرج بين ليلة وضحاها.

المذيع بهاء الخير لـ الأزمنـة : إطلاق برنامج خاص ليس كلمة على ورق أو فكرة تخرج بين ليلة وضحاها.

فن ومشاهير

الاثنين، ٤ مارس ٢٠١٩

هو من الوجوه الإعلامية الشابة ،التي تميزت بحضورها اللافت عبر شاشة الإخبارية السورية ضمن نشرات الأخبار وبرنامج صباح سياسي ... وكان له وقفة طويلة مع البث المباشر لتغطية أهم المستجدات السياسية والإقليمية والدولية ... موقع مجلة الأزمنة التقى /خير / فكان لنا معه الحوار الآتي :

يسأل المتابع للإخبارية السورية لماذا لم نشاهد إلى الآن برنامجاً خاصاً بك؟

عند الإجابة على هكذا سؤال، علينا أن نتحدث بداية عن الهدف من الإعلام والرسالة الواجب ايصالها من خلال أي برنامج، أو أي خطاب إعلامي، طوال فترة الخمس سنوات من خلال الظهور تلفزيونياً تنوع تقديمي ما بين نشرات أخبار وبرنامجي الصحافة وصباح سياسي وتغطيات خاصة منها ما كان طارئاً، أي دون تحضير مسبق، بالعموم تنوع ظهوري على الشاشة ما بين تلك البرامج والنشرات يجعل خياراتي أكثر دقة في انتقاء برنامج يتناسب مع ما أريد إيصاله من رسالة عبر برنامج خاص، لذلك البرنامج الخاص ليس كلمة على ورق أو فكرة تخرج بين ليلة وضحاها، فاحترام المشاهد من ناحية تقديم مادة تهم فكره السياسي وحتى جوانبه الاجتماعية بحاجة للكثير من الاحترام والتدقيق في أصغر التفاصيل لنكون أمام إعلام حقيقي ورسالة.

ـ برأيك هل اليوم البرامج الخدمية طغت على البرامج السياسية؟

لا يمكن القول بأن نوعية برامج طغت على نوعية أخرى، فلكل برنامج مهتمون ومتابعون ويجب مراعاة نسبة المشاهدة أولاً والاهتمام ثانياً وتوجه القناة ثالثاً، البرامج السياسية لها مكانها والخدمية خاصة في وقتنا هذا وبعد سنوات من الحرب لها أولوية كبيرة، فهمّ المواطن اليوم بعد تخطي سورية مرحلة كانت تشكل خطراً على الأمن والاستقرار، باتت هموم المواطن الخدمية على قدر كبير من المسؤولية، تحتم على الإعلام أن يتعاطى مع المشاكل والثغرات الاجتماعية والخدمية بكل دقة، وبالنهاية تنوع البرامج هو بمثابة مكملات العمل الإعلامي ككل.

ـ اتجه معظم المذيعين لتقديم برامج أون لاين كيف تنظر لهذه الخطوة؟

محدودية الفرص الإعلامية دفعت العديد من المواهب الإعلامية لكي تكون الانترنت بوابتهم  لتحقيق مالم يخدمهم الحظ به في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، هذا إن استثنينا هامش الحرية الذي يعطيه برنامج الـ"أون لاين" وهنا لا بد من أن تترافق الحرية مع الضوابط والموضوعية، وليس الفلتان اللفظي، واستخدام هذه المنابر الإعلامية لغايات شخصية لا ترقى لمستوى الرسالة الإعلامية.

ـ برأيك ولادة نوعية هذه البرامج ستقضي على البرامج التي تبث عبر التلفزيون؟

دعني هنا اسألك أنا سؤالا من نوع آخر، الراديو جاء قبل التلفزيون والسينما قبل الراديو هل لغى أحدهم دور الآخر؟!، قطعاً لا .. فللبرامج الإذاعية اليوم متابعون وللبرامج التلفزيونية متابعون وجمهور، الكل يكمل بعضه الآخر، وهذا ينطبق على برامج الـ"أون لاين" التي لها جمهورها وسيكون لها جمهور أكبر نظراً لأنها تصل بشكل أسرع للمشاهد.

ـ برأيك هل معايير اختيار المذيع تدنت في الآونة الأخيرة؟

لست مخولاً لإبداء رأي حول هذا الموضوع، وهذا لا ينفي التحفظ في بعض المفاصل، ولكن المهم في القول بأن شاشة التلفزيون لها قدسية واحترام لأنك من خلال هذه الشاشة تخاطب الملايين، وعندما يمتلك المذيع أدواته الإعلامية بالشكل الصحيح يصل برسالته إلى احترام وعين المشاهد لذلك يجب على كل مذيع يريد أن يمتطي صهوة الشاشة أن يحترمها ويحترم متابعها.

ـ مقدمو البرامج السياسية في الوقت الحالي لجؤوا إلى الإثارة وإلى الاستخفاف بضيوفهم كيف تقرأ هذا التحول؟.

لا يمكن وصف هذا بالتحول لأن التعميم بكل شيء في مظاهر الحياة حالة سلبية وللأسف ثقافة التعميم حاضرة وبقوة في مجتمعنا ولو اختلفت النسب، أما من ناحية الإثارة والاستخفاف فهناك فرق ما بين الاثنتين، فالإثارة هي عنصر مهم من عناصر الجذب الإعلامي، وهذا مكتوب ويدرس، أما الاستخفاف بالضيوف من قبل المذيع فهي ظاهرة سلبية تتعلق بشخصية المحاور، وهنا أعود معك إلى الإجابات السابقة وهي احترام الشاشة.

ـ كيف تنظر للانتقادات التي توجه للإعلام السوري هنا وهناك، وأصبح هناك برامج تلفزيونية تترقب ما يبث عبر الشاشات السورية؟

طوال فترة الحرب على سورية لم تكن الحرب لا سياسية فقط ولا عسكرية فقط، بل هي حرب كاملة الأوصاف سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وإعلامياً مكملاً لما سبق، فالوضع الطبيعي أن تتعرض للانتقاد والنقد وللأمانة النقد ظاهرة سليمة عندما تكون للتصحيح وليس للتجريح والسخرية بشكل أو بآخر.

ـ ما الذي يدفع الإعلام اليوم إلى انتقاد إعلام البلد؟

إن كنت تقصد الإعلام الخارجي فهذا متمم لما ذكرته سابقاً، فأنت أمام حرب ذراعها الطولى هو الإعلام،  وبغض النظر عن المادة الإعلامية أو مستواها وهذا وفق الإمكانيات المتاحة فهي ستكون في مجابهة منابر إعلامية جيرت لتمارس دورها خلال هذه الحرب.

ـ برأيك هل يفتقر الإعلام السوري للتخصص؟

لا يفتقر الإعلام السوري للتخصص فهناك قنوات مختصة فقط بالأخبار والبرامج الإخبارية، وهناك وسائل إعلامية مهتمة بكل التفاصيل الأخرى، أما من ناحية نوعية المادة المقدمة فهذا شيء مختلف.

ـ إلى أي مدى أثر انتشار الإعلام الخاص على الإعلام الرسمي؟

أنت ذكرت اسم الإعلام الرسمي وبناء على هذا الاسم الذي يحمل الكثير من التفاصيل ومنها الأهم (الالتزام بالرسالة التي تود إيصالها الدولة نحو الداخل والخارج)، أما الإعلام الخاص لن نقول أنه لا يلتزم بالسياسة الإعلامية للدولة ولكن يبقى له هامش من الحرية أوسع وإن صح التعبير في الوصف هامش للمناورة في كيفية التعاطي مع المادة الإعلامية سواء كانت إخبارية أو اجتماعية.

ـ ماذا لديك من أمنيات؟

الأمنية الأولى هي السلام لبلدي سورية والثانية بأن نساهم جميعنا وكل من مكانه في ترميم الجراح والندبات الاجتماعية التي خلفتها الحرب.

ـ كلمة أخيرة؟

المجد لشهدائنا .

 

دمشق _ موقع مجلة الأزمنة _ محمد أنور المصــري