أديب قدورة: لا وجود لنقابة الفنانين.. ومؤسسة السينما غيّبتني.

أديب قدورة: لا وجود لنقابة الفنانين.. ومؤسسة السينما غيّبتني.

فن ومشاهير

السبت، ٢ مارس ٢٠١٩

أكد الفنان أديب قدورة أنه لا توجد حركة سينمائية في سورية، وأن المؤسسة العامة للسينما هي الوحيدة التي تنتج أعمالاً سينمائية، لأن القطاع الخاص جامد جداً خلال الأزمة، متهما بذلك أعداء الفن وأعداء سورية وهم من يديرون مؤامرة على السينما السورية، مضيفا أنه يدعى للمشاركة في الأفلام القصيرة فقط، أما الطويلة منها فهو مغيب عنها، متسائلا عن سبب عدم ترشيح مؤسسة للسينما له للتمثيل.. وعن المزاجية التي تسود فيها.

وفي حوار ببرنامج #مع_الكبار الذي يعده ويقدمه #يامن_ديب على إذاعة #صوت_الشباب، أكد قدورة أنه يريد أن يريد المشاركة بعمل فني عظيم يرفع اسم سورية في المهرجانات، فالعنصر السينمائي في سورية موجود، وهناك كتّاب وفنانون ومخرجون عظام في سورية.. وأن هناك الكثير من النجوم في سورية، وأبرزهم #تيم_حسن.

وأشار قدورة أنه رفض الكثير من الأعمال التلفزيونية التي عرضت عليه، لسبب أن الدور الذي أوكل إليه فيها لم يناسبه، ولا يليق بمكانته، معتبرا نفسه مغيّباً، بسبب الشللية التي تحصل بين الممثلين، والتي تهدد الدراما السورية.

وعن موقفه من نقابة الفنانين قال الفنان أديب قدورة إنها لا تتواصل معه، وكأنها "غير موجودة"، وأضاف: النقابة مهمة جداً لكنها لم تعمل شيء للناس الذين اشتغلوا للبلد، ولدي راتب تعاقدي (20000 ليرة سورية) آخذه من النقابة وهو لا يكفي سعر ربطات الخبز، معتبراً أن النقابة مقصرة في حقه وحق الفنانين الكبار.

وعن رأيه بالدراما الإذاعية، قال قدورة إنه لا يحب هذه الدراما لأن أسلوبها خطأ، فهم يخبرون الممثل قبل يوم واحد أن لديه تسجيل، ومن ثم يجتمع الممثلون ويؤدون أدوراهم ويقرأون النص مرة واحدة.

واعتبر قدورة أن مسلسل "باب الحارة" فيه الكثير من المبالغة، فالمجتمع السوري لم يكن كذلك يحمل الخناجر، والبيئة الشامية راقية بأخلاقها وتعاملها وإنسانيتها، وليست كما نراها في مثل هذا المسلسل.. مضيفا أن في نيته إخراج عمل تلفزيوني له إمكانيات مادية كبيرة.

وتحدث أديب قدورة عن فنانين يطرقون أبواب المخرجين للحصول على أدوار لهم في الأعمال الدرامية، وهو ما لم يقم به هو، وأضاف: أحب كوميديا الموقف وقد مثّلتها في المسرح لكني لم أمثلها في السينما والتلفزيون.

وتذكر قدورة أن بعد نجاح فيلم "الفهد"، عرضت عليه المؤسسة العامة للسينما فيلم "الحدود الخفية" وطلبت منه الاستقالة من المسرح للتفرغ للعمل في السينما، وبعد استقالته تفاجأ باستبدال اسمه بالفنان "يوسف حنا"، بعد فسخ العقد، لكن ذلك لم يؤثر على علاقته به، مضيفاً أنا عاتب على المؤسسة العامة للسينما لأنها سمعت أصوات عدد من الممثلين واستبعدته من أفلام أنتجتها، معتبرا أنه لا يوجد اليوم سينما سورية، فقديماً كانت تنتج سورية سنوياً 25 فيلماً، وهو شارك في عام واحد في سبعة أفلام، مؤكداً أن المشاهد الجريئة يقررها الكاتب والمخرج، وأن الفن يجب أن يكون للناس البسطاء وليس للنخبة.

وعن سبب مشاركته في الأفلام التجارية، قال قدورة إنه اضطر للعمل في هذه الأفلام بعد أن استبعدته المؤسسة العامة للسينما، لأجل المكسب المادي، مشيرا إلى أن آخر أجر جيد تقاضاه كان 400 ألف ليرة سورية عن فيلم "نار تحت الرماد" في الثمانينات.

وقال الفنان أديب قدورة إنه يرفض المشاركة في أدوار كضيف شرف في الأعمال الدرامية، وأحياناً يطلب أجر عال، لأن المنتجين يدخلونه كضيف شرف في أعمالهم ليساعدهم ذلك على تسويق العمل باعتبار أن له اسمه ومكانته الفنية.

وحول المسرح أعتبر قدورة أن المسرح اهتز بعد أن غادره هو، مضيفا أن المسرح يحتاج لقيادة كي يستمر بشكل أو بآخر، وأن المعنيين بالحركة الثقافية الفنية لا يميزون بين الفنانين المبدعين والفنانين المرتَزقة، وأنه لم يأخذ حقه في الوسط الفني لهذا يشعر بالندم لرفضه الفرص التي عرضت عليه في مصر والأردن.

وعن ذكريات مسقط رأسه تذكر قدورة بلدته الفلسطينية "ترشيحا"، فهي بلدة جميلة جداً، حسب وصفه، ويعتبرها أجمل منطقة في العالم، مضيفاً أنه عندما يذكرها يبكي من القهر، حيث كان والده فلاحاً يزرع الدخان الذي هو المورد الأساسي للرزق في تلك البلدة.

ويروي الفنان أديب قدورة عن بداياته أنه بعد أن انتقل للعيش في سورية استقر في حلب، وفي عمر الخمسة عشر عاماً كان مع مجموعة من أصدقائه الذين يحبون التمثيل ويرتادون نوادي لديها نشاطات سنوية، وفي أحدى المرات زارت فرقة "يوسف وهبي" من مصر مدينة حلب كي تقدم عروضاً في سينما "الدنيا" بحلب فتشوق قدورة لمقابلتهم وتمكن من رؤيتهم بعد العرض، حيث عرضوا عليه التقدم لاختبار لكي يصبح نجما سينمائيا في مصر، الأمر الذي رفضت أمّه ومرضت لأجل ذلك فرفض قدورة العرض ولم يسافر.

وتذكر قدورة أنه عمل كمدرس للرسم في ثانوية البحتري بمدينة "الباب" في حلب، وبعد ذلك عمل في المسرح القومي كفنان تشكيلي ورشحه زميله للمشاركة في مسابقة لاختيار ممثلين في فرع للمسرح القومي، دخل بالصدفة أمام اللجنة التي كانت مكونة من حسين إدلبي، عمر حجو، علي عقلة عرسان، وغيرهم، وبعد يومين أخبروه بأنه نجح في الاختبار كمهندس ديكور حيث أنه لم يتقدم كممثل، ومثل بعدها في أول مسرحية له "الأيام التي ننساها" للكاتب وليد خلاصي.

وعن الفنانين الذين غادروا سورية قال قدورة، ما كان يجب أن يغادروا بل كان عليهم البقاء في سورية، فالفن تعاون، وبمغادرتهم فقدنا العناصر الفنية التي سافرت خارج البلد، مضيفا أنه لم يغادر سورية ولم يفكر في ذلك، واعتبر نفسه فناناً وحدوياً ويعشق الوحدة العربية.. وأشار أنه ليس لديه أصدقاء في الوسط الفني، وأن صديقه الوحيد كان المخرج الراحل نبيل المالح، أما البقية فهم زملاء.

 وعن علاقته بالسوشال ميديا، قال الفنان أديب قدورة إنه ليس لديه أي صفحة على الفيس بوك، فهو يحب الانعزالية ولا يحب الانخراط بالآخرين، وأضاف: أخذ مني التمثيل "الفن التشكيلي"، معتبراً أن الفن دراسة ومن ثم موهبة، مؤكداً أنه كان "واسطة" لعدد من الفنانين الموهوبين فمنهم من قدّر له ذلك ومنهم أنكر، مضيفاً أن هاجس تمثيل القضية الفلسطينية في الأعمال الدرامية لا يزال هاجسه.

وختم قدورة لقاءه بأن لقب "الفهد" هو لقبه المفضل، وأنه يتألم عندما تحصل مواقف ضد مشاركته في فيلم عالمي، فهو يعتبر مشاركته في فيلم عالمي نجاح للسينما السورية. مشيرا إلى أن آخر أعماله هو وثائقي "السلطان" الذي أصبح في مرحلة المونتاج، وهو فيلم طويل مثّل فيه المشاهد التوثيقة عن حياة المجاهد سلطان باشا الأطرش، وأن من الشخصيات التي يتمنى تمثيلها شخصية عبد القادر الحسيني.