فتون عباسي لـ الأزمنة : بذلت جهدا كبيرا لإثبات نفسي.

فتون عباسي لـ الأزمنة : بذلت جهدا كبيرا لإثبات نفسي.

فن ومشاهير

السبت، ٢٣ فبراير ٢٠١٩

ما ينقص بعضا من مذيعات ومذيعي اليوم هو القراءة والاهتمام بالتفاصيل.

نظرية تفوق الإعلام الإلكتروني على حساب التلفزيوني فالاثنان يكملان بعضهما البعض.

فتون عباسي مذيعة الأخبار، ومقدمة لعدد من البرامج السياسية عبر شاشة قناة الميادين ، تنقل بصدق للمشاهدين ما يجري في العالم من وقائع وأحداث، فكانت من الوجوه السورية التي تتطل عبر شاشة قناة الميادين من خلال تقديمها لنشرات الأخبار ومجموعة من البرامج ... موقع مجلة الازمنة التقى عباسي فكان لنا معها الحوار الآتي :  

مرحباً بك عبر موقع مجلة الأزمنة؟

أهلا بكم .

كيف تقيمين واقع الإعلام الالكتروني في سورية ؟

التقييم كما تعلم يحتاج إلى اعتماد على دراسات وأبحاث واستطلاعات للرأي .ومن هذا المنطلق لا أحبذ أن أستخدم مصطلح تقييم في إجابتي على سؤالكم بل سأبدي وجهة نظري حول واقع المواقع الإلكترونية السورية وتحديدا التي تعنى بالجوانب السياسية منها ..

في السنوات الثمانية الأخيرة ،أي منذ بداية الحرب على بلادي سورية ،لحظت تزايد كبير للمواقع الإعلامية الإلكترونية السورية المتخصصة بالشأن السياسي على اختلاف توجهاتها وأهدافها. منها ما أنشأ بهدف استكمال حملة ممنهجة لتزوير الوقائع وتزييفها بتمويلات كبيرة باتت معروفة مصادرها .ومنها ما حاول إعادة توجيه البوصلة باتجاه المشهدية الحقيقية للبلاد رغم إمكانياته المادية البسيطة مقارنة بأخرى في الذكر ..بعض هذه المواقع الوطنية استطاعت النجاح في الوصول إلى هدفه في كشف الحقيقة كما هي وبعضها فشل بسبب مغالاته في اعتماد لغة خشبية نطلق عليها في عالم الصحافة  اصطلاحا بأنها ( لغة ملكية أكثر من الملك ) ..ومن هنا أستطيع التصويب باتجاه نقطتين لما تحتاجه الصحافة الإلكترونية الوطنية في بلادي كي تحقق ما نصبو إليه جميعنا كسوريين ..

النقطة الأولى : اعتماد الموضوعية والدقة لأقصى الدرجات في نقل الخبر بدون زيادة أو نقصان. أما الثانية فهي العمل على زيادة هذه المواقع الوطنية ليس لجهة الإكثار من عددها فقط بل الاهتمام أكثر بتمويلها وتدريب كوادرها فالعبرة بالكيف لا بالكم ..

برأيك هل تفوق الإعلام الالكتروني اليوم على نظيره الإعلام التلفزيوني ؟

مفهوم الإعلام الإلكتروني فعليا تعدى كونه مرتبط بمواقع إلكترونية احترافية ، في هذا القرن بات بوسع كل مواطن في أي بلد أن يكون إعلامياً عبر صفحات خاصة ينشؤها على مواقع التواصل الاجتماعي ، وبقدر ما يمثل ذلك تطورا كبيرا في جعل العالم بأكمله متواصلا ،حيث يمكنك أن تعرف في سورية مثلا ما يحدث في مقاطعة أو محافظة أو حتى شارع صغير في أقصى بقاع الارض .إلا أن هذا في الوقت نفسه يشكل خطرا لجهة مصداقية الأخبار إن كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو فنية وبالتالي خطرا أكبر على العبث بوعي المجتمعات .أما إن كنت تقصد المواقع الإلكترونية الصحافية  لا أعتقد بصحة اعتماد نظرية تفوق الإعلام الإلكتروني على حساب التلفزيوني فالاثنان يكملان بعضهما البعض .. في الخلاصة نحن نحتاج إلى النوعين من الأساليب في الإعلام ..

كما علمت بأنك تتابعين الافتتاحيات للدكتور نبيل طعمة رئيس تحرير الأزمنة؟

بدأت بمتابعة موقع ( الأزمنة) من باب اهتمامي بالشأن السوري ،ليس كإعلامية فقط بل كمواطنة سورية تهتم بمعرفة كل ما يحدث في بلادها مهما كان تفصيلا صغيرا ..ما لاحظته في موقع الأزمنة أنه يعمل بجهد لنقل جل الأخبار المتعلقة بسورية داخليا وخارجيا وفي شتى المجالات ..أما عن افتتاحيات الدكتور نبيل طعمة فيلفتني أسلوبه السلس العميق في طرح قضايا وجودية وفلسفية تحرض القارئ على إعمال الفكر ..هذا النوع من المقالات التي تهدف إلى التنوير بات نادرا في عالم يحتكم لتجاذبات اقتصادية وسياسية وايديولوجية تحاول فرض إراداتها على كل ما  يتحرك على هذه الأرض ..

بعد تجربة مهمة في الإعلام العربي – المصري – واللبناني – كيف تشاهدين واقع الإعلام التلفزيوني السوري ؟

 

نعم عملت في الإعلام السوري والمصري لكن لم أعمل في اللبناني ..أما إن كنت تقصد الميادين  باللبنانية فاسمح لي أن أصوب بأن الميادين ليست قناة لبنانية إنما فضائية عربية تبث من لبنان ولها مكاتب فرعية في كثير من الدول العربية وحول العالم ..

الإعلام المرئي السوري وضع تحت المجهر في فترة سنوات الحرب ،وهذا بحد ذاته كان حملاً كبيرا وتحديا له في مواجهة ماكينات إعلامية غربية وعربية ممولة بمليارات الدولارات استهدفت سورية .من هذا المنطلق لا يمكن أن أقسو على إعلامنا المحلي كما يقسو عليه كثيرون ... فهو وقف بوجه إعلام ما يقارب 94 دولة اجتمعت ضد سورية محاولة تدميرها .. لذلك ومنطقيا أعتقد بأن الإعلام السورية استطاع إحراز خرق لجهة غيصال حقائق كثيرة بما يخض قضيته السورية .وإلا لما شهدنا إنزال بث بعض قنواتنا المحلية من بعض الأقمار الاصطناعية ..لكن بالرغم من ذلك أنا لدي يقين أن إعلامنا يستطيع أن يقدم أكثر بكثير مما قدمه . لأنني أعلم وعن تجربة و دراية كاملة بأن لدينا كوادر إعلامية (في التقديم والحوار والتحرير والمونتاج والإخراج والإضاءة إلخ ) يمكنها أن تعطي أضعاف ما يتوقع منها حتى  لو وجدت الدعم المعنوي والمادي الذي تحتاجه ..وترك لها الهامش لتبدع بعيدا عن التأطير الذي يقتل الإبداع و يدمره ،والمحسوبيات أو ما نسميها "الواسطات" بلغتنا العامية التي تعطي فرصا لغير الأكفاء على حساب زملائهم ممن لديهم المؤهلات المطلوبة. أعتقد أن السنوات الثمانية الأخيرة أثبتت للجميع مدى أهمية الإعلام في أي حرب تخاض على البلاد ،فالكلمة والقلم لا تقلان أهمية عن السلاح في خوض الحروب ضد محتل أو إرهاب ..لذلك أدعو المعنيين إلى وضع الإعلام على سلم الأولويات في الاهتمام ،وتعزيزه ..فهو حاجة وليس رفاهية ..

أنتِ من الإعلاميات السوريات اللواتي حققن حضوراً مهما قبل أن تخوضي العمل خارج الإعلام السوري ... هل استفدتِ من المرحلة التي عملتِ فيها داخل إطار الإعلام الرسمي السوري ؟

مما لاشك فيه أن علاقة الإعلامي بمؤسسته الإعلامية أيا كانت هي علاقة متبادلة ..أنت تتعلم منها وتضيف إليها ..وهذا ينطبق على تجاربي في الإعلام السوري ..بالتأكيد تعلمت منها ولاسيما في فترة انطلاقتي الأولى في عالم الصحافة والإعلام ..كان لها الفضل بتعليمي ما نسميه ألف باء الصحافة  ..

اليوم في الميادين ... ماذا تخبرينا عن كواليس العمل داخل أروقة القناة ؟

التجربة في الميادين مختلفة عن غيرها .. المقاومة عنوان لكن بموضوعية وإقناع ،لا بخشبية ومزاودات . للدقة أهمية كبيرة في نقل الخبر وتحريره ،في الإعداد لحوار وتقديمه ..كل من فيها يبذل قصارى جهده لتقديم الأفضل من موقعه .. وعند وقوع حدث مهم في مكان ما من هذا العالم تتحول غرفة الأخبار إلى ما يشبه ثكنة يتقاطر إليها الجميع لتتحد جهود خلية النحل في مواكبة الحدث بأدق تفاصيله ..

يقال اليوم بأن الإعلام السياسي أصبح لا يصنع النجوم في عالم الإعلام ؟

أنت قلتها يقال واستخدامك لفعل يقال ينفي الجزم.. إذن هي ليست قاعدة وهناك الكثير من المتألقين في عالم الإعلام السياسي ولهم بصماتهم فيه .لكن إجمالا اليوم الإعلامي الذي يقدم البرامج الفنية أو الترفيهية يصل إلى النجومية بسرعة أكبر .ربما لأن أوجاع الناس اليومية ولاسيما في بلادنا العربية تدفعهم لمتابعة البرامج الفنية والترفيهية هربا من همومهم وهذا طبيعي ،نظرا للظروف اليومية التي يعيشونها وهم يركضون وراء لقمة العيش.. لكن بالرغم من ذلك قلما ما تجد عربيا لا يتابع نشرة أخبار  وبرنامجا سياسيا واحدا على الأقل فنحن شعوب  حتى خبزها بات معجونا بالسياسة ..

هل أصبحت كل فتاة جميلة، اعلامية ومقدمة نشرة؟ وماذا ينقص مذيعي ومذيعات اليوم؟

جميل ومهم هذا السؤال لأنه يلامس وجعي كإعلامية في مرحلة ما  وسأخبرك السبب..

عندما عقدت العزم على دخول عالم الإعلام السياسي ،واجهت صعوبات كبيرة في النظرة المؤطرة للفتاة الجميلة.. أذكر أن أحد المخضرمين وقتها قال لي باستهتار: لماذا لا تذهبين وتقدمين برنامجا عن الموضة مثلا .رغم أنه لم يكن يعرف أي شيء عني أو عن قدراتي أو إرادتي أو ثقافتي بعد .. لم أجبه وقتها أبدا .. لكن أصررت على الإثبات لكل من ينظر من مبدأ المقولة الفرنسية (كوني جميلة واصمتي )بأن جمال الشكل لا ينفي وجود المضمون .. لا أنكر بأنني بذلت جهدا كبيرا لإثبات نفسي وفي الوقت الذي كان يقرأ به أقراني ثلاثة مقالات يوميا مثلا كنت أقرأ عشرين لأراكم المعلومات وأطالع الكتب لأفهم أكثر التاريخ السياسي أكثر وأستشرف من خلاله المستقبل .وأعتقد أنني حققت نجاحا إلى حد كبير في كسر هذه الصورة .. لذلك أدعو الفتيات والشبان الذين يتمتعون بمظهر جيد ألا يكتفوا بالاعتماد على المظهر فقط بل أن يعملوا بكل جهد على تطوير المضمون .ليحققوا نجاحين : الأول شخصي والثاني عام لكسر الصورة النمطية عند كثر يتسمون بالسطحية في تقييمهم للأشخاص من خلال الحكم عليهم من مظهرهم فقط لا مضمونهم..

أما ما ينقص بعضا من مذيعات ومذيعي اليوم هو القراءة والاهتمام بالتفاصيل ..على هؤلاء أن يكفوا عن الاكتفاء بثقافة العناوين العريضة على محركات البحث .. وأن يتعمقوا أكثر في دراسات ملفاتهم والعمل عليها ..فالمتلقي يستحق أن نحترم عقله كإعلاميين ..

يقول البعض بأن المذيعات أصبحن بكثرة على الفضائيات وتجاوز عددهن المذيعين الذكور .. كيف تعلقين ؟

ههههه.. يا أخي نسبة الذكور في العالم كله أصبحت أقل من الإناث ..تقول بعض الإحصائيات السكانية العالمية :إنه مقابل كل ثمانية إناث تولدن ،يولد ذكر واحد.. وربما ازدادت النسبة ..لذلك وبالعامية ( ما وقفت على المذيعات)

في عام 2017- أطلقتِ كتاب القضية الفلسطينية في مئويتها الثانية لماذا توقفتِ عن اصدار الكتب ؟

لم أطلق كتابا خاصا .. كتاب القضية الفلسطينية في مئويتها الثانية هو نتاج 23 كاتبة وكاتب عربي من مختلف الأقطار العربية جلهم لهم باع طويل في عالم الصحافة والإعلام  شرفني أن أكون واحدة من بينهم ..وبمناسبة الحديث عن الكتاب أشكر بشكل خاص الصديق العزيز الأستاذ فيصل جلول الذي طرح علي فكرة الانضمام لهذا اللفيف من الإعلاميين المهمين والمشاركة بنص في الكتاب ..

أما عن سبب عدم إصداري لكتاب منفرد وحتى التوقف عن كتاباتي للمقالات السياسية في الآونة الأخيرة فهو ضيق الوقت وانشغالي بالعمل ليس أكثر. النية موجودة لكن (كله بوقته حلو)

هل لديك شيء جديد ستظهرين فيه للمشاهد قريباً ؟

كما تعلم قدمت ولا أزال  نشرات الأخبار والتغطيات وبرامج حوارية في الميادين منها (خارج القيد _وآخر طبعة )وندوات خاصة.. ومؤخرا منذ عدة أشهر بدأت أقدم حلقات في برنامج حوار الساعة ..واعدك عندما يكون هناك جديد ستكونون في الأزمنة من أول من سأخبرهم بذلك ..

ماذا لديك من أمنيات ؟

إن توقفَ الإنسان عن التمني تنتهي رغبته بالوجود والحياة ..الأمنيات كثيرة منها الشخصي ومنها العام .. الشخصي سأحتفظ به لنفسي أما من أهم أمنياتي العامة  أن تعود بلادي كما كانت قبل حرب دمرت الحجر ولم تترك البشر ..لكن هذا لا يكفيه التمني أو الدعاء .هذا يحتاج لعمل مشترك من كل السوريين بلا استثناء كل من موقعه ..

كلمة أخيرة تقوليها للأزمنة ..

موقع الأزمنة استطاع أن يثبت نفسه في هذا الفضاء الإعلامي الرحب من خلال نقله لأخبار سورية والعالم بشتى المجالات ..وإيراده لكثير من الآراء والتحليلات في المقالات التي يعرضها على موقعه .سواء لكتاب ينشرون مقالاتهم على موقعه مباشرة .أو إعادة نشره لمقالات كتاب ينشرون في صحف أو على مواقع أخرى ..لكن بطبيعة الحال يبقى لدي طمع من باب حرصي على إعلامنا السوري أن يكون في الطليعة ان أطلب المزيد من التطوير الإعلامي المستدام لكل وسائل إعلامنا السورية ومنه موقع الازمنة.. أعتقد انكم قادرون على تقديم الكثير يا إعلامينا السوريين فلا تتوقفوا مهما كانت الصعوبات ..

 

دمشق _ موقع مجلة الأزمنة _ محمـــد أنــــور المصــــــــري