طعمة لـ الأزمنة: معظم قنوات العالم لا تُرضي بشكل كامل مشاهديها فكيف إن كان المشاهد مثل المتلقي السوري صعب ارضاء ذائقته.

طعمة لـ الأزمنة: معظم قنوات العالم لا تُرضي بشكل كامل مشاهديها فكيف إن كان المشاهد مثل المتلقي السوري صعب ارضاء ذائقته.

فن ومشاهير

السبت، ٢ فبراير ٢٠١٩

استطاع الإعلامي الشاب ( أمجد طعمة ) بأن يحجز لنفسه معقداً مهماً على مساحة الإعلام السوري ، فكان أول المذيعين السوريين الذين أدخلوا برامج الفن والحوارات الساخنة عبر شاشة التلفزيون السوري ،متنقلاً بين الإذاعة والتلفزيون ، وقد استفادت من خبرته الإعلامية إحدى القنوات العربية ، وبعد كل هذه النجاحات تولى إدارة برامج القناة الفضائية السورية ...موقع مجلة الازمنة التقى طعمة فكان لنا معه الحوار الآتي : 

البعض ينتقد برامج السورية - ويقال بالعامية ( مالها طعمة ) ؟

البرامج التلفزيونية ليست طبخة مجدّرة أو سلطة فتوش لتقيمها بطريقة التذوّق وربط اي شيء بالطعمة بمعنى اذا كانت القضية فقط قضية ذوق أو ذائقة وفي الاعلام بالذات الأذواق تفسد الود والقضية.

عندما نعتمد على قراءة حقيقية للواقع ونحن نصنع برنامجاً عنه.

عندما يتم اعطاء الهامش والامكانيات المناسبة والحقيقية لملامسة الواقع بشفافية.

عندما نحدد موقعنا بالنسبة للإعلام العربي والعالمي ونقرر فعل شيء للحاق بالركب.

عندما نضع توصيف حقيقي للقنوات المحلية (هل هي اخبارية ام ترفيهية ام منوعة ام ...) ونحدد الهدف بشكل علمي منها ومن كل برنامج.

عندها وبعد عدد آخر من النقاط يمكننا ان نقييم البرامج بالتقاطع مع ذائقة الشارع الذي لا يعجبه طعم البرامج.

علما ان معظم قنوات العالم لا تُرضي بشكل كامل مشاهديها فكيف ان كان المشاهد مثل المتلقي السوري صعب ارضاء ذائقته وقد أتيح له اليوم المقارنة مع شاشات العالم التي يجب أن نعترف أننا نبتعد عنها ابتعاد امكانية تقييم برنامج تلفزيوني بطريقة تذوّق الشوربة كما يفعلون.

هل فعلا يتم الاعداد لدورة برامجية جديدة للقناة السورية؟

في جميع القنوات التلفزيونية يتم العمل بشكل مستمر تحضيراً لدورة برامجية قادمة أو إنجاز برامج جديدة توضع في اطار البث ضمن رؤية عامة تشمل الفواصل واللوغو والإشارات واللونية حسب الحاجة أو يتم التغيير بشكل برامج فردية حسب احتياج الشاشة وإمكانيات العمل والعاملين.

في القناة السورية من فترة ليست بعيدة وقبل تسلمي ادارة البرامج كان التغيير الشامل في البرامج والرؤية البصرية بشكل كامل.

بعد مباشرتي عملي بتاريخ 10/10/2018 بدأت بوضع خطة للاطلاع بشكل تحليلي ودراسة جميع برامج القناة السورية الفضائية وتم انجاز هذا الامر بنسبة 80% وعليه تم البدء بالعمل على قراءة احتياجات الشاشة ضمن الهامش والصلاحيات المعطاة لهذه الدائرة.

في هذه الأثناء تم العمل على بعض البرامج ضمن المتاح الذي  ربما لم يتم لمسه بشكل واضح لضيق مساحته واتساع مساحة المواد البرامجية على امتداد ساعات البث التلفزي.

بعد التغيير في ادارة القناة السورية واستلام السيدة ميسون يوسف مديرة للقناة السورية تمت الدعوة لتقديم أفكار برامجية من تاريخ  10/1/2019 ولغاية 24/1/2019 وقد تقديم ما يزيد عن أربعين فكرة برامجية عن طريق دائرة البرامج نتمنى ان يكون فيها الجديد والهام والمتاح تنفيذه ويُحِدث التغيير الذي يحقق الرضى.

ماهي الأسس التي تقومون على أساسها اختيار البرامج ؟

قمت  بوضع منهجية لتقديم أفكار البرامج من خلال تحديد عناصر اساسية يجب ان تكون واضحة في ذهن صاحب الفكرة وتم جدولتها في ورقة سُمّيت بطاقة برنامج  طُلِب فيها عناوين مقترحة للفكرة المُقدامة وتصور كامل عن المدّة الزمنية ويوم العرض ونوع البرنامج وجمهوره المستهدف وهدفه كل هذا قبل كتابة الفكرة وفقرات البرنامج ثم طُلب تقديم مقترحات حول عناوين وشرح بسيط لخمس حلقات ممكنة للفكرة.  هذه الارضية المعلوماتية تعطينا تصور عن الافكار الموجودة  بشكل واسع وعن علاقة الفكرة بصاحبها مع اعطاء هامش في التقييم بإدراك ان الورق يختلف عن التنفيذ فالكثير من الورق الجيد يمكن ان يعطي برامج عادية والعكس صحيح.

بعد هذا الشكل الممنهج في تقديم افكار البرامج تم وضع منهجية للتقييم لا تعتمد على الرأي الفردي وذلك من خلال ورقة تقييم ستكون مع لجنة مختصة لاقرار الافكار التي تم تقديمها

ومنهجية التقييم تقوم على وضع نسبة مئوية لكل فكرة من خلال:

 ١- كم هي فكرة جديدة؟

2- كم هي فكر مهمة؟

3- كم هي فكرة ممكنة التطبيق؟

وعلى هذه الاسس سيضع المقييم رأيه وملاحظاته وسيتم الاعلان عما حصلت عليه الافكار من نسب تقييم واعتماد ما تحتاج له القناة منها.

بالمحصلة هي عملية متعبة لكنها نوعاً ما تحقق العدالة وتضمن الشفافية و الأهم بالنسبة لي تكريس تقاليد مهنية حقيقية ومقاييس أكاديمية في إقرار البرامج التلفزيونية.

الدورة البرامجية الحالية تفتقد للروح التي تجذب المشاهد إليها كون إعدادها كان سريعاً وبهدف الظهور فقط ؟

لا ادري من وضع هذا التقييم وأصدر هذا الحكم وعلى ماذا استند بهما؟!!

عندما اعرف ذلك سأجيب على السؤال.

لماذا يفتقر الاعلام السوري للتخصص .. مثلا نمتلك الاخبارية السورية من شأنها بث الاخبار والمستجدات السياسية والإقليمية والدولية ... والسورية قناة عامة تشمل الاسرة السورية والمنوعات .. بينما تحولت /السورية/ لقناة اخبارية .. وشبه اقتصادية مطعّمة ببرنامج مسابقات واخر رياضي لم يحصد الجماهيرية المطلوبة ؟

هذا سؤال هام وكبير إن كان طرحه للإجابة عليه من خلال موقعي كمدير برامج القناة السورية فاليس من صلاحياتي الاجابة، انما يمكن ان أجيب من حيث أن شأني واهتمامي وما أغار عليه هو الاعلام السوري.

الاختصاص والكفاءة على مستوى العاملين حاضرة لكن توظيفها بشكل واضح وصحيح غير موجود لأسباب ذاتية خاصة بالعاملين واسباب عامة خاصة بالتخطيط والإدارات.

أما بما يخص التخصص بمحتوى قنوات البث، اليوم هناك سعي في المؤسسة الاعلامية الرسمية لإنجاز قنوات متخصصة بدأت بالإخبارية و بالدراما والرياضية الارضية والتربوية لكن مدى الفاعلية والحضور في الشارع السوري والأثر في الاعلام العربي و العالمي، هذا موضوع آخر و قضية تُعالج بمعالجة الاسباب التي لا تمت للعمل الاعلامي بصلة.

أخيرا في نهاية سؤالك حكم قيمة على برنامجين الاول للمسابقات والثاني للرياضة لا أوافقك الرأي فيه، لان قياس الجماهيرية لا تأتي جزافا علماً اني كمدير برامج لا علاقة لي لا من قريب ولا من بعيد في البرنامجين المذكورين لأنهما يخضعان لشروط الرعاية التجارية ولهذا الأمر شجون أخرى الكلام فيها يخلق شجون أكبر ويكسّر "النصالُ على النصالِ" وما نحتاجه في الإعلام اليوم العمل بمهنية ومحبة فقط.

دمشق_ موقع مجلة الأزمنة _ محمد أنور المصري