جهاد سعد: لا يوجد لدينا صناعة سينما ولا مسرح.. وقلبي اليوم ينبض بالحب لسورية

جهاد سعد: لا يوجد لدينا صناعة سينما ولا مسرح.. وقلبي اليوم ينبض بالحب لسورية

فن ومشاهير

الجمعة، ١ فبراير ٢٠١٩

أكد الفنان جهاد سعد أن تجربة "لجنة تحكيم" ليست بسهلة أبدا، لأنها قد تقضي على موهبة شخص ما، مضيفاً أن أعضاء لجان التحكيم يجب أن يكونوا أصحاب خبرة عالية المستوى، ليتمكنوا من تقييم المتسابقين بموضوعية.

واعتبر سعد، خلال حلقة له للأسبوع الثاني على التوالي من برنامج #مع_الكبار، الذي يعده ويقده #يامن_ديب، على إذاعة #صوت_الشباب أن بعض شركات الإنتاج سواء في سورية أو في مصر لا يفهمون بالأعمال الفنية، واصفاً إياها بالقزمة و"الصعلوكة"، لأنها لا تعرف سوى الكسب المادي، مستدركاً أن هناك شركات فنية قدمت أعمالاً فنية عالية المستوى، وأن شركات الإنتاج عموما يجب أن تكون حريصة على جودة المنتج الفني.

وأضاف سعد أن شركات الإنتاج، عندما تقوم بتجارب لاختيار الوجوه الجديدة، ترسل "مساعد منتج" ليقيم موهبة درست أربع سنوات في المعهد العالي للفنون المسرحية، وهذا خطأ وفيه عدم احترام للطاقات والمواهب الجديدة، معتبراً أنه من العيب معاملة الوجوه الجديدة بهذه الطريقة، وأنه يجب أن يقوم المخرج بإجراء تلك الاختبارات للفنانين الجدد من باب الاحترام لهذه المواهب.. وطالب الشباب بالتمرد على هذه الظاهرة.

وأشار الفنان جهاد سعد إلى أنه لا يوجد مسرح في سورية، مضيفا أن ما كان يحدث على الأرض في سورية أكبر بكثير من أن يعبر عنه أي فن في العالم، ففي كل لحظة خبر جديد ومأساة جديدة. مضيفا أنه يمكن إعادة الألق للمسرح السوري من جديد وإلا فستتوقف الحياة، فالمسرح بالنسبة له لا يتوقف على شخص، وهو حي ما بقيت الحياة، والممثل القوي يبقى، مضيفاً أننا بحاجة لتقنيات جديدة ولعقلية جديدة في التفكير والتمثيل والكتابة والإدارة والقدرة على استيعاب المواهب الجديدة وتجسيدها بأعمال فنية من دون تشويهها كما يحصل في بعض المعاهد الخاصة.. وأنه مستعد للمشاركة بإعادة صياغة المسرح من جديد.

وعن الفنان الراحل نضال سيجري، أكد سعد أن سيجري طلب منه المشاركة في مسرحية "ايواكس" وهي مسرحية جدية والمعروف أن سيجري فنان كوميدي، فاستغرب جهاد سعد طلبه، لكنه أصرّ على المشاركة وقال: "هذه المسرحية لنا وليست لك"، فأنجزت المسرحية وكان سيجري مبدعاً فيها.

وعن الأعمال الدرامية خلال الأزمة، قال سعد إنها محاولات يشكرون عليها، ويجب أن تكون المسلسلات غير بعيدة عن الواقع وبنفس الوقت يجب ألا تكون مباشرة. معتبرا أن مشاركته في الأعمال المصرية كانت مختلفة عن مشاركته في سورية، وأنه ضد المقارنة بين الدراما السورية والدراما المصرية.

وأيد سعد الأعمال العربية المشتركة، شرط أن يكون لها موضوع محدد، حيث عزا نجاحه في مصر إلى أنه تعلم في فيها وعاش مع وزوجته المصرية ما ساعده على الدخول في حياة المصريين.. مشيراً لمشاركته مع الفنانة ميرفت أمين والتي وصفها بالموهوبة والمتواضعة والمحبة لسورية.

وحول شروط مشاركته في الأعمال الدرامية، أكد سعد أنه ليس لديه مشكلة في حجم الدور حتى لو كان مشهد واحد.. حيث أبدى استعداده للقيام بأدوار إنسانية كدور المشرد وغيره.

واعتبر الفنان جهاد سعد أن الدراما السورية في منعطف صعب جداً، وأن السبب ليس الدراما بل الظرف الذي يمر به البلد، وتأثير الحرب على الفن، وأن الدراما السورية ليست بمستوى الأعمال التي قدمت بنجاحات قبل الحرب، مضيفا أنه يجب عدم إعطاء الفرص لغير الموهوبين من الكتاب والممثلين والمخرجين.

وحول فيلم "وورك شوب"، قال أشار سعد إلى أنه يحتاج لبعض الوقت كي يجد شركة إنتاج ليبصر النور، وأن الفيلم يتحدث عن حلم الشباب والواقع الذي يعيشونه.

كما استرجع سعد ذكريات سفره برفقة زوجته على الدراجة الهوائية، في رحلة من دمشق إلى القاهرة في التسعينات من القرن الماضي، استمرت عشرين يوماً، مضيفاً أنه يحب المغامرة الحقيقية التي توصلنا إلى نتيجة وفيها متعة كما فيها معاناة، بل وتعلمنا ليس فقط في الحياة بل في المسرح أيضاً.

وتحدث سعد عن علاقته بالشاعر والأديب محمد الماغوط والتي كانت قوية، مضيفا أن طبعه كان صعبا، لكنه يعرف الناس بشكل جيد، حيث قام سعد بإخراج مسرحية من تأليف الماغوط بعنوان "خارج السرب".

وعن الأعمال الدرامية التي تناولت الأزمة، أكد سعد أنه لا يتابع الدراما كثيراً، لكنه شكر كل من عمل في هذه الأعمال، معتبرا أن الحرب أقوى من الفن، وأننا لا نستطيع أن نجسد ما يحدث في الحرب من خلال الفن، لافتاً إلى أن الانفجار أقوى بكثير من عالم السكينة.

وأعتبر سعد أن الألم مفهوم إبداعي، وأن سورية تتألم، وسورية تحترق لكن هذا الاحتراق سيتحول وفق قانون الوجود إلى طاقة خلاقة في المستقبل، مضيفا أن كل مبدع يحتاج للعزلة حتى يصفى ذهنه ويكون له القدرة على الإبداع.

وعن الفنانين الذين غادروا سورية، أكد سعد أن ذلك يتوقف على موقف كل فنان، وكيف تعامل مع الوضع.. فإذا كان هناك موقف ضد الوطن فهذا شيء كارثي، مضيفاً أن السياسة مرحلة وأن الوطن سيبقى.. والوطن فوق الجميع.     

كما أكد سعد في حواره أن نجومية المسرح أصعب بكثير من نجومية السينما والتلفزيون، مضيفا أن الحركة المسرحية بحالة "كبوة" ولكنها ستنهض وتعود، حيث يوجد طاقات مسرحية

أما بالنسبة للسينما فقد أشار سعد إلى أنه لا يوجد صناعة سينما في سورية، ولو كانت موجودة لفضلها على التلفزيون، لأن في السينما نجد مشروعنا الشخصي، فالسينما فن أكثر من التلفزيون.

وأضاف سعد أن قلبه اليوم ينبض بالحب فقط لسورية، فوحده الحب الذي يجعلنا ننتصر على الحياة، وكل شيء يذهب ما عدا الحب.. وحول تكرار الزواج أشار سعد إلى أن هذا الموضوع صعب.. معتبراً أن "الاعتذار" باب قوة وليس ضعف، حيث استغل الفرصة ليعتذر من كل شخص أخطأ معه، متمنياً من كل شخص أساء له أو أخطأ بحقه أن يعتذر منه، لافتا أنه يشعر بالوحدة لأن أولاده يعيشون في الخارج، وأن ما يصبره على ذلك أن مستقبلهم هو الأهم.

وحول عمليات التجميل، أشار سعد في لقائه، إلى إنه ضد عمليات التجميل، معتبراً أنه هذه العمليات تزيل تعابير الوجه التي منحنا الله إياها، وأنه بعمليات التجميل يتم فصل الأعصاب عن العضلات، معتبراً أن هذه العمليات أصبحت موضة وعدوى اجتماعية غير محببة.. حيث نصح سعد الممثلين الجدد بالابتعاد عنها.