روعة ياسين: لم أعد قادرة على مجاملة أحد أو التنازل لأحد آخر

روعة ياسين: لم أعد قادرة على مجاملة أحد أو التنازل لأحد آخر

فن ومشاهير

الأحد، ٢٥ سبتمبر ٢٠١٦

وائل العدس

تؤمن بقوة الدراما السورية وقدرتها على تصدر الشاشات العربية رغم الأزمة، لكن كم الأعمال التي شاركت فيها انخفض خلال السنوات القليلة الماضية.
عادت هذا العام لتأدية الأدوار الجريئة من خلال مشاركتها في الموسم الرمضاني السابق بشخصية «حسنا» في مسلسل «بلا غمد»، كما شاركت في مسلسل «الطواريد»، و«أحمد بن حنبل» الذي لم يعرض بعد، لكنها تؤكد أن هناك أعمالاً أخرى عرضت عليها لكنها لم تشارك فيها.
تتمتع بطلة جميلة أمام الكاميرا، وفوق ذلك فإنها تمتلك حضوراً فنياً لدى تجسيدها لمختلف الأدوار الفنية، سواء كانت هادئة رومانسية أم المرأة المشاكسة واللعوب.
الممثلة السورية روعة ياسين حلت ضيفة على «الوطن» من خلال الحوار التالي:

نبدأ من «الطواريد»، هل تعتقدين أن مشاركتك بدراما البيئة البدوية تأخر وخاصة أنك ملكة جمال البادية عام 1999؟
نعم، كنت أطمح للمشاركة في هذا النوع من الأعمال منذ ذلك العام الذي ساقب فيه أيضاً دخولي مجال التمثيل، وقد عبرت أكثر من مرة عن رغبتي العارمة بتأدية شخصية بدوية.
قدمت في المسلسل شخصية «بدور» وهي إحدى نساء القبيلة ولكنها تعاني من ضعف شخصية زوجها الذي يوجد شيء ما يخيفه فيتعرض للكثير من القلق والتوتر ما ينعكس على علاقته بزوجته. ربما لا يكون الدور مثلما أرغبه، لكنني أديته بشكل جيد، وأعتبره خطوة جيدة في هذا الطريق، فأنا يناسبني تجسيد شخصية بدوية كون شكلي الخارجي يساعدني في ذلك، وأحب اللهجة البدوية أيضاً.

ماذا عن دورك في مسلسل «الإمام أحمد بن حنبل»؟
العمل من تأليف محمد اليساري وإخراج عبد الباري أبو الخير، وأجسد فيه دور «حُسن»، وهي آخر زوجات الإمام، وهي زوجة صالحة رافقت مشوار زوجها العلمي والديني حتى لحظات حياته الأخيرة وكان لها تأثير كبير، ولأن العمل لم يعرض بعد لا أستطيع البوح عن الدور بأكثر من ذلك.

في مسلسل «بلا غمد» قدّمتِ شخصية «حسنا»، وقد قدمتِ شخصية مشابهة في «تخت شرقي» عام 2010؟
إذا قدّم الممثل دورين متشابهين فهو قادر على أن يخلق تنوعاً بينهما، فدور «حسنا» قد يشبه دور «نجمة» من حيث الشكل، لكن هناك اختلاف كبير في المضمون، كما أن القصة والبيئة التي يرويها العملان مختلفة.
أرغب بتقديم أدوار مختلفة لكن العتب هنا لا يقع عليّ، فلستُ من رأى أني مناسبة لهذا الدور أو ذاك، أنا أقرأ النص ولديّ صلاحية القبول أو الرفض فقط، ولربما لو قلتُ للمخرج فهد ميري أنني أريد هذا الدور أو ذاك يمكننا أن نتناقش بالأمر، لكن ما حصل أنني وافقت على دور «حسنا» لاعتقادي وتقديري بأنني قدمته بطريقة مختلفة عن أدوار سابقة.

هل أنتِ راضية عما قدمته هذا العام؟
لستُ راضية تماماً، ولكني حاولت أن أكون مختلفة، وقبلتُ بأحسن الموجود من الأدوار التي عرضت عليّ.
ولم أتبع مبدأ المشاركة لأجل الظهور فقط، فقد شاركتُ في ثلاثة أعمال من أصل سبعة عرضت عليّ، ولو كنت أحب الظهور لكنتُ شاركت بخمسة أو ستة أو لربما بسبعة أعمال، لكني شاركت بالأعمال التي شعرت أن فيها شيئاً مختلفاً عما قدمته سابقاً، ولا يهمني الظهور على الشاشة بقدر ما يهمني تقديم شيء مختلف.

كيف تقرئين شخصيتك وهي لا تزال في مرحلة النص؟
أفكر في أداء خاص بكل شخصية أثناء مرحلة القراءة، ولكن عند بدء التصوير أقدم شيئاً مختلفاً، ولذلك فإنني أفضل التعامل مع الشخصية خلال الانفعال اللحظي، أما فيما يتعلق بالمكياج والإكسسوارات فلابد أن تكون جاهزة قبل التصوير بوقت كاف.

يقال إن الدراما السورية تمر بأزمة، ما رأيك؟
نقص فيها الكم، لكن باعتقادي أن النوع مازال جيداً بوجود بعض الأعمال التي تطرح مواضيع مهمة.
أرفع القبعة للدراما السورية ولكل من عمل بها في هذه الأزمة، أشكرهم على جهدهم المضاعف في ظل الخوف والتعب النفسي والألم وقلة مواقع التصوير مهما كانت النتيجة، كما أوجه لهم تحية لأنهم دافعوا عن درامانا التي يجب أن تكون حاضرة على مائدة الأعمال العربية في كل موسم.
ويجب علينا جميعاً كفنانين أن نتعاون لكي تبقى درامانا رائدة، كل فنان حسب قدرته وكل شركة إنتاج حسب إمكانياتها.

هل عكست الدراما السورية الواقع السوري؟
عالجت الدراما السورية العديد من المواضيع التي تمس الشارع السوري وهمومه، لكنها بحاجة أيضاً للمزيد لتزويد الشارع وتثقيفه وتثقيفنا، لتلامس جميع الأوجاع والنقاط المهمة والحساسة، ولكي نستطيع من خلالها التقرب من بعضنا البعض بتقريب وجهات النظر.

ما سر قلة أعمالك خلال الأعوام القليلة الماضية؟
لا يوجد أي سر، أنا جاهزة لأي عمل يشدني، لكنني لم أنجذب إلى كثير من الأدوار التي عُرضت عليّ، وشعرت أنها أدوار مكررة، لأنني أسعى دائماً للبحث عن الجديد والأفضل.
يعني أنني لم أجد العروض المناسبة التي تروي عطشي الدرامي حين أغيب، وقد تعلمت أن الاختيار هو الأساس ولو كان على حساب الانتشار.
الدور الذي لا يعجبني ولا أشعر به لا أنجح بتأديته، لأني لا أحب التكنيك وأعتمد بأدائي على الإحساس الداخلي ونقل ما في القلب ليصل بسرعة أكبر إلى المشاهد.

هل أخذت فرصك المستحقة خلال 17 عاماً في الوسط الفني؟
طبعاً لم آخذ فرصتي الحقيقية لعدة أسباب تتعلق بالشركات والمنتجين وبعض المخرجين الذين باتوا اليوم يكرّسون مبدأ النجم الواحد ولا يعيرون أهمية لمواهب تنتظر الدور المناسب.
القائمون على الدراما السورية ظلموا كثيراً من الناس بما يتعلق بالفرص، لذا لم أعد قادرة على مجاملة أحد أو التنازل لأحد آخر، فإما أن أحصل على ما أستحقه أو فلأبق في منزلي، فأنا لا أبحث عن شهرة، وإنما أبحث عن دور ناجح حتى ولو كان صغيراً.
ولا أنكر حزني لأني قدمت تنازلات مادية وفنيّة لفترة زمنية معينة أملاً في مزيد من الانتشار، لكني اتخذت قراراً بألا أشارك بعد الآن في أي عمل لا يضيف لي شيئاً جديداً.

وماذا عن الجرأة في حياتك الفنية؟
يعتقد البعض أن قلة الحياء تصنع نجوماً وهذا ليس صحيحاً إطلاقاً، لست مضطرة أن أؤدي دوراً جريئاً لكي أحصل على الشهرة، فالأدوار الجريئة لا يستطيع أي فنان أن يؤديها لأنها تحتاج لقناعة المشاهد.

ما سر بقائك عزباء حتى الآن؟
بقائي عزباء حتى الآن يعود إلى تجارب حب فاشلة جداً وعدم لقائي برجل حقيقي يشدني، بل للأسف أشباه رجال ربما عدم وجودهم أفضل بكثير من بقائهم كعنصر أناني وكاذب، والنصيب لم يأت بعد.

ما أفضل قرار اتخذته في حياتك؟
أنا فاشلة كثيراً في اتخاذ القرارات، كما أن معظمها يأتي متأخراً ولكن أستطيع القول إنه قرار اعتزالي الحب.