امرأة من رماد .. الهم العام من خلال معاناة امرأة بشخصية مركبة

امرأة من رماد .. الهم العام من خلال معاناة امرأة بشخصية مركبة

فن ومشاهير

السبت، ٢٧ يونيو ٢٠١٥

تلعب النجمة سوزان نجم الدين دورا مركبا لشخصية موتورة وغير مستقرة نفسيا في مسلسل امرأة من رماد من كتابة جورج عربجي واخراج نجدة اسماعيل انزور ومن انتاج المؤسسة العامة للإنتاج الاذاعي والتلفزيوني حيث تقدم حتى الآن أداء احترافيا ملحوظا يعرض مزاجية “جهاد” المرأة العاقر الباحثة عن وهم امومتها الضائع مع قصة لم تكتمل حتى الان حول ابنها وموته في حادثة تفجير وكيف تلعب بمصائر من حولها من الناس مع ازدواجية بين الخير والشر ما يبعدها عن اللون الواحد ويجعلها خليطا سيكولوجيا مركبا لنموذج انساني معقد وكل ذلك يظهر من خلال خطوط درامية متشابكة ومتنوعة.

جهاد المرأة الخارجة عن المنطق في اغلب ردود افعالها والمحبة لدرجة الرهافة والقوية لدرجة القسوة هي نموذج انثوي ليس من المستبعد وجوده في الحياة الحقيقية ويأتي تقديمه مع خلفية الأحداث الجارية في سورية بفعل الازمة كنوع من التسخير الدرامي لإيصال عدة رسائل من قبل الكاتب جورج عربجي الذي يقدم اولى تجاربه الدرامية في هذا العمل ويظهر قدرة على تقديم عدة خطوط درامية تسير مع مجريات الاحداث لخدمة الخط الاساسي مع شخصيات متنوعة في اشكالها ومضمونها.

المخرج نجدة اسماعيل انزور يبتعد في هذا العمل عن الغرائبية الاخراجية لصالح كاميرا واقعية سلسة في حركتها وزوايا تصويرها مع الاعتماد على رصد الاداء التمثيلي وخاصة مع شخصية جهاد التي تحتمل اشتغالا كبيرا على ردود افعالها والتفاصيل الدقيقة في تأدية دورها ما جعل من كاميرا المخرج عينا ترصد ادق الايماءات والتحولات في اداء البطلة نجم الدين وتساعد على اظهارها وايصالها للمشاهد مع ترك مساحة جيدة لكل ممثل ليقدم ما لديه من رؤية لدوره ولكن تحت ادارة صارمة لمايسترو الصورة الذي لا يعرف التهاون مع كاميرته ولا يمرر لقطات مجانية ليقدم لنا عملا لا يقل عما قدمه في السابق ولكن دون بهرجة اخراجية زائدة في هذه المرة.

بقية الجوانب الفنية جاءت جيدة دون ثغرات وتنم عن احترافية في كل تفاصيلها سواء في التصوير او الاضاءة والصوت والأزياء والشعر والمكياج وغيرها مما يحسب للجهة المنتجة التي اختارت كادراً محترفا وحافظت على مستوى عال من الاداء الفني الى جانب الاداء التمثيلي و الإخراجي الراقي والنص الجيد ليكون هذا النوع من الأعمال الاجتماعية الواقعية والتي تعكس حياة الشارع السوري بطريقة غير مفرطة بمباشرتها هو الاقرب للجمهور والاكثر متابعة من قبلهم كما يتوقع ويظهر من ردود افعال المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي.