بوتين يتوقع تعافي الاقتصاد الروسي بوتيرة أسرع

بوتين يتوقع تعافي الاقتصاد الروسي بوتيرة أسرع

مال واعمال

الخميس، ١٦ أبريل ٢٠١٥

توقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، تعافي الاقتصاد الروسي بوتيرة أسرع، في فترة تتراوح ما بين عامين أو أقل، مؤكداً أن لدى روسيا الموارد الكافية لتجاوز الفترة الصعبة الحالية بأقل الخسائر الاقتصادية. ومن جهة ثانية، اتهم واشنطن بالضغط على بعض زعماء العالم لإثنائهم عن حضور مراسم الحفل الذي سيجري في روسيا بمناسبة مرور 70 عاماً على نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقام الرئيس الروسي، خلال حواره السنوي مع المواطنين الروس عبر فعالية "الخط المباشر" اليوم، بعرض أداء الاقتصاد الروسي خلال العام الماضي وبداية العام الحالي. وقال إن الناتج المحلي الإجمالي الروسي نما في العام 2014 بنسبة 0.6 في المئة والإنتاج الصناعي بنسبة 1.7 في المئة، وأن إنتاج روسيا من النفط بلغ 525 مليون طن، وأن إنتاج الحبوب بلغ 105.3 ملايين طن.
ولفت الرئيس الروسي النظر إلى أن تعزيز قوة الروبل الأخيرة لم تكن مرتبطة فقط بارتفاع أسعار النفط، وإنما بالتدابير التي اتخذتها السلطات الروسية، وبفضل جملة عوامل أخرى كانت دافعاً لنمو الاقتصاد الروسي في ظل العقوبات والضغوط الخارجية السلبية، منوهاً إلى أن الحكومة الروسية خصصت نحو 3.3 تريليون روبل لمكافحة الأزمة منها 900 مليار روبل لدعم القطاع المصرفي.
وأكد الرئيس بوتين أن برنامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية طويل الأجل للاتحاد الروسي للفترة حتى العام 2020 (برنامج 2020) لا يزال دليلاً لتنمية البلاد.
ورداً على سؤال طرح من قبل وزير المالية الروسي السابق أليكسي كودرين حول خطط إصلاح الاقتصاد، أجاب بوتين أن " برنامج 2020 لا يزال دليلنا للتنمية، ولم يتم إلغاءه من قبل أحد".
وفي ما يتعلق بالعقوبات الغربية ضد روسيا، قال بوتين إن هذه العقوبات لا تتصل بشكل مباشر بالوضع في أوكرانيا وإنما لها أسس سياسية، داعياً إلى استغلال هذه العقوبات من أجل الوصول إلى مستويات جديدة من التنمية الاقتصادية، بما في ذلك في المجالين الزراعي والصناعي.
وحول الأزمة بين روسيا وفرنسا فيما يتعلق بتسليم روسيا حاملة المروحيات "ميسترال" أكد الرئيس بوتين أن روسيا لن تطالب فرنسا بدفع أي غرامات لعدم تسليمها حاملة المروحيات "ميسترال".
وقال: "أنا انطلق من أن القيادة الحالية لفرنسا والفرنسيين بشكل عام، هم أشخاص نظاميون، وسيعيدون لنا الأموال، ونحن لا ننوي حتى المطالبة بغرامات، ولكن من الضروري أن يعيدوا لنا جميع التكاليف التي تحملناها".
ورأى بوتين أنه من غير الصواب مقارنة حالة روسيا في ظل العقوبات بحالة إيران التي عانت من العقوبات لسنوات عديدة، قائلاً ان "روسيا ليست إيران، اقتصادنا أكبر وأكثر تنوعاً من الاقتصاد الإيراني، كما أننا لا نتبع سياسة في قطاع موارد الطاقة كتلك التي تتبعها القيادة الإيرانية".
وقبل نحو ثلاثة أسابيع من الاستعراض العسكري الذي تقيمه روسيا في التاسع من أيار في مراسم لإحياء ذكرى ضحايا النازية، والذي سيتغيب عنه هذا العام الكثير من زعماء العالم بسبب دعم موسكو للانفصاليين في أوكرانيا، قال بوتين عندما سئل إن كانت روسيا تشعر بالضيق تجاه الذين رفضوا الدعوات: "كل من لا يريد الحضور بوسعه أن يفعل ما يحلو له"، واصفاً هذه المناسبة بأنها تستهدف إظهار "الاحترام لضحايا النازي وتكريم ... المنتصرين على النازية".
وقال "هذا اختيار شخصي لكل زعيم سياسي وقرار البلد الذي يمثله"، مضيفاً أن "البعض لا يرغب في ذلك والبعض الآخر ممنوع من القيام بذلك من جانب (أوبكوم واشنطن) وتم إبلاغهم بعدم الذهاب، رغم أن كثيرين يريدون عمل ذلك". و"أوبكوم" تعبير سوفياتي للجنة المركزية في "الحزب الشيوعي" واستخدامه يوحي بأن دول ما بعد الاتحاد السوفياتي وبعض الناشطين في روسيا يتبعون أوامر الولايات المتحدة.
من جهة ثانية، اعتبر الرئيس الروسي أن أوكرانيا تقطع الأواصر مع منطقة دونباس في شرقها باستبعاد سكانها من النظام المالي للبلاد. ونفى  تقارير ذكرت أن نظيره الأوكراني بيوتر بوروشينكو طلب من روسيا أن تضم إليها منطقة دونباس التي تشهد حركة انفصالية موالية لروسيا منذ العام الماضي.
وسأل مستنكراً: "هناك أشخاص يحاربون من أجل نيل حقوقهم بالقوة.. لكن هناك أيضاً أشخاصاً لا شأن لهم بهذا وعملوا من أجل الحصول على معاشاتهم .. فلماذا لا تدفعون لهم؟".
كما أكد أن تصدير منظومة "إس-300" الصاروخية لإيران يشكّل عامل ردع في الشرق الأوسط لاسيما على خلفية الأحداث في اليمن، ولا يمكن لهذا السلاح تهديد أمن إسرائيل.
وقال بوتين، خلال حواره المباشر، عن تصدير "اس 300" لطهران "لا يُهدّد تل أبيب على الإطلاق، لأنها أسلحة تحمل طابعاً دفاعياً بحتاً، علاوة على ذلك، إننا نرى أن تصدير مثل هذه الأسلحة يُمثّل عامل ردع في الظروف التي تتبلور في المنطقة، لاسيما على خلفية الأحداث في اليمن".
وأضاف أن طهران أبدت "مرونة كبيرة" في المفاوضات الخاصة ببرنامجها النووي، مشيراً إلى أن ذلك دفع روسيا إلى اتخاذ قرار بتنفيذ صفقة "إس-300" مع هذا البلد بعدما كانت قد علّقتها في العام 2010.
وقال: "اليوم، يبدي الشركاء الإيرانيون مرونة كبيرة ورغبة واضحة في التوصّل إلى حل وسط بشأن البرنامج النووي"، داعياً إلى "تشجيع إيران على التمسّك بهذا الموقف".

واعترف الرئيس الروسي بأن فرض النموذج الاشتراكي في بلدان أوروبا الشرقية "بالقوة" بعد الحرب العالمية الثانية لم يكن "أمراً جيداً"، رغم أن بعض الاوروبيين يعتبرون ان صلته بالنظام السوفياتي لا يزال يشوبها الغموض.
وقال بوتين إنه "بعد الحرب العالمية الثانية حاولنا فرض نموذجنا الخاص على دول أوروبا الشرقية وفعلنا ذلك بالقوة"، مضيفاً "لم يكن ذلك امراً جيدا ًويجب الاعتراف بذلك".
وكان بوتين يشير الى قيام الأنظمة الشيوعية بعد الحرب العالمية الثانية في بلدان أوروبا الشرقية، بما فيها جمهورية تشيكيا والمجر وبولندا. وكانت هذه البلدان الاشتراكية او كما تسمى "الكتلة الشرقية" خاضعة مباشرة لسلطة موسكو لأكثر من أربعين عاماً.
وقال الرئيس الروسي "لقد تأثرنا دائما" بسياسة الحقبة السوفياتية، مؤكداً في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة فعلت الأمر ذاته. وأضاف أن "الأميركيين فعلوا مثلنا بشكل أو بآخر، من خلال محاولة فرض نموذجهم في جميع أنحاء العالم، وهم سيفشلون أيضاً".
وتطرق بوتين إلى القوانين التي تبناها البرلمان الأوكراني في محاولة "لنزع الطابع السوفياتي" عن أوكرانيا.
وهذه القوانين ساوت بين النظامين السوفياتي والنازي وحظرت اي "انكار علني" لـ"طابعهما الاجرامي" وكذلك "الانتاج" و"الاستخدام العلني" لرموزهما، مثل النشيد والاعلام وشعار المطرقة والمنجل الشهير، إلا في استثناءات قليلة.
واعتبر بوتين انه "لم يكن هناك سبب لوضع النازية والستالينية في الخانة نفسها". وقال "رغم وحشيته لجهة القمع وترحيل شعوب بكاملها، فان هدف النظام الستاليني لم يكن القضاء" على السكان.
إلى ذاك، أعلن المستشار في وزارة الداخلية الأوكرانية انطون غيراشتشنكو مقتل صحافي أوكراني مؤيد لروسيا بالرصاص في كييف، وهو ثاني شخصية مؤيدة لروسيا تقتل خلال الساعات الـ24 الماضية في العاصمة الأوكرانية.
وقال غيراشتشنكو إن "الصحافي أوليس بوزينا قتل في شارع ديغتياريفسكا" القريب من وسط المدينة".