حمى الدولار تضرب الأسواق مجدداً

حمى الدولار تضرب الأسواق مجدداً

مال واعمال

الثلاثاء، ١٦ سبتمبر ٢٠١٤

تصاعد تدريجي ومتسارع بدأه الدولار بالنسبة إلى الليرة السورية. فقد عادت العملة الأميركية الى الواجهة الاقتصادية والسياسية لتحقق يومياً ارتفاعاً يقدّر بحوالى عشر ليرات حتى تخطى حدّ الـ200 ليرة سورية للدولار الواحد بعد استقرار لأشهر عدة راوح خلالها بين 160 و170 ليرة.

الارتفاع بدأ قبل حوالى أسبوع، وربطه البعض بالأحداث السياسية الأخيرة والتصريحات الغربية المتلاحقة حول تنظيم «داعش» ومحاربته في العراق وسوريا. الأمر الذي ولّد حالة من الذعر لدى السوريين، دفعتهم إلى التوجه لادخار الدولار ثانية خوفاً من خطر نزوح جديد قد يتعرضون له. ويشير محلل اقتصادي سوري إلى أنّه إضافة الى حال الذعر العام لدى البعض، فالسبب يعود الى سلوك مصرف سوريا المركزي، أيضاً، ورفعه أخيراً سعر الدولار.
«المركزي»، وبعد أيام من اضطرابات السوق، قرّر التدخل وبيع شرائح كبيرة من القطع الأجنبي لكل من مؤسسات الصرافة المرخصة العاملة في سوريا، حددها بـ300 ألف دولار أميركي لكل شركة و100 ألف دولار لكل مكتب كحد أدنى بسعر صرف 186 ليرة للدولار لبيعها في السوق للأغراض التجارية وغير التجارية من دون ضوابط بسعر يبلغ 187 ليرة للدولار. وبلغ إجمالي الكميات المبيعة للقطع الأجنبي في جلسة «التدخّل» 10 ملايين دولار.
وأكد حاكم المصرف المركزي، أديب ميالة، أنّ «عملية التدخل مستمرة وعلى نحو يومي حتى وصول سعر صرف الليرة السورية إلى مستويات توازنية مقبولة»، إضافة إلى استمرار التزام المصرف «قبول طلبات شراء القطع الأجنبي من قبل كل من المكاتب ومؤسسات الصرافة يوميا لتلبية حاجة السوق ومتطلبات استقرار سعر الصرف». كذلك أكّد «المركزي» أنّه يمكن للشركات والمكاتب بيع كميات من القطع للمواطن عبر مستندات بسيطة قد لا تعدو كونها بطاقة شخصية، مع تحديد تعليمات بيع القطع عبر هذه الآلية من قبل المصرف لشركات ومؤسسات الصرافة، وذلك لتمكين الشركات ومكاتب الصرافة من البيع الحر للقطع الأجنبي.
وبالتوازي مع حمى ارتفاع أسعار الدولار ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية والغذائية، رغم أن معظم البضائع المتوافرة في الأسوق اليوم هي بضائع مخزّنة منذ أشهر. ويشير مصدر متابع إلى أنّه لا عمليات استيراد حالياً، والبضائع مخزنة في المستودعات، وبناء عليه لا يحق للتاجر رفع السعر تماشياً مع ارتفاع الدولار، فسعر البيع محدد قياساً إلى التكاليف التي تكبدها التجار وسعر صرف الدولار المحدد وقتها، وبالتالي فإن رفع السعر حالياً يعدّ مخالفاً للقانون.
ولم يسلم الذهب من الارتفاع إذ بلغ سعر الغرام عيار 21 قيراطا، 5447 ليرة سورية، فيما سجّل الغرام من عيار 18 قيراطا 4669 ليرة سورية، لكن رئيس جمعية الصاغة في دمشق غسان جزماتي، رأى أن الأمر مؤقت، متوقعاً أن ينخفض هذا السعر منتصف الأسبوع الحالي.