التهريب «بحراً»! … جديد «الجمارك»: زوارق جديدة لملاحقة مهربي الدخان والبالة

التهريب «بحراً»! … جديد «الجمارك»: زوارق جديدة لملاحقة مهربي الدخان والبالة

مال واعمال

الخميس، ٧ يونيو ٢٠١٨

 عبد الهادي شباط
كشف مصدر في الضابطة الجمركية لـ«الوطن» عن السماح بشراء زورقين للعمل في المياه الإقليمية السورية لتعزيز الوجود الجمركي أمام الشواطئ السورية حيث تم التعاقد مع أحد الدول الصديقة لتأمين الزورقين، مقدراً قيمة الزورق بنحو مليار ليرة، بناء على المواصفات التي حددتها إدارة الجمارك لهذين الزورقين، حيث يصل طول الزورق لقرابة 14 متراً وهو مصمم بما يمكن من مزاولة العمل الجمركي المطلوب ضمن المياه، مبيناً أن الجمارك تمتلك حالياً نحو 6 زوارق 3 منها تعمل ضمن المرافئ السورية، في حين تعمل الزوارق الثلاثة الباقية ضمن المياه الإقليمية لكنها تعاني من حالة اهتلاك والحاجة الدائمة لأعمال الصيانة وأن ارتفاع عمليات الإصلاح والصيانة عادة ما تخرجها عن الخدمة، وبحسب التقديرات فإن تغطية المياه الإقليمية بشكل جيد يحتاج لنحو 5 زوارق بحيث تتمكن الضابطة البحرية من ممارسة نشاطها على كامل المياه الإقليمية.
وأكدت المصادر أن الكثير من المهربات تأتي عبر المياه قبالة الشواطئ خاصة مادة الدخان إضافة للمواد الأخرى مثل البالة وبعض المواد الغذائية التي لا تحتاج لحافظات أثناء عمليات نقلها ولا تتعرض للتلف.
وكانت «الوطن» حصلت على نسخة من موافقة هيئة التخطيط والتعاون الدولي على إدراج تأمين زوارق بحرية بدلاً من الزوارق القديمة للخطة الاستثمارية للمديرية العامة للجمارك خلال العام الجاري، وذلك بناء على مذكرة وزارة المالية المقدمة لرئاسة الحكومة حول تأمين هذه الزوارق لأغراض مكافحة التهريب ضمن المياه الإقليمية وذلك بعد استكمال الموافقات اللازمة باعتمادات تأشيرية لعام 2018 ويتم تأمين الاعتمادات اللازمة من وفورات الجهات العامة.
كما أكد مصدر في الجمارك أن توافر هذه الزوارق سيكون له أثر فاعل في مكافحة وضبط حالات التهريب الجارية قبالة الشواطئ وتمكين الدوريات من متابعة حالات التهريب ويسمح بملاحقة بعض المراكب البحرية التي تتوافر معلومات حول نقلها للمهربات، وهو ما يسهم في دعم عمل الضابطات الجمركية في كل من محافظتي اللاذقية وطرطوس.
وفي سياق متصل بمستجدات قضايا التهريب، كشف مصدر الضابطة الجمركية لـ«الوطن» عن ضبط 25 طناً من البن المهرب، مبينةً أن الكمية معبئة ضمن أكياس من سعة 50 كغ، حيث تم تغليف البن بأكياس تخفي الماركة الحقيقية وبلد المنشأ للبن والتغليف بأكياس تحمل أسماء ماركات مزورة وبلد منشأ وهمي (برازيلي) إضافة لتدوين مواصفات، لا تستند لأي بيانات جمركية رسمية، وبناء على حالة التلاعب التي رافقت دخول هذه المادة تمت مصادرة المادة وسحب عينات منها وإرسالها للمختبرات المعتمدة من قبل الجمارك.
وبيّن المصدر أن كمية البن ضبطت في مستودعات بمحافظة حماة، وأن التحقيقات مستمرة لمعرفة كيفية وصول هذه المادة المهربة لهذه المستودعات ومعرفة فيما إذا كانت هناك كميات أخرى تم تخزينها في مستودعات أخرى، مشيراً إلى أنه تم التوجيه بتشديد عمل الدوريات على الطرقات والمنافذ لضبط حالة التهريب.
كما كشف المصدر أنه تم أمس ضبط كمية كبيرة من مادة التمر هندي الذي عادة ما يكثر الطلب عليه خلال شهر رمضان، مقدراً الكمية بنحو 20 طناً دخلت من عبر المناطق الشمالية وتمت مصادرة الكمية، وبعد الكشف على البضاعة ومعاينة مواصفاتها تبين أنها مطابقة وصالحة للاستهلاك، وبناء عليه تم المصالحة على البضاعة بقيمة 20 مليون ليرة.
وفي اتصال هاتفي مع مديرية تموين دمشق بيّن مصدر في المديرية أنه تم ضبط عدة حالات من بيع التمر الهندي المغشوش في الأسواق الشعبية وأن هناك توجيهاً لدى دوريات حماية المستهلك بالتركيز خلال شهر رمضان على المواد الغذائية خاصة المواد الغذائية الأكثر رواجاً في هذا الشهر ومنها التمر الهندي والعديد من العصائر والألبان والأجبان.. وغيرها، مبيناً أن معظم المواد التي يتم تنظيم ضبوط تموينية فيها يتم سحب عينات منها وإحالتها للمخبر المركزي في الوزارة لمعرفة مدى سلامتها.
وبالعودة للجمارك بيّن مدير في الإدارة العامة أن حجم المصالحات على المهربات مرتفع وهو ما يسهم في زيادة الواردات للخزينة العامة، وأن الإدارة تركز على القضايا النوعية عبر المتابعة والتقصي وضبطها، وخاصة قضايا التلاعب والتزوير في البيانات الجمركية التي تسهم في إدخال المهربات للبلد بطرق شرعية ووصولها للأسواق والمستهلك، وأن مديرية مكافحة التهريب تسجل نسباً متزايدة في هذا النوع من القضايا.
الوطن