هكذا ستتحول "مملكة النفط"إلى "مملكة الكاز"

هكذا ستتحول "مملكة النفط"إلى "مملكة الكاز"

مال واعمال

الخميس، ٣١ مارس ٢٠١٦

ثمة معلومات ترجح أن يكون قطار الحل الإقليمي قد وُضع على سكته في إطار خطة متوسطة الأمد ستمتد إلى سنوات مربكة وحافلة بالتطورات المتسارعة والمفاجئة إذا ما جاز التعبير، خصوصاً أن الخطة تعتمد على مقولة القافلة تسير وفق معادلات إقليمية سياسية وعسكرية جديدة أرستها نتائج الحرب السورية المستمرة، والتي بدأت تتحول تدريجياً من حرب استنزاف للطاقات الإقليمية إلى مشروع حسم يعيد رسم الخريطة الإقليمية الجديدة القائمة على مبدأ الفيدراليات، أو ما يتصل بها من تسميات تتغير في الشكل وليس في المضمون.

المعلومات نفسها تشير إلى حتمية إتيان الحلول على حساب الحلقات الأضعف، بحسب الوصف، وهي باتت تنحصر بعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ومن ضمنها الدولة التركية، التي بدأت أحداثها وتناقضاتها تطفو على السطح؛ في إشارة واضحة إلى تركيبتها الديمغرافية التي تراوح بين حدود المثالثة بين الأكراد والعلويين والأتراك انفسهم، حتى أن البعض يذهب إلى حد تأكيد أن مصير لواء الاسكندرون سيكون قيد البحث القريب، ناهيك عن "مملكة النفط" التي قد تتحوّل إلى "مملكة الكاز"، وذلك في ظل خلافات مستحكمة بين أفراد العائلة المالكة من جهة، والتيارات المتشددة من جهة ثانية، إضافة إلى خلافات موصوفة بين أركان التركيبة الهشة التي بدأت تتحلل بعد سلسلة الانتكاسات اللاحقة بالسياسات الخارجية للمملكة، والتي أدت بنتائجها إلى عجز في الموازنة، وزعزعة الاقتصاد الريعي القائم على النفط، كما إلى هزائم ميدانية بغنى عن التعريف، على اعتبار أن القاعدة التي تنطلق منها الحروب تقوم على تحديد الهدف، وبالتالي فإن حساب الربح والخسارة يعتمد على نتائج تحقيق الأهداف. فالمملكة العجوز لم تتمكن من تحقيق أي من أهدافها المعلَنة والمضمَرة، أكان في سورية، حيث كان الهدف الأول والأخير إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، أم في اليمن، حيث الهدف هو تطويع إيران عبر تقطيع أوصال أذرعها الممتدة على طول الخريطة السياسية والجغرافية والعسكرية للمنطقة برمتها، فحزب الله اللبناني واللجان الشعبية اليمنية دخلا المعادلة الإقليمية من بابها العريض، على عكس أذرع السعودية التي تنهار بشكل دراماتيكي، بالرغم من الدعمَين العكسري والمالي منقطعَي النظير.

غير أن الحلول، وعلى عكس ما يعتقد البعض،ستكون من خلال تغيير خريطة سايس - بيكو من داخل حدودها وليس من خارجها،أي إن حدود الدول ستبقى على حالها لكن بتركيبات داخلية مختلفة، على غرار سورية اتحادية، وتركيا مرغمة على الاعتراف بالكيان الكردي، ومملكة منقسمة بين "مملكة الكاز" ومملكة دينية مفتوحة.

انطوان الحايك