لمعانه يغري وادخاره يفيد المصاغ الذهبي رصيد ثابت واستثمارات رابحة في حياة الناس

لمعانه يغري وادخاره يفيد المصاغ الذهبي رصيد ثابت واستثمارات رابحة في حياة الناس

مال واعمال

الجمعة، ٤ سبتمبر ٢٠١٥

جرت العادة في الكثير من المناطق أن يُقدم للعروس مهر “مصاغ ذهبي من أطواق وأساور” وكلمة مجوهرات مشتقة من اللغة اللاتينية، وهي تعني ألعوبة لامعة جميلة، يرجع تاريخ الحلي إلى 75000 سنة، وهو تاريخ العثور على أول قطعة مجوهرات، ولم تكن من الذهب، بل كانت عبارة عن قطعة من جلود الحيوانات مع ريشها وعدد من الحصى، وقد ارتبط قديماً ارتداء الذهب بعدة نظريات اجتماعية سادت المجتمعات القديمة، حيث عبرت عن مكانة الشخص أو العائلة المالية كقياس للثروة، كما عرف ارتداؤه كرمز للنجاح والتميز أو للتعبير عن الذات. ولطالما ارتبط الذهب بالملوك والأمراء، ومنذ أكثر من خمسة آلاف سنة، أي قبل قرون من الزمن الذي أمرت فيه كليوباترا بأن تصنع لها الخواتم والقلادات الثمينة، كانت النساء تجربن استخدام الذهب وارتداءه، لأنه المعدن الوحيد الجدير بتزيين قوامهن الجميل، ويمنحهن شعور الثقة بالنفس.

مكانة مرموقة
بين المرأة والذهب علاقة تتطور مع تطور الزمن، ومر العصور فالمرأة من أيام العصر الفرعوني ومروراً بالعصور الوسطى وحتى عصرنا المتطور، وهي تقدر وتحب المشغولات الذهبية فمن شدة حب المرأة للذهب في العصر الفرعوني مثلاً، كانت تتزين به طوال الوقت وتحافظ عليه بشدة وكانت توصي أن يدفن ذهبها معها في المقبرة والدليل على ذلك أنه عندما عثر مكتشفو الآثار على مقبرة لملكة فرعونية وجدوا فيها كميات من الحلي والأساور الذهبية القيمة والنادرة وحتى الملوك الفراعنة كانوا يقدرون قيمة الذهب جداً، وفي دراسة حديثة أجريت على عدد من النساء في مركز الدراسات الأمريكي، بينت أن النساء ذوات المراكز المرموقة، واللاتي يتقاضين الأجور المرتفعة يشعرن بأن أفضل الأشياء التي تعبر عن قيمتهن الشخصية هو الذهب دون سواه، واتضح أن المرأة تعتبره أفضل هدية يمكن أن تكافىء نفسها به على عملها الجاد في وظيفتها، وكأثمن الهدايا التي يمكن أن تتلقاها من الرجل.

الظهور والتميز
ولشدة علاقتها الوثيقة بالذهب قيل عنها “المرأة والذهب وجهان لعملة واحدة”، لذلك حاول علماء النفس أن يحلوا لغز تعلق المرأة بالمجوهرات عامة والذهب خاصة، وشرح طبيعة العلاقة التي تجمعهما برباط وطيد، فقد أكدت التحليلات حبّ المرأة للمجوهرات والإكسسوارات بشكل عام، نتيجة رغبتها في الظهور والتميّز، وتعكس أنوثة المرأة وسحر جمالها ورقيها، وكما أن الذهب يشعر المرأة بالسلطة لارتباطه بصور الملكات والأميرات، وفي الوقت الراهن استطاع الذهب أن يحافظ على مكانته في قلوب عشيقاته لغلاء ثمنه، وتفنن أصحاب المهنة في صياغة أشكال وزخرفات رائعة، وإدخال الألماس والأحجار الكريمة له في أنماط مبتكرة لتلاقي رواجاً وقبولاً لدى جميع الأعمار والبلدان، فظهر الذهب الأبيض والبرتقالي وتعددت ألوانه وتصاميمه، لتبعده عن اللون الأصفر التقليدي فيساير جميع خطوط الموضة.

رصيد وأمان
ولكن اليوم تغيرت النظرة إلى الذهب، فمن الزينة والتباهي أمام صديقاتها والمجتمع إلى رصيد وخزينة تضمن بها استقرارها المالي من تقلبات الزمن، وغدر الأيام.. سلوى أبو هدير موظفة منذ خمس وعشرين سنة، وقد اكتسبت عادة والدتها بشراء قطعة ذهبية من راتبها كلما سنحت الفرصة ليكون لها رصيد مالي متى احتاجت إليه، وتقول لقد علمتني والدتي الادخار بالذهب ، فكلما تجمع لدي مبلغ من المال اشتريت  قطعة ذهبية ، وقد أنقذني رصيدي الذهبي أكثر من مرة في أزماتي المالية، وسلوى تتعامل مع الذهب بحكمة ورثتها عن والدتها وجدتها، كما تقول: «لطالما حذرتني والدتي من شراء المجوهرات المشغولة والمرصعة بالأحجار الكريمة، التي تفقد الكثير من قيمتها لدى بيعها بعد حسم قيمة الصياغة، أما الليرة الذهبية فتحتفظ بقيمتها كاملة، وأغلب الأحيان ترتفع هذه القيمة، ونادراً ما ينخفض سعرها في الأسواق العالمية». وأتمنى من كل سيدة أن تحرص على ادخار أموالها بهذه الطريقة، لأنه لا يفقد قيمته مع مرور الزمن.
فاتن شنان-البعث